هواوي الصينية أعدت "الخطة بي" تحسبا لحرمانها من أندرويد

الشركة تؤكد تطوير نظام تشغيل خاص لهواتفها الذكية، وبديل للمكونات الأميركية لتخفيف سلطة واشنطن على الشركة.
الخميس 2019/03/21
ظاهرة هواوي تتحدى القيود الأميركية

عززت شركة هواوي قواعدها المستقلة تحسبا لأسوأ الاحتمالات، التي يمكن أن تؤدي إلى حرمانها من المكونات الأميركية بتطوير نظام تشغيل لأجهزتها الإلكترونية، تحسبا لإمكانية تصعيد الضغوط الأميركية المفروضة بالفعل على الشركة الصينية.

لندن - فاجأت شركة هواوي الصينية الأوساط التكنولوجية بالإعلان عن تطوير نظام تشغيل خاص للهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر التي تنتجها، لكنها لم تصل إلى الإعلان عن خطط للتخلي عن نظام تشغيل أندرويد التابع لشركة غوغل الأميركية.

ويبدو أن هواوي لجأت إلى “الخطة بي” تحسبا لإمكانية توسيع الضغوط الكبيرة بالفعل التي تفرضها واشنطن على الشركة لمنع حلفائها من استخدام معدات الشركة وخاصة المتعلقة بتكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات، الذي تتفوق فيه على جميع الشركات العالمية.

وقالت الشركة إنها طورت أنظمة تشغيل خاصة بها يمكن استخدامها على أجهزتها في حالة عدم توفر الأنظمة الحالية التي توفرها شركات التكنولوجيا العملاقة الأميركية.

وأشار ريتشارد يو الرئيس التنفيذي لمجموعة هواوي لأعمال المستهلكين إلى أن الشركة طورت نظام تشغيل خاص بها، لأن التوترات مع الحكومة الأميركية يمكن أن تؤثر على توافر أنظمة التشغيل الأميركية الصنع المستخدمة على أجهزتها.

ريتشارد يوو: التوترات مع واشنطن يمكن أن تؤثر على توافر أنظمة التشغيل الأميركية
ريتشارد يوو: التوترات مع واشنطن يمكن أن تؤثر على توافر أنظمة التشغيل الأميركية

ويؤكد ذلك تقرير سبق أن نشرته صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست في أبريل 2018، والذي كشف عن وجود مشروع امتد لسنوات من أجل بناء بديل لنظام التشغيل أندرويد من غوغل.

ويشير ذلك ضمنا إلى محاولة لتفادي قوانين أميركية تسمح لواشنطن باستهداف أي شركة تستخدم مكونات أميركية بنسبة 10 بالمئة إذا خالفت قوانينها وعقوباتها بفرض قيود وحرمانها من تلك المكونات.

وقد ظهر أثر تلك القوانين الأميركية قبل شهرين، حين رفضت موسكو طلبا إيرانيا لشراء طائرات روسية، بسبب وجود مكونات أميركية في تلك الطائرات بنسبة تزيد على 10 بالمئة.

وتشير التقارير إلى أن هواوي بدأت في بناء نظام التشغيل الخاص بها في عام 2012 بعد ظهور بوادر القيود الأميركية على الشركة بإجراء تحقيق أميركي بشأن نشاطات هواوي.

وقال يوو “لقد طورنا أنظمة التشغيل الخاص بنا. وإذا اتضح أنه لم يعد بإمكاننا استخدام الأنظمة الأميركية، فسوف نكون مستعدين ولدينا خطة احتياطية بديلة”.

وتخضع هواوي بالفعل لقيود أميركية واسعة لا تقتصر على حرمان منتجاتها من دخول السوق الأميركية، بل تمتد إلى ضغوط على حلفاء واشنطن لمنعها من التعامل مع هواوي.

وتمكنت هواوي من تحدي القيود وسارت مبيعات هواتفها الذكية عكس التيار والقيود وارتفعت مبيعاتها بنحو 33 بالمئة في العام الماضي، في وقت تراجعت فيه مبيعات جميع الشركات المنافسة.

وانتزعت الشركة المركز الثاني في مبيعات الهواتف الذكية من شركة أبل، ويرجح الخبراء أن تتفوق على سامسونغ لتنفرد بالصدارة خلال السنوات المقبلة إذا استمرت وتيرة غزوها الجامح للأسواق.

وكان الحظر الأميركي السابق على شركة زد.تي.إي الصينية من استخدام المنتجات والخدمات الأميركية بمثابة اختبار حقيقي لطموحات التكنولوجيا الصينية.

ويتمتع نظاما التشغيل غوغل أندرويد وأبل آي.أو.أس بهيمنة مطلقة على أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، ويستأثر النظامان بنحو 99.9 بالمئة من السوق العالمية، بحسب تقديرات شركة غارتنر لأبحاث السوق.

وقال متحدث باسم شركة هواوي “لدينا أنظمة احتياطية لا نتوقع استخدامها ولا نريد استخدامها”. وأكد أن هواوي تدعم بشكل كامل أنظمة تشغيل شركائها وأن أنظمة أندرويد للهواتف الذكية وويندوز لأجهزة الكومبيوتر تبقى هي خيارات هواوي الأولى دائما.

هواوي أكدت أنها لن تستخدم نظام التشغيل الخاص إلا في حالة حرمانها من أنظمة أندرويد وويندوز
هواوي أكدت أنها لن تستخدم نظام التشغيل الخاص إلا في حالة حرمانها من أنظمة أندرويد وويندوز

ورغم وجود مجموعة كبيرة من المطورين وأنظمة التشغيل التي تسعى إلى كسر هيمنة أندرويد وآي.أو.أس، مثل نظام التشغيل ويندوز موبايل من مايكروسوفت وتايزن من سامسونغ وسيمبيان من نوكيا، لكنها لم تؤثر على احتكار أندرويد وآي.أو.أس للسوق.

ومن المحتمل أن يكون وجود نظام تشغيل بديل أكثر إلحاحا بالنسبة لشركة هواوي وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وتواجه الشركة الصينية، أكبر مورد لمعدات شبكات الاتصالات في العالم، سلسلة من التهم من الولايات المتحدة، بما في ذلك سرقة أسرار تجارية وانتهاك العقوبات الاقتصادية الأميركية وإخفاء تعاملات تجارية مع إيران عبر فرع غير رسمي.

وتنفي هواوي بشدة الاتهامات الأميركية، لكن الخبراء لا يستبعدون أن تواجه تداعيات أكثر حدة من منافستها زد.تي.إي إذا ثبتت إدانتها بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران، بسبب تصاعد المواقف السياسية الأميركية القلقة من طموحات الصين التكنولوجية والاقتصادية.

وكان حظر تصدير المكونات الأميركية لشركة زد.تي.إي الصينية قد أجبر الشركة خلال العام الماضي على إيقاف عملها بالكامل لمدة أربعة أشهر تقريبا، بسبب اعتماد معظم منتجاتها، وبضمنها الهواتف الذكية، على التقنيات الرئيسية التي تنتجها شركات التكنولوجيا الأميركية.

وتعمل جميع هواتف هواوي الذكية بنظام أندرويد الذي تمتلكه شركة غوغل، بينما تستخدم في أجهزة الكومبيوتر المحمول التي تنتجها نظام ويندوز من مايكروسوفت.

10