هل ينهي طرد أسوشييتد برس لمراسل مسؤوليتها عن خبر كاذب

واشنطن - اتهم رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك وكالة الأنباء الأميركية أسوشييتد برس بنشر معلومات كاذبة عن الصواريخ التي سقطت على الأراضي البولندية.
وكتب ماسك، خلال مناقشة حول حظر المستخدمين اليساريين، أنه لم يمنع حتى تلك الحسابات التي “تنشر أكاذيب مطلقة”. وأضاف “حتى وكالة أسوشييتد برس بتقريرها الخيالي تمامًا عن ضرب صاروخ روسي لبولندا، الأمر الذي كانت له عواقب وخيمة على تصعيد الحرب”.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، نقلاً عن مصادر، أن وكالة أسوشييتد برس الأميركية قامت بطرد الصحافي جيمس لابورتا، الذي كتب مقالاً مفاده أن الصواريخ التي سقطت في بولندا تعود ملكيتها إلى روسيا. وأكد أشخاص في وكالة أسوشييتد برس لصحيفة واشنطن بوست أن جيمس لابورتا (35 عامًا) طُرد من العمل بعد تحقيق قصير.
واستند الصحافي المفصول في مقالته عن “سقوط صاروخ روسي على بولندا” بتاريخ 15 نوفمبر على معلومات حصل عليها من ضابط مخابرات أميركي كبير لم يذكر اسمه. يذكر أن اتصالات أسوشييتد برس الداخلية التي اطلعت عليها واشنطن بوست أظهرت بعض الالتباس وسوء الفهم أثناء إعداد التقرير الخاطئ.
وشارك لابورتا “تصريحا” لمسؤول أميركي في رسالة بالبريد إلكتروني. وسأل أحد المحررين على الفور ما إذا كان يجب على وكالة أسوشييتد برس إصدار البرقية، أم أنها في حاجة إلى مصدر آخر أو تأكيد من بولندا؟
تقرير "كاذب" في الوكالة الأميركية عن "الصواريخ الروسية التي ضربت بولندا" تسبب في تصعيد عسكري خطير
وبعد المزيد من المناقشة ، قال كاتب إنه “سيصوت” لإصدار البرقية، مضيفًا “لا أستطيع أن أتخيل أن مسؤولًا في المخابرات الأميركية سيكون مخطئًا”.
لكن شخصًا واحدًا في وكالة أسوشييتد برس على دراية بالمحادثات الأكبر المحيطة بالقصة في ذلك اليوم، قال إن لابورتا أخبر محرريه أن أحد كبار المديرين قد تحقق بالفعل من مصدر مقال لابورتا.
وكان تقرير الوكالة أثار قلق العالم الثلاثاء الماضي عندما ذكر أن مسؤولا في الاستخبارات الأميركية قال إن “صواريخ روسية عبرت حدود بولندا العضوة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مما أسفر عن مقتل شخصين”.
وتبعاً لما أورده لابورتا، أرسلت أسوشييتد برس تنبيهاً بشأن القصة وصل إلى الآلاف من المنافذ الإخبارية في جميع أنحاء العالم، يشير إلى تصعيد جديد بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت الوكالة إنّ “بولندا عضو في الناتو، وربما يؤدي الهجوم الروسي على أراضيها إلى رد عسكري غربي بموجب أحكام الدفاع المشترك”، وسرعان ما نقلت وكالات الأنباء الأخرى الأخبار.
وقد تم تداول التقرير المذكور على نطاق واسع، قبل أن تحذفه الوكالة في اليوم التالي وينشر فريق تحريرها ملاحظة تعترف بأن المصدر الوحيد الذي ورد في التقرير كان خاطئا. واستبدلت أسوشييتد برس قصتها بملاحظة تصحيح، وقالت إنّ مصدرها المجهول كان خاطئاً، وإنّ “التقارير اللاحقة أظهرت أنّ الصواريخ روسية الصنع أطلقتها على الأرجح أوكرانيا للدفاع ضد هجوم روسي”.
يُشار إلى أن مراسل الوكالة كان جندياً سابقاً في مشاة البحرية الأميركية، خدم في أفغانستان، وانضم إلى أسوشييتد برس في أبريل 2020، بعد سنوات عدة كمراسل مستقل قام بتغطية الشؤون العسكرية وقضايا الأمن القومي للخدمة الإخبارية.
وقالت المتحدثة باسم أسوشييتد برس لورين إيستون في بيان لها أن “المعايير والممارسات التحريرية الصارمة لوكالة أسوشييتد برس بالغة الأهمية لمهمة الوكالة كمنظمة إخبارية مستقلة. نحن نلتزم بهذه المعايير ونطبقها، بما في ذلك استخدام مصادر مجهولة، لضمان دقة تقاريرنا لتكون عادلة وقائمة على الحقائق. عندما يتم انتهاك معاييرنا، يجب أن نتخذ الخطوات اللازمة لحماية سلامة التقرير الإخباري. نحن لا نتخذ هذه القرارات باستخفاف، ولا نستند إلى حوادث متفرقة”.