هل يملك الإعلام العربي المقومات اللازمة للترويج لصناعة السياحة

منتدى الإعلام السياحي والتراثي العربي يسلط الضوء على أبرز النقاط التي ترفع من مستوى الإعلام ليكون رافدا لخطة الاستقطاب السياحي.
السبت 2024/09/07
دور بالغ الأهمية

مسقط - يطمح المسؤولون العرب أن يساهم الإعلام السياحي في زيادة إقبال السياح وأن يكون أداة قوية لتعزيز مكانة دولهم ومدنها كوجهات سياحية وثقافية، وهو ما يستلزم الانتقال من النظريات والمنتديات إلى تطوير هذا النوع من الإعلام ودعمه بالإمكانات المادية والتقنية ليكون مؤثرا، خصوصا بوجود العديد من التحديات منها ما يتعلق بالإعلام نفسه ومحتواه ومنها ما يتعلق بطبيعة الجمهور المستهدف.

ويسعى منتدى الإعلام السياحي والتراثي العربي الذي انطلق في عمان وتنظمه الجمعية الخليجية للإعلام السياحي بالتعاون مع الاتحاد العربي للإعلام السياحي ومشاركة عدد من المؤسسات الإعلامية والسياحية والتراثية من الوطن العربي ويستمر مدة يومين، إلى تسليط الضوء على أبرز النقاط التي ترفع من مستوى الإعلام ليكون رافدا لخطة الاستقطاب السياحي وتعزيز مكانة دول الخليج على خارطة السياحة.

وأكد غازي بن سعيد الحمر مدير غرفة التجارة والصناعة بمحافظة ظفار العمانية إن الإعلام السياحي يلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمارات من خلال تسليط الضوء على المواقع السياحية الفريدة من خلال إسهامات الإعلام في جذب السياحة والمستثمرين على حد سواء. وأضاف أن هذا الزخم السياحي يدعم الاقتصاد المحلي عبر خلق فرص عمل جديدة وتطوير البنية الأساسية، مما يعزز النمو الاقتصادي المستدام. وقدم خلال المنتدى عرض مرئي عن مسيرة الاتحاد العربي للإعلام السياحي الممتدة لأكثر من 16 عاما.

ويجب أن يتمتع الإعلام السياحي بكفاءة ومهنية عاليتين ليمارس دوره في أداء دوافع السفر وتنشيط السياحة الداخلية ويتجه للسائح الداخلي برسائل توعوية وتعريفية وإقناعية، وجذب السياحة الخارجية، ويستهدف السائح الخارجي برسائل ذات تأثير في سلوكه وقراراته ويحفز هؤلاء السياح المرتقبين مستخدما عوامل الجذب والتشويق، ويكون لديه مسار مع أصحاب القرار والمستثمرين الذين يترتب على تعاملهم الشيء الإيجابي في صناعة السياحة.

وأكد الحمر التزام غرفة التجارة والصناعة بمواصلة دعمها للإعلام السياحي والتراثي، والعمل على تعزيز التعاون بين كافة الجهات المعنية لتحقيق “رؤية عمان 2040” الطموحة، وبناء اقتصاد متنوع ومستدام يصب في مصلحة المحافظة ووطننا الغالي سلطنة عمان.

من جانبه، قال أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، يولي المجلس اهتماما خاصا بالإعلام السياحي لكونه إحدى أدوات قوتنا الناعمة التي يمكننا من خلالها تحقيق الكثير من الأهداف السياسية فضلا عن الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي يحققها الترويج السياحي الناجح لأي دولة، إذ يعد من أهم أدوات نشر الوعي بالثقافات المختلفة بما يعزز التقارب الثقافي ويدعم أسس وركائز السلام والاستقرار.

وأشار الجروان إلى أن للسياحة دورا بالغ الأهمية في تعزيز روح التسامح والتفاهم بين الشعوب من خلال تبادل الأفكار والتفاعل المباشر بين السائحين وسكان المناطق السياحية في الدولة المضيفة، فهي تتيح الكثير من الفرص للتعرف على العادات والتقاليد بما يعزز معاني الاحترام ويضاعف من قيمة الحوار المتبادل، وهو ما يصحح خطأ الأحكام المسبقة المبنية على نقل صورة كثيرا ما تكون مغلوطة أو مبالغا فيها عن المجتمعات الأخرى.

أحمد بن محمد الجروان: الإعلام السياحي إحدى أدوات قوتنا الناعمة لدعم أهدافنا
أحمد بن محمد الجروان: الإعلام السياحي إحدى أدوات قوتنا الناعمة لدعم أهدافنا

وتواجه الإعلام السياحي العديد من التحديات، ومن أهمها تغيرات سوق السفر والسياحة حيث يتغير الطلب والوجهات السياحية المفضلة باستمرار، مما يتطلب من الإعلام السياحي الحفاظ على رصد التغيرات وتحديث محتواه. وهناك المنافسة المتزايدة حيث يزداد عدد الشركات والمؤسسات السياحية المنافسة في السوق، مما يتطلب من الإعلام السياحي العمل على تحسين جودة المحتوى وتقديم تجارب سياحية متميزة.

ومن التحديات أيضا التغيرات التكنولوجية حيث يتغير الشكل الذي يستهلك فيه الناس المحتوى السياحي وتتطور وسائل الاتصال والتسويق، مما يتطلب من الإعلام السياحي التكيف مع هذه التغيرات والاستفادة منها، إضافة إلى التحديات الاقتصادية إذ يؤثر الاقتصاد على السفر والسياحة، ويتطلب من الإعلام السياحي البحث عن طرق جديدة لجذب السياح وتحفيزهم على السفر.

وتعتبر التحديات البيئية أيضا ذات تأثير كبير حيث يتزايد الاهتمام بالبيئة والتنمية المستدامة، ويتطلب من الإعلام السياحي العمل على تشجيع السياح على السفر بطرق أكثر استدامة وحماية الموارد الطبيعية. وتفتقر وسائل الإعلام لوجود برامج متعلقة بالسياحة، كما لا يتم الاهتمام بالجانب السياحي والجذب عند تغطية المعارض والمهرجانات والتي تساهم بشكل كبير في تشجيع وارتفاع الاستقطاب السياحي في العالم، من خلال بثَّها عن طريق الوسائل العالمية.

ويربط الكثيرون تقصير الإعلام السياحي بعدم وجود خطة موجهة ومدروسة لدى الجهات المختصة عن قطاع السياحة، وغياب التعاون مع وسائل الإعلام بالإضافة إلى عدم وجود الدليل السياحي المناسب في البرامج التلفزيونية من أجل أن يمارس دوره باستخدام الأساليب والطرق الملائمة والمتطورة، والتي من شأنها أن تساهم في جذب اهتمام الجمهور ودفعه لزيارة المعالم السياحية.

ويقول خبراء إنه لا توجد لدى المؤسسات الإعلامية العربية دراسات متخصصة لطبيعة الجمهور، قبل البدء في إعداد الحملات الإعلانية والإعلامية عن المعالم السياحية، بحيث لا يتأثر الجمهور الخارجي والداخلي بنفس المستوى والمؤثرات، إذ أن ما يبحث عنه الجمهور الداخلي يختلف عما يلفت انتباه الجمهور الخارجي وما يجذب اهتمامه.

ودعا هؤلاء إلى تبنى فكرة إنشاء إدارة متخصصة للأزمات السياحية بالمنطقة العربية على أن لا تكون تحت مظلة أي كيان سياحي عربي مثل منظمة السياحة العربية وأن يتم اختيار خبراء تلك الإدارة من الدول الأعضاء لوضع تصور للحلول لأي أزمة تحدث وسبل الخروج منها والتنبؤ بأي أزمات قادمة من خلال أدوات التحليل والرصد.

ونوّه متابعون إلى دور الدراما التلفزيونية الفعال في دعم الإعلام والترويج السياحي، لارتفاع نسبة المشاهدين، مما يساهم في تفاعلهم مع الأماكن السياحية إلى جانب ارتباطها في أذهانهم بأحداث العمل. وتبدو هذه النقطة رغم أهميتها غائبة عن القائمين على الدراما والإعلام وشركات الإنتاج، رغم حجم الإنتاج الدرامي الكبير في العالم العربي الذي يعد عاملاً إيجابياً في الترويج، في حين أن دولا أخرى مثل تركيا حققت ارتفاعا كبيرا في العائدات السياحية بسبب الأعمال الدرامية.

وقد شكل استغلال أو توظيف الفن لاسيما الدراما قيمة إضافية وقوة ناعمة في الترويج والتسويق السياحي في السنوات الأخيرة. وأظهرت نتائج استطلاع للرأي، أن من يتابعون الأفلام والمسلسلات التركية حول العالم، تزداد احتمالية زيارتهم لتركيا كسيّاح، مقارنة بالأشخاص الذين لم يتابعوا هذه الأعمال الفنية.

5