هل كبسولات التسمير فعالة أم ضارة

ميونخ (ألمانيا) - شهد عالم التجميل في الآونة الأخيرة رواجا كبيرا لما يعرف بكبسولات التسمير، والتي تَعد بالحصول على بشرة ذات سُمرة ساحرة نابعة من الداخل، وذلك دون الحاجة للتعرض لأشعة الشمس أو استخدام مستحضرات التسمير الذاتي أو جهاز التسمير الاصطناعي. فما مكونات هذه الكبسولات؟ وما مدى فعاليتها؟ وهل تنطوي على مخاطر صحية؟
للإجابة عن هذه الأسئلة، أوردت مجلة “ستايل بوك” في موقعها على شبكة الإنترنت أن كبسولات التسمير هي كبسولات يتم تناولها عبر الفم، موضحة أنها غالبا ما تحتوي على مركبات مشابهة لمادة “بيتا كاروتين”، وهي أحد أشكال فيتامين “أ” المسؤول عن إعطاء الجزر والبطاطا الحلوة لونها البرتقالي المميز. وقد تشمل المكونات الأخرى الليكوبين أو اللوتين أو الكركم.
وأضافت المجلة المعنية بالصحة والجمال أن المادة الفعالة الأكثر شيوعا هي مادة مضافة لتلوين الطعام تسمى “كانثاكسانثين”، وهي صبغة حمراء من مجموعة “الزانثوفيل” “الكاروتينات”، مشيرة إلى أنه يتم إنتاج هذه الصبغة في المختبر لاستخدامها في صناعة مستحضرات التجميل.
وعند استخدام هذه المادة اللونية المضافة، فإنها تُطلق مُركّبات تُغيّر لون البشرة. ومع الاستخدام المُطوّل، يُفترض أن تتمتع البشرة بُسمرة جذابة. وفي حين أن التسمير من خلال التعرض لأشعة الشمس يتسبب في اسمرار الميلانين في الجلد، تعمل كبسولات التسمير من الداخل إلى الخارج مُطلقةً الإضافات اللونية في جميع أنحاء الجلد. وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى أسبوعين حتى تتراكم الصبغات في الجسم إلى الحد، الذي تصبح فيه مرئية على البشرة.
ما يثير القلق هو أن خطر هذه الآثار الجانبية يمكن أن يستمر لسنوات بعد تناول الكبسولات؛ حيث يمكن أن تبقى مادة "الكانثاكسانثين" في الجسم
وعن مدى الفعالية، أوضحت “ستايل بوك” أن كبسولات التسمير تعد فعالة وتُعطي نتائج واضحة، حتى على أنواع البشرة الفاتحة جدا، غير أن النتيجة النهائية للون تبدو في بعض الأحيان أكثر قربا للون البرتقالي أو البرتقالي المائل للبني، وليست بالدرجة البرونزية المنشودة.
ومع ذلك، لا تخلو كبسولات التسمير من المخاطر الصحية؛ نظرا لأن المكونات الموجودة بها ليست طبيعية؛ حيث يمكن أن تسبب آثارا جانبية خطيرة مثل الطفح الجلدي ومشاكل الجهاز الهضمي وتلف الكبد والعين وفقدان البصر.
وما يثير القلق أيضا هو أن خطر هذه الآثار الجانبية يمكن أن يستمر لسنوات بعد تناول الكبسولات؛ حيث يمكن أن تبقى مادة “الكانثاكسانثين” في الجسم لمدة تصل إلى سبع سنوات.
ومن المهم أيضا معرفة أن كبسولات التسمير تُصنف ضمن المكملات الغذائية. لذلك، فهي لا تخضع للرقابة الصارمة والمراقبة من قبل إدارة الغذاء والدواء ويتم تناولها وفقا للمسؤولية الشخصية، مع العلم أنه تمت الموافقة على مادة “الكانثاكسانثين” بحد ذاتها، ولكن فقط كمكون بكميات صغيرة في ألوان الطعام وليس بالجرعات الكبيرة الموجودة في كبسولات التسمير.
وتعمل كبسولات التسمير على تحفيز إنتاج صبغة الميلانين في البشرة بسبب احتوائها على مادة التيروسين وهذه المادة تتراكم في الجلد وتحوله إلى اللون البني أو البرتقالي، وهي كبسولات غير آمنة وغير مصرح لاستخدامها من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية، لما لها من أضرار خاصة في حال استعمالها بكثرة، فهي تؤثر على شبكية العين، وتسبب ضررا أو تلفا في الكبد وفقر الدم وحساسية وحكة.
على عكس منتجات تسمير البشرة دون التعرض للشمس – وتسمى أيضًا مستحضرات التسمير الذاتي – التي تمنح الجلد المظهر المسمّر دون التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة. ويشيع بيع منتجات التسمير دون التعرض للشمس على شكل غسول وبخاخات توضع على الجلد. وتتوفر كذلك بخاخات التسمير المركزة في العديد من الصالونات والمنتجعات الصحية ومراكز خدمات التسمير.
والمكون الفعال في معظم منتجات التسمير دون التعرض للشمس هو مادة اللون المضاف ثُنائِيُّ هيدروكسِي أسيتون. وعند وضع ثُنائِيُّ هيدروكسِي أسيتون، فإنه يتفاعل مع الخلايا الميتة في سطح الجلد لتسمير لون الجلد مؤقتًا. وعادة ما يتلاشى اللون بعد عدة أيام.
وقد تحتوي منتجات التسمير دون التعرض للشمس على كريم حماية من أشعة الشمس وقد لا تحتوي عليه. فإذا كان المنتج يحتوي على كريم الحماية من الشمس، فلن يكون فعالاً إلا لمدة ساعتين فقط. ولن يحمي اللون الذي تنتجه منتجات التسمير دون التعرض للشمس الجلد من الأشعة فوق البنفسجية. ولكن إذا كانت المرأة ستقضي بعض الوقت خارج المنزل، يجب وضع كريم الحماية من الشمس.