هل ينجح ترامب بإنهاء حرب غزة بعد عودة الدفء مع عباس

رام الله (الأراضي الفلسطينية) - أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الجمعة عن استعداده للعمل من أجل تحقيق "سلام عادل وشامل"، وفق بيان صادر عن مكتبه.
ويعتبر هذا الاتصال الأول بين الرجلين منذ قرار ترامب في عام 2017، وكان وقتها رئيسا للولايات المتحدة، الاعتراف بالقدس لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها.
وتأتي عودة ترامب إلى البيت الأبيض في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة اضطراب عقب الحرب التي اندلعت في غزة في أكتوبر 2023 بعد هجوم حركة حماس الدامي وغير المسبوق على إسرائيل.
وقال البيان إن عباس قدم التهاني لترامب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، معربا عن استعداده للعمل معه "لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس الشرعية الدولية".
من جانبه، أكد الرئيس ترامب أنه سيعمل من أجل وقف الحرب.
كما أبدى ترامب "استعداده للعمل مع الرئيس عباس والأطراف المعنية في المنطقة والعالم من أجل صنع السلام في المنطقة".
ولم يتحدث عباس وترامب منذ قرار الأخير الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، ثم قطع واشنطن في العام التالي مساعداتها المالية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
لكن المكالمة تعد أحدث مؤشر على رغبة القيادة الفلسطينية في فتح صفحة جديدة مع الرئيس المنتخب بعد أربع سنوات صعبة خلال وجوده السابق في البيت الأبيض.
وفي يوليو الماضي، نشر ترامب رسالة تلقاها من عباس الذي عبر فيها عن قلقه البالغ بعد مشاهدته لقطات محاولة الاغتيال التي تعرض لها، في وقت سابق من الشهر ذاته.
وكتب عباس في الرسالة "لا يجب أن يكون لأعمال العنف مكان في عالم يحكمه القانون والنظام".
وفي رده على الرسالة تعهد ترامب بالعمل من أجل السلام في الشرق الأوسط، وكتب رسالة لعباس بخط يده، جاء فيها "محمود، هذا لطيف جدا. شكرا لك. كل شيء سيكون على ما يرام. مع أطيب التمنيات، دونالد ترامب".
واعتبر موقع أكسيوس الأميركي أن هذه المكالمة بين الرجلين، بعد القطيعة بينهما منذ 2017، تدل على أن القيادة الفلسطينية تريد البدء من جديد مع ترامب.
ونقل أكسيوس عن مسؤول فلسطيني مطلع على المكالمة قوله إنها كانت "دافئة وعامة"، وأكد المسؤول أن ترامب قال إنه يريد إنهاء الحرب في غزة.
وقال بشارة بحبح، الرئيس الوطني السابق لمنظمة العرب الأميركيين من أجل ترامب، إنه تحدث مع عباس بعد وقت قصير من المكالمة ووصف رئيس السلطة الفلسطينية المحادثة بأنها "ممتازة".
وأضاف بحبح في تصريح لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن عباس أخبره بأنهما "ناقشا مسألة السلام وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار".
وشدد بحبح على أن عباس يتطلع إلى العمل مع ترامب، على الرغم من العلاقة المتوترة للغاية خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي المنتخب عندما قطعت السلطة الفلسطينية علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017. ولم يتحدث الاثنان منذ ذلك الحين.
وأضاف "نحن في عام مختلف الآن. نحن جميعا نغادر المناصب التي توليناه. لافتا إلى أن "هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل سلام دائم".
وعلى الرغم من أن ترامب تعهد بالعمل لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط خلال حملته الانتخابية، إلا أنه أيضا أشاد بكونه أقوى حليف لإسرائيل، إلى حد أنه تعهد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"إنهاء المهمة" ضد حماس في غزة.
وقبل استقبال مكالمة عباس، بحث ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء "التهديد الإيراني" في اتصال أجراه معه لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بينما تواصل إسرائيل الحرب في غزة ولبنان.
وبعدما كان من أوائل الزعماء الدوليين الذين هنّأوا ترامب بعودته إلى البيت الأبيض، أفاد مكتب نتنياهو بأنه أجرى مع الرئيس السابق، محادثة هاتفية "دافئة وودية".
وأضاف في بيان "هنّأ رئيس الوزراء ترامب على فوزه الانتخابي، واتفقا على العمل معا من أجل أمن إسرائيل. بحث الطرفان كذلك التهديد الإيراني".
وفي السياق، حث مستشار ترامب، مايك إيفانز، إسرائيل على استغلال الفترة الحالية واتخاذ إجراءات حاسمة، بشأن حربي غزة ولبنان، قبل يوم التنصيب المقرر في 20 يناير المقبل.
وقال إيفانز في تصريحات لقناة i24NEWS في أول مقابلة له بعد الانتخابات "يريد ترامب أن (تنهي إسرائيل المهمة) في الأسابيع الثمانية المقبلة"، في إشارة إلى حربي غزة ولبنان.
وأضاف "يمكن لإسرائيل إنهاء الأمور في الجنوب والشمال، ومن ثم يمكن أن يتحول التركيز إلى إيران"، مشيرا إلى اعتقاده بأن هدف ترامب هو أن "تستهدف إسرائيل منشآت النفط الإيرانية وحاويات التجارة قبل 12 يناير"، ما قد يؤدي إلى شلّ الاقتصاد الإيراني.
وعندما سُئل عما إذا كان قد تلقى هذه الرسالة مباشرة من ترامب، أجاب إيفانز "أعتقد أنه يشير إلى ذلك. من خلال معرفتي به لمدة أربع سنوات، أعتقد تماماً أن هذا هو ما يريده".
وتابع إيفانز أنه "بمجرد إضعاف إيران، سيعرض ترامب على إسرائيل مكافآت كبيرة، بما في ذلك اتفاقية سلام مع العالم السني".
وفيما يتعلق بالاتصالات بين ترامب ونتنياهو، أشار إيفانز إلى أنه من غير المرجح أن يتم تبادل أي رسائل مباشرة، حيث أن ترامب ليس في منصبه حاليا، ومع ذلك، أكد أن ترامب يحترم نتنياهو، على الرغم من اختلافاتهما في أساليب الاتصال.
وقال إيفانز إن "ترامب يقول ما يدور في ذهنه، بينما يفكر نتنياهو قبل أن يتحدث. كلاهما شخصان لامعان، ويحترمان بعضهما البعض كثيراً".