هل يحقق بث الإعدامات على الهواء الردع العام في مصر حقا؟

القاهرة- لا تزال مطالبة محكمة مصرية بإذاعة إعدام قاتل على الهواء مباشرة تثير جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالإعدام في حق الشاب إعدام محمد عادل، المُدان بقتل الطالبة المصرية نيرة أشرف أمام جامعتها في نواحي دلتا النيل شمال القاهرة بعدما رفضت الارتباط به.

وكانت القضية التي شغلت الرأي العام وتجاوز صداها إلى وسائل الإعلام العالمية قد صدر الحكم فيها بشكل عاجل، على غير العادة.

 وذكرت المحكمة في حيثياتها “والمحكمة في نهاية حكمها، تنَوه بمناسبة هذه ‏الدعوى، بأنه لما كان قد شاع في المجتمع – مؤخرا – ذبح الضحايا بغير ‏ذنب جَهارا نهارا والمَهووسُون بالميديا يبثون الجُرم على المَلأ فيرتاع ‏الآمنون خوفا وهَلعًا، وما يَلبث المُجتمع أن يُفجع بمثلِ ذاتِ الجُـرم من ‏جديد، فمن هذا المنطلق، ألمْ يئنِ للمُـشرع أن يَجعلَ تنفيذ العقاب بالحق ‏مشهودا، مثلما الدم المسفوح بغير الحـق صار مشهودًا”. ‏

كما طالبت المحكمة مجلس النواب بتعديل نص المادة القانونية التي “تجيز إذاعة تنفيذ أحكام الإعدام مصورة على الهواء، ولو في جزء يسير من بدء الإجراءات”. وأضافت “فقد يكون في ذلك، ما يحقق الردع العام المبتغى الذي لم يتحقق بإذاعة منطوق الأحكام وحدها”.ويحال طلب المحكمة إلى محكمة النقض المصرية التي تنظر في الطعن المقدم من الجاني.

وتنص المادة 474 من قانون الإجراءات الجنائية على أن يكون “تنفيذ حكم الإعدام إجراء خاصا في تنفيذ العقوبة في أحد السجون العمومية، بحضور أحد وكلاء النائب العام، ومأمور السجن، وطبيب السجن أو أي طبيب آخر ينتدبه السجن”.

وطالب الكثيرون بتنفيذ حكم الإعدام على الهواء مباشرة أمام الرأي العام، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه التعدي على أرواح الناس الآمنين. ولم تقتصر مطالب بعض مستخدمي مواقع التواصل على إعدام القاتل إنما طالبوا بإعدامه علنا في ميدان عام أو في ذات المكان الذي نحر فيه رقبة الضحية. وقال مغرد:

وأكد محرر صحافي:

KUXlHv6Fa4FgbJa@

مليون تحية للمستشار بهاءالدين المري على مبادرته الرادعة المطالبة بضرورة بث مباشر لتنفيذ حكم إعدام سفاح المنصورة قاتل #نيرة_أشرف ليشهد القصاص كل من تسول له نفسه ترويع الآمنين أن العقاب إعدام على الملأ في الدنيا وخزي في الآخرة.

وأضاف:

ويشير مغردون إلى أن وسائل الإعلام والدراما مسؤولان عما حدث حيث تصور الأفلام والمسلسلات مشاهد كثيرة للبلطجية والدماء ويظهر البلطجي على أنه بطل محبوب مما سهل تقبل فكرة انتشار القتل في الشارع، مؤكدين على أهمية مراجعة المحتوى المقدم للمجتمع.

بينما أعرب البعض الآخر عن رفضه لإذاعة حكم الإعدام عبر التلفزيون، مشيرا إلى أنه ليس من المطلوب التشفي في المتهم أو في أهله، خاصة وأن العقوبة التي أنزلتها المحكمة على المتهم رادعة في حد ذاتها.  واعتبر معلق:

menasy2001@

موضوع الإعدام على الهواء لا أتفق معه لأنه يجب أيضا مراعاة أم القاتل وإخوته #نيرة_أشرف.

وشكك آخرون في إمكانية تحقيق بث الإعدام مباشرة للردع العام المبتغى. ورغم الرأي القائل إن عقوبة الإعدام، وبالتالي إذاعتها، “تردع الجريمة”، فإن مغردين يقولون إن الواقع ينفيها بالتجارب المرصودة بحثيًّا، على قلّتها، فلم يثبت قطعيا مثلا أن التوسع في تنفيذ أحكام الإعدام يقلل من معدلات الجريمة.

واعتبر معلقون أن إذاعة حكم الإعدام على الهواء سيشكل صدمة للجمهور عندما يذاع لأول مرة، وبعد ذلك يتحول إلى أمر معتاد ويصبح مثل مباريات كرة القدم. وقال حساب:

وتابع “الدولتان الوحيدتان اللتان تبثان الإعدام على الهواء هما إيران وأفغانستان.. وهما دولتان يحكمهما رجال دين متطرفون (...)”. 

يذكر أن العقوبة القصوى للقتل هي الإعدام في مصر، التي نفذت ثالث أكبر عدد من الإعدامات في العالم في عام 2021، وفقًا لمنظمة العفو الدولية. وأضاف ذات الحساب:

وسبق للتلفزيون المصري أن أذاع عام 1998 لحظات ما قبل تنفيذ الإعدام في حق 3 متهمين بقتل مهندسة وطفليها في منزلهم بالقاهرة بغرض السرقة. وكان قرار إذاعة إجراءات الإعدام على الهواء مباشرة بأمر من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وليس بناء على طلب المحكمة بسبب تحول القضية إلى قضية رأي عام وقتها، فالجريمة وضبط المتهمين ومحاكمتهم وتنفيذ الإعدام لم تتجاوز 3 أشهر.

وفي رمضان عام 2020، انفرد مسلسل “الاختيار”، في حلقته الأخيرة، بإذاعة مشهد إعدام ضابط الجيش المصري السابق المدان بحكمين نهائيين بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب هشام عشماوي، وهي الواقعة الأولى من نوعها، التي يذيع فيها عمل درامي وفني، مشاهد إعدام حقيقية. ونفذ حكم الإعدام شنقا في مارس 2020.

وأثارت عمليات قتل النساء البارزة غضبًا واسع النطاق في مصر، في الأشهر الأخيرة. وفي يونيو أثار مقتل المذيعة التلفزيونية شيماء جمال الجدل في مصر. وقالت النيابة العامة إن زوجها، وهو مسؤول قضائي كبير، اعتقل بعد بلاغ من شريك اعترف بالمشاركة في الجريمة، وفقا للتحقيقات.

وفي مارس، حُكم على شاب بالسجن خمس سنوات بتهمة ابتزازه تلميذة بنشر صور مزيفة لها على الإنترنت، ما تسبب في انتحارها خشية الوصمة المجتمعية.