هل يمهد لقاء السيسي والشرع في القاهرة للتقارب مع دمشق

الرئيس المصري يشدد على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كل السوريين دون إقصاء، فيما يدعو الشرع إلى بدء صفحة جديدة من علاقات.
الثلاثاء 2025/03/04
السيسي لا يزال مترددا في تطبيع العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة

القاهرة – يمثل اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لأول مرة على هامش القمة العربية التي عقدت في القاهرة الثلاثاء لمناقشة إعادة إعمار غزة، تطورا جديدا يفتح باب التكهنات حول ما إذا كان ذلك يمهد للتقارب بين البلدين.

ويأتي هذا اللقاء بعد دعوة رسمية وجهها السيسي في فبراير الماضي للشرع للمشاركة في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية ردا على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة وقوبلت بانتقادات واسعة النطاق، حيث عرض أن تسيطر بلاده على القطاع المدمر بسبب الحرب وتعيد تطويره ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".

ويمثل اللقاء نقلة نوعية في سياق العلاقات الملتبسة بين الجانبين، كما يضفي بعدا على مسار تصحيح العلاقات بين البلدين، حيث تحاول القاهرة الخروج من الجمود السياسي الذي اكتنفها منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي.

في حين يحاول الشرع، وهو إسلامي كان في السابق تابعا لتنظيم القاعدة، حشد دعم الزعماء العرب والغربيين منذ أن قاد هجوما لقوات المعارضة السورية أطاح بالأسد.

ويبدو أن السيسي من خلال هذا اللقاء يريد النزول تدريجيا من أعلى الشجرة بشأن التعامل مع الإدارة الجديدة، فمصر لا تريد البقاء في معسكر الممانعة أو المتحفظة على الشرع، الذي يكتسب كل يوم مساحة لتطوير علاقاته مع بعض الدول العربية، أبرزها السعودية التي زارها، وبدت العلاقة معها مقبلة على مرحلة مهمة، تشهد نوعا مختلفا من التعاون بين الجانبين، وفهمت منه القاهرة أن الإدارة السورية قادرة على التكيف مع المعطيات الإقليمية، وتجاوز مطبات وضعها تاريخ قيادتها مع الجماعات الجهادية.

وأثار وصول الإسلاميين إلى السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد قلق مصر عقب عشر سنوات على تولّي السيسي الرئاسة إثر إسقاط جماعة الإخوان المسلمين من الحكم.

ورغم إعادة فتح قنوات تواصل دبلوماسية خلال الفترة الأخيرة، لم يصل الموقف المصري إلى حد الاعتراف الكامل بالإدارة السورية الجديدة أو تعزيز العلاقات الثنائية بوضوح.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني حضر الاجتماع أيضا، لكنها لم تذكر أي تفاصيل أخرى عن جدول الأعمال.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان لاحق إن السيسي دعا أثناء الاجتماع مع الشرع إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كل السوريين دون إقصاء أي طرف. في إشارة إلى الحوار الوطني السوري الذي أطلقته دمشق الأسبوع الماضي والذي واجه انتقادات واسعة من بعض القوى السياسية وخصوصا الكرد بسبب استبعادهم منه.

وأعرب السيسي أيضا عن حرص مصر على وحدة وسلامة الأراضي السورية مؤكدا رفضها أي عدوان على الأراضي السورية.

ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974.

كذلك، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا، ما دمر مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.

وبحسب بيان الرئاسة المصرية، "أكد الرئيس السوري (خلال اللقاء مع الرئيس السيسي) حرصه على بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية وخاصة مصر".

وأشار إلى "رغبته في العمل المشترك مع مصر بما يحقق مصلحة البلدين والأمة العربية"، وثمن "الجهود المصرية الداعمة لوحدة وسلامة أراضي الدول العربية واستعادة الاستقرار الإقليمي"، وفق بيان للرئاسة المصرية.