هل يعيد جسر المحبة ما انقطع بين البحرين وقطر

تجديد البحرين اهتمامها بهذا المشروع يعود للفوائد الاقتصادية الهامة بالنسبة إلى الطرفين.
الأربعاء 2022/03/23
جسر معلّق على أعمدة الخلافات

المنامة – أعربت الحكومة البحرينية عن اهتمامها باستئناف العمل على بناء الجسر الذي من المفترض أن يربطها بقطر والذي تعطل مرارا جراء الأزمات الدبلوماسية بين البلدين.

ويرى متابعون أن تجديد البحرين اهتمامها بهذا المشروع يعود للفوائد الاقتصادية الهامة بالنسبة إلى الطرفين ولاسيما للمنامة، كما أن الأمر لا يخلو من أبعاد سياسية في علاقة بسعي الأخيرة كسر حالة الجمود في العلاقة مع الدوحة التي لا تبدي حتى الآن أي اهتمام أو تجاوب تجاه ذلك.

ونقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية (بنا) عن وكيل وزارة المواصلات للنقل البري والبريد سامي بوهزاع قوله الاثنين إنه من المهم “استمرار مؤسسة جسر البحرين – قطر في نشاطها ومواصلة العمل على وضع التصاميم والخطط التنفيذية لهذا المشروع الهام”.

سامي بوهزاع: جسر البحرين – قطر له أثر إيجابي على الروابط بين البلدين

وأوضح بوهزاع أن مشروع جسر البحرين – قطر، والذي أطلق عليه “جسر المحبة”، “له أثر إيجابي كبير في تعزيز الروابط المتينة والتاريخية بين المواطنين في البلدين”، مشددا على أهمية “العمل لكل ما من شأنه تحقيق تطلعات المواطنين في البلدين في التقارب وتسهيل حركة السفر بينهما”.

وتم الكشف عن مشروع جسر المحبة في العام 1999، وقد صمم للسماح للبواخر التي يبلغ ارتفاعها 40 مترا للمرور من تحته في خط بحري واسع يبلغ 400 متر، وقد تضمن المشروع نقلا مزدوجا لعبور المركبات البرية بين الجانبين.

وكانت حكومتا الدولتين الخليجيتين قامتا بعرض طلب للشركات العالمية من أجل التقدم بعطاءات لأعمال الاستشارة وبناء الجسر.

وقررت الحكومتان في شهر نوفمبر 2008 إضافة خط سكة حديدية ليربط مشروع نظام قطر الوطني للسكك الحديدية مع شبكة السكك في دول مجلس التعاون الخليجي المقبلة وتقديم الخدمات للركاب والبضائع.

وكان من المتوقع أن ينطلق العمل على المشروع في عام 2009 لكن أُعلن أواخر عام 2010 عن تأجيله واستمر ذلك أربع سنوات بسبب خلافات دبلوماسية طرأت على العلاقة بين الجانبين، قبل أن يتم استئناف العمل عليه في العام 2013، حيث اجتمعت في أكتوبر من ذلك العام مؤسسة جسر البحرين – قطر، التي تضم أعضاء من الحكومتين، لبحث تصاميم الجسر.

ويبدو أن الخلافات بين البلدين تأبى أن يكتمل هذا المشروع الرائد، حيث عاد وتعثر مجددا في صيف العام 2017، على خلفية إعلان كل من البحرين والسعودية والإمارات ومصر مقاطعة قطر بسبب جملة من الملفات الخلافية بينها دعم الدوحة لتيارات الإسلام السياسي وعلاقتها المثيرة للجدل مع بعض القوى الإقليمية.

مراقبون يستبعدون أن تلقى دعوات المنامة لاستئناف العمل على "جسر المحبة" أي صدى لدى الدوحة، التي تعتبر أن هذا الجسر يخدم بدرجة أكبر البحرين

وتم استيعاب هذه الأزمة مطلع العام الماضي خلال القمة الخليجية التي عقدت في المملكة العربية السعودية، لكن العلاقة بين الدوحة والمنامة ظلت على حالها رغم دعوات الأخيرة إلى الاجتماع وحلحلتها ضمن الأطر التي رسمها اتفاق العلا.

وقال بوهزاع “إننا في مملكة البحرين نجدد الدعوة لبدء المباحثات الثنائية بين الجانبين وفق الآليات المتفق عليها في بيان العُلا”، مشيرا في هذا الصدد إلى الدعوة التي وجهتها وزارة الخارجية البحرينية بتاريخ الحادي عشر من يناير 2022 إلى نظيرتها القطرية لبدء المباحثات الثنائية والدعوة الأخرى التي تم توجيهها في الثاني والعشرين من فبراير 2022.

ويستبعد مراقبون أن تلقى دعوات المنامة لاستئناف العمل على “جسر المحبة” أي صدى لدى الدوحة، التي تعتبر أن هذا الجسر يخدم بدرجة أكبر البحرين وهذا ما لا تريده، ويشير المراقبون إلى أن مواقف قطر حتى الآن تعكس عدم تجاوزها لما حصل في العام 2017، وأن ما يدفعها في تعاطيها المزدوج مع المصالحة هي مصالحها وحساباتها الخاصة التي لا يبدو أن البحرين من ضمنها.

ويشكل الجسر نقطة تحول في المنطقة حيث أنه في حال أنجز سيختصر الكثير من الطرق، وستكون البحرين محطة هامة، حيث أن الذهاب من مدينة الخبر السعودية إلى قطر، وبالعكس، سيكون أقرب بالذهاب عن طريق جسر الملك فهد مرورا بالبحرين وأخيرا بجسر المحبة، كما أنه سيختصر أيضا المسافة للقادمين من الإمارات وعمان إلى البحرين والشرقية والرياض في السعودية.

ويقول المراقبون إن هذا الجسر هو عنصر مهم في سياق مساعي مجلس التعاون الخليجي الانتقال إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين بلدانه، لكن مواقف قطر تظهر أنها غير مهتمة كثيرا بتحقيق هذا الهدف، ومن غير المرجح أن تسعى للمضي في المشروع لسبب بسيط وأن “البحرين ستستفيد”.

3