هل يدخل نداء تونس الانتخابات منقسما

الصراع على الشرعية يحتدم بين شقي حركة نداء تونس، ولاسيما بعدما أبدت الحكومة وبعض الأحزاب اعترافا بشق الحمامات الذي يقوده سفيان طوبال، وهو ما دفع بشق المنستير الذي يقوده حافظ قائد السبسي إلى التحرك في محاولة لتفادي الوقوع في عزلة سياسية.
تونس - تتواصل أزمة الشرعية داخل حزب نداء تونس وهو ما يعمق التساؤلات بشأن كيفية مشاركته في الانتخابات المقبلة التي لم يعد يفصل عنها سوى أشهر قليلة، وعمّا إذا كان أحد الشقين سيقدم قائمات منافسة للشق الثاني.
وفي حين يتجه شق سفيان طوبال لملمة شتات النداء، يتحرك شق حافظ قائد السبسي لتفادي الوقوع في عزلة بعدما اعترفت الحكومة بشق طوبال.
وأفاد الناطق الرسمي باسم حزب حركة نداء تونس (شق المنستير)، منجي الحرباوي، بأنه تم صباح الجمعة إيداع مراسلة لدى مكتب الضبط بمجلس النواب موجهة إلى رئيس المجلس محمد الناصر تتضمن إعلاما بتغييرات في كتلة نداء تونس البرلمانية (38 نائبا).
وأوضح الحرباوي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية أن هذه التغييرات تأتي تبعا لقرار المكتب السياسي للحزب المنعقد في أواخر الأسبوع الماضي، والذي تم خلاله التصويت بالإجماع على إقالة عضو مجلس النواب سفيان طوبال من نداء تونس، بما يفقده عضويته بالكتلة البرلمانية للنداء وبالتالي رئاستها.
ولا يبدو شق المنستير مهتما كثيرا بمسألة المشاركة في الانتخابات وسط حديث متزايد عن إمكانية تدخل الرئيس الباجي قائد السبسي لتأجيلها بحجة عدم جاهزية البلاد لإجراء انتخابات في الوقت الراهن.
وعقد النداء مؤتمرين انتخابيين في أبريل الماضي أفضيا لانتخاب رئيسين للجنتين مركزيتين، حيث جرى اختيار حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس) لرئاسة اللجنة المركزية في مؤتمر عقد بمدينة المنستير، فيما تم اختيار طوبال لنفس المنصب في مؤتمر آخر عقد بمدينة الحمامات.
وأعلن التيار الذي يتزعمه طوبال الأسبوع الماضي، اعتراف الحكومة بالملف القانوني للحزب على حساب التيار الثاني الذي ندد بهذا الاعتراف واعتبره غير قانوني، وسط حديث عن تحالف مرتقب بين شق طوبال وحركة تحيا تونس المحسوبة على رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
ويؤكد سفيان طوبال رئيس اللجنة المركزية للحزب، أن “حافظ قائد السبسي ورقة تم طيّها وتجاوزها، وبالتالي فإن وجوده مرحب به شرط أن يكون هذا التواجد متوافقا مع حجم شعبيته التي أفرزتها نتائج المؤتمر، أي أنه لن يكون في الصفوف الأمامية”.
وبشأن إمكانية ترشيح الشاهد للرئاسية، يشدد على أن “الوضع الاقتصادي صعب ونحن منذ مدة ننتقد الأداء الحكومي، ونرى أنه يجب الإسراع بإحداث تغيير في عناصر الحكومة وخاصة المسؤولة عن الملف الاقتصادي والتقصير الحالي يقع على عاتق الفريق الحكومي بأكمله لا الشاهد بمفرده، ولذلك قد نرشحه للرئاسية إذا ما تم التوافق عليه”.
ويضيف طوبال “نحن نفرق جيدا بين الرئيس قائد السبسي ونجله ونستبعد تورط قائد السبسي الأب في مجمل ما لف فعاليات مؤتمر النداء، إلا عبر دعوات لم الشمل للعائلة الندائية”.
ويتابع “في ما يتعلق بموقفنا إذا ما غير الباجي قائد السبسي قراره الراهن وترشَح للرئاسيات، فنحن ربما نوافق على ذلك إذا كانت ثمة حاجة معنوية لها ولكن، وبشكل عام، هناك متغيرات عدة بالساحة تختلف جذريا عن المعطيات التي دفعتنا لترشيح قائد السبسي للرئاسة عام 2014، الرجل ربما لا يكون المرشح ذا الثقل الذي نلتف حوله”.
ويبحث شق طوبال، عن تكتلات جديدة قبيل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية والرئاسية، في مقّدمتها محاولة لم شتات نداء تونس التاريخي عبر فتح سلسلة مفاوضات أيضا مع حركة مشروع تونس التي يقودها محسن مرزوق قصد الالتقاء والتقاطع في تفاهمات تفضي إلى الاتفاق على مرشح رئاسي واحد.
ورغم الانشقاقات التي شهدها الحزب خلال السنوات الماضية وتراجع شعبيته، فإن طوبال أكد أن حزبه سيكون هو المنافس الحقيقي لحركة النهضة.
وشدد “النداء لم ينته… والمنافسة ستكون بيننا وبين النهضة بالانتخابات، لا بين النهضة وتحيا تونس كما يتصور البعض… فـتحيا تونس حزب جديد، وليست له أي تجارب انتخابية… أما النداء فهو الأصل”.
وتابع “الانقسامات التي تعرض لها الحزب كانت على مستوى القيادة لا على مستوى الآلة الانتخابية بالشارع… وتلك الآلة لا تزال موجودة، ربما تقلصت قليلا، إلا أنها لا تزال موجودة، وحصلنا بفضلها على المركز الثاني في الانتخابات البلدية الأخيرة، وبإذن الله ومع دعواتنا إلى التوحد سنكون في المقدمة”.
وحول ما إذا كان يتوقع أن تؤثر نوايا الإدارة الأميركية بتصنيف تنظيم “الإخوان المسلمين”، كمنظمة إرهابية على حظوظ “النهضة” في الانتخابات، قال “بالطبع صدور القرار الأميركي سيؤثر كثيرا على حظوظ حركة النهضة رغم نفيها المتكرر لوجود أي رابط بينها وبين الإخوان المسلمين”.
وأضاف “إنهم ينفون رغم وجود شخصيات وقيادات نهضوية في عمق هيكل التنظيم الدولي للإخوان والاتحاد العام لعلماء المسلمين”.