هل يجاري عباس حركة حماس في حماستها لإجراء الانتخابات المحلية في غزة

الإشراف القضائي على العملية الانتخابية نقطة خلاف رئيسية.
الجمعة 2023/09/29
إجراء الاستحقاق الانتخابي رهين موافقة عباس

تضغط حركة حماس باتجاه إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة، ورغم أن غريمتها حركة فتح أبدت عدم ممانعة لكن محللين يتشككون في موقف الرئيس محمود عباس، لاسيما في ظل خلافات حول الجهة القضائية التي ستشرف على العملية الانتخابية.

غزة - تخلت حركة حماس عن موقفها السابق بأن تكون الانتخابات البلدية ضمن سلة متكاملة تشمل الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وباتت الحركة تدفع اليوم باتجاه إجراء الاستحقاق المحلي في قطاع غزة في سياق رغبتها في تجديد “شرعيتها”، لكن مراقبين يستبعدون أن تلقى تجاوبا من السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس، خصوصا وأن الحركة تتمسك بموقفها لجهة إشراف قضاء غزة على العملية.

وأعلنت حركة حماس التي تسيطر منذ العام 2007 على قطاع غزة، أنها تنتظر قرارا من الحكومة الفلسطينية “من أجل تحديد موعد إجراء الانتخابات المحلية” في القطاع.

طارق فهمي: حركة حماس ترغب في تجديد شرعيتها في القطاع
طارق فهمي: حركة حماس ترغب في تجديد شرعيتها في القطاع

وقال المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع إن أجواء إيجابية سادت اللقاء التشاوري الذي عقدته الفصائل الفلسطينية في غزة مع رئيس اللجنة المركزية للانتخابات حنا ناصر، الذي يزور القطاع قادما من الضفة الغربية.

وأضاف القانوع أن الفصائل في غزة أبدت كامل استعدادها لتذليل أي عقبات في سبيل إجراء الانتخابات المحلية في القطاع.

وأضاف أن “الفصائل أكدت على موقفها الثابت من إجراء الانتخابات”، مشيرا إلى أنها ستوجه رسالة للحكومة الفلسطينية من أجل تحديد موعد لإجراء الانتخابات بإشراف لجنة الانتخابات المركزية.

وتابع “لقاء الفصائل مع السيد حنا ناصر يأتي لاستكمال المشاورات والتنسيق المستمر من أجل البدء بالخطوات العملية لإجراء الانتخابات المحلية”.

وبين القانوع أن لجنة الانتخابات أعلنت جاهزيتها لإجراء الانتخابات، كما أن الفصائل ستواصل جهودها لإنجاح انعقادها.

ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني طارق فهمي أن حرص حماس على إجراء الانتخابات المحلية نابع من رغبة رئيسية لديها في تجديد شرعيتها في القطاع ومخاطبة الجمهور الباحث عن توفير الخدمات الأساسية له.

مصطفى الصواف: هناك شك في أن يوافق عباس على إجراء الانتخابات
مصطفى الصواف: هناك شك في أن يوافق عباس على إجراء الانتخابات

وأضاف فهمي في تصريح لـ”العرب” أن الحركة الإسلامية لا تريد مصالحة أو أي إجراءات تستهدف إعاقتها عن تثبيت سيطرتها على قطاع غزة، وبالتالي فإنها ترى في إجراء الانتخابات خطوة إيجابية لها، وأن موقفها الحالي يعكس مواقف سابقة لها سعت فيها لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والتي توقفت بقرار من الرئيس عباس مع عدم السماح للفلسطينيين المتواجدين في القدس الشرقية بالمشاركة فيها.

وفي وقت سابق الأربعاء، وصل وفد من لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية برئاسة حنا ناصر إلى قطاع غزة قادما من الضفة الغربية، لإجراء مشاورات مع الفصائل وقوى مجتمعية حول ملف الانتخابات خاصة “المحلية” في القطاع.

وقال هشام كحيل، المدير التنفيذي للجنة الانتخابات، إن الزيارة “تأتي تلبية لدعوة قدمتها لجنة المتابعة في ائتلاف القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بغزة (مكوّن من ممثلين عن الفصائل الفلسطينية)”.

ومن المرتقب عقد لقاءات أخرى خلال الفترة المقبلة، بهدف تذليل العقبات التي تعترض إجراء الانتخابات المحلية، وفي مقدمتها مهمة الإشراف القضائي على العملية، بحيث إن كانت ستتبع القضاء الفلسطيني في الضفة، أم قضاء غزة.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني القريب من حركة حماس مصطفى الصواف إن الحركة طرحت مبدأ الانتخابات من أجل ضمان مشاركة الجميع، بعد ما أبدى الكثير من القوى والمؤسسات المجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني والعديد من الجمعيات والمؤسسات الرغبة في الاتجاه إليها وهي رغبة تعبر عن مساعي المواطنين في القطاع.

وأضاف الصواف في تصريح لـ”العرب” أن تحرك حماس ليس بناء على تطمينات من السلطة بل هي بالأساس رغبة للعديد من القوى في القطاع، وأن هناك شكا في أن يوافق الرئيس أبومازن على إجرائها وقد يكون عقبة أمام إتمامها، وأن الحركة تأمل في أن يكون هناك قرار بإجراء الانتخابات بعيدا عن الخلافات والمناكفات بعد أن أضحت رغبة شعبية بالأساس.

وفي أغسطس الماضي، دعت فصائل فلسطينية إلى إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة. وفي ذات الشهر، دعت حركة حماس خلال لقاء نظمته في مدينة غزة حول إجراء انتخابات الهيئات المحلية (البلديات) بالقطاع، إلى “توافق وطني لإجراء الانتخابات المحلية للبلديات في قطاع غزة تحت إشراف لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية”.

وفي الحادي عشر من ديسمبر 2021، جرت آخر انتخابات بلدية في الضفة الغربية دون قطاع غزة.

ولم تجر الانتخابات المحلية في غزة منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007، حيث تسيطر حماس على قطاع غزة، في حين تدير الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة فتح بزعامة الرئيس عباس الضفة الغربية.

2