هل موقف الدبيبة من ملتقى صالونات التجميل نفي أم تبرؤ؟

الدبيبة يكشف عن منصة جديدة للتصدي للشائعات بعد تضمن لافتة إشهارية رعاية حكومته ملتقى لخبيرات التجميل.
الأحد 2024/06/30
تبرؤ وكأن أن الأمر فيه شبهة دينية

طرابلس – أصدرت حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة ثلاث بيانات متتالية لنفي علاقتها بصور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول رعايتها عقد ملتقى لصالونات التجميل.

وفي البداية حذرت حكومة الدبيبة في بيان عبر منصة حكومتنا، من استخدام شعار "حكومة الوحدة الوطنية" أو اسمها، في أي فعالية دون أن يكون ذلك بتنظيم أو برعاية رسمية من الحكومة.

وبعد ذلك، ذكرت الحكومة، عبر منصة "تبيان"، أنها لم تتخذ قرارا برعاية أي فعاليات مشابهة، وأن الأمر مجرد شائعة.

وقالت عبر منصة "تبيان" في بيان ثالث "في الوقت الذي انتشرت فيه المعلومات الغير صحيحة والمعلومات الموثوقة صعب الحصول عليها، أصبح من السهل أن يصدق الجميع كل ما يراه قبل أن يتحقق من مصداقيته ومصدره. مضيفة تبيان تكافح الأخبار المضللة وتكشف لك الحقيقة.

وفي نفي ثالث، أعلن جهاز الأمن الداخلي في بيان، أنه فتح تحقيقا مع القائمين على الملتقى، وتبيّن عدم وجود علم أو تنسيق من ممثلي حكومة الوحدة لرعاية هذه الأنشطة ذات الطبيعة الخاصة.

كما حذر جميع شركات الطباعة وذوي الاختصاص، بتحمل المسؤولية القانونية الكاملة في حال طباعة شعارات خاصة بحكومة الوحدة أو الجهات التابعة لها واستخدامها دون إذن مسبق من جهات الاختصاص.

وعلى الرغم من أن حكومة الدبيبة تنفق الكثير على الإعلام، إلا أنها تعمدت ترك تلك الشائعة لفترة معينة، لتتولى بعد ذلك منصة "تبيان" إصدار النفي، كأول مشاركة لها في الحياة العامة كذراع للدفاع عن الحكومة منتهية الولاية.

وكان ملتقى لخبيرات تجميل تحت شعار "أرتستات ليبيا.. خطوة نحو التغيير"، الذي عقد السبت بالعاصمة طرابلس، قد أشعل وسائل التواصل الاجتماعي وتعرض لانتقادات واسعة، خاصة بعد أن تضمنت اللافتة الإشهارية للحدث إشارة إلى أن تنظيمه تم برعاية حكومة الدبيبة.

وتداولت الصور بشكل مبالغ فيه عبر صفحات متعددة على منصتي فيسبوك وإكس، وطالب النشطاء الليبيون بتوضيحات للأمر، بينما سقط آخرون في فخ التنمر على وظيفة شريفة، وهي "صالونات التجميل"، وهي مهنة لا يستقيم العالم دونها، مثل مهنة الحلاق بالنسبة للرجال.

وجاء نفي حكومة الدبيبة بصيغة تشبه التبرؤ من عقد ملتقى لصالونات التجميل، وكأن الأمر فيه شبهات دينية، لتدعم باستجابتها المرتبكة تلك الوصم المجتمعي لمهن معينة، خاصة مهن السيدات.

ونفت الحكومة ولم تلتفت للحظة إلى أن صالونات التجميل تلك، تمثل عملا شريفا ويمكن لأصحابه أن يدشنوا نقابة، وليس عملا مشكوكا في شرعيته، كأن يرسل وزير ابنته للدراسة بالخارج أو يذهب وزير للحج على حساب الدولة.

وبدأ التريند وانتهى في وقت محدد، ووصلت منه للجمهور عدة رسائل، الأولى هي إطلاق المنصة التي من المفترض أن تنفي الشائعات، والثانية أن حكومة الدبيبة لا تدعم مثل هذه الأنشطة، وكأنها حريصة على تطبيق الدين بهذا الشكل، والثالثة أن من انتقدوا الحكومة قد تسرعوا وأخطأوا في ذلك ليبدو الأمر في النهاية كخطة ممنهجة لخدمة الحكومة الدبيبة.