هل كان المخترع والمخرج الفرنسي إيميل راينو الرائد المطلق للسينما

دراسة تكشف الوجه المخفي لراينو من خلال البحث في تاريخه ليكشف عن الانفجار الهائل الذي شكله ميلاد السينما.
الجمعة 2023/06/30
البدايات الأولى لفن شامل

باريس - هل كان المصور الفوتوغرافي وأستاذ العلوم والمخرج الفرنسي إيميل راينو (1844 – 1918) واحدا من رواد السينما أو رائدها المطلق؟ هذا هو السؤال الذي طرحته مجموعة من الباحثين الدوليين الذين وحدوا جهودهم بشكل استثنائي حول هذا الموضوع.

تجسدت أعمال هذه المجموعة التي يقودها سيباستيان روفات وسيلفي سايرنس وباسكال فيمينى في كتاب بعنوان “إيميل راينو، نظرات جديدة”.

يسائل هذا الكتاب كلا من الممارسة الفوتوغرافية للرجل وما يعرف اليوم عن إبداعه الرئيس، ألا وهو المسرح البصري (1889)، وإيماءاته المضيئة – رسوم متحركة – الملونة والصوتية التي جرى عرضها على شاشة للمرة الأولى عالميا في متحف “غريفين” في باريس في 1892.

م

وبحسب المؤلفين، فإن هذا الكتاب يمثل بالنسبة إلى الكتب التي سبقته ما يمثله تلسكوب جيمس – ويب بالنسبة لتلسكوب “هابل” القديم: فهو، من خلال دراسة الوجه المخفي والمحافظة الحالية وتاريخ ومعاصرة راينو، يسمح بتمييز الانفجار الهائل الذي شكله ميلاد السينما. كما يتضمن هذا المجلد الذي يركز على بعض المناطق المتربصة عددا من الوثائق الأيقونية التي لم يسبق نشرها من قبل.

وكان راينو مسؤولا عن أول أفلام الرسوم المتحركة المسقطة. وقد تم عرض فيلمه “Pantomimes Lumineuses” لأول مرة في الثامن والعشرين من أكتوبر 1892 في باريس. وقد ابتكر نظام أفلام المسرح البصري، الحاصل على براءة اختراع في عام 1888، وبعد أربع سنوات قدم عنصرا أدهش الجمهور ممثلا في شريط من الرسومات ينبض بالحياة أمام مجموعة بارعة من المرايا وينعكس على شاشة بيضاء.

كانت الخطوات التي خاضها راينو هامة للغاية، فقد مهدت الطريق أمام الإنتاج السينمائي لاحقا وأمام تطور هذا الفن خاصة من الناحية التقنية.

ففي سن الرابعة عشرة افتتن الفتى راينو بالعمل على تجميع الأدوات البصرية التي أتقنها بشكل كبير ليصبح لاحقا مصورا. وفي عام 1864 انضم إلى آبا موانيو، وهو باحث كنسي يتعامل مع الموضوعات العلمية الحديثة مثل فن الإسقاطات الضوئية، وصار مساعده.

في عام 1876 طور أول لعبة بصرية له وهي منظار براكسينوسكوب، والتي تمكن من تسويقها لاحقا كما طورها في السنوات التالية، إذ يعتبر مخترع مبدأ الحركة من خلال “الصورة بالصورة” للرسوم المتحركة، إذ يخلق الصورة المتحركة من خلال جعل سلسلة من الصور المتماسكة المختلفة قليلا عن بعضها البعض تتناسق ليأخذنا من خلال هذه الفكرة البسيطة إلى حركية الصورة/ مخترعا أول لغة سينمائية عبر سرد حقيقي في رسومه المتحركة.

ويثمن الكتاب الدور الكبير الذي لعبه هذا الرائد في مجال السينما التي باتت اليوم في صدارة الفنون وأكثرها جماهيرية وتأثيرا، إذ مر هذا الفن بمراحل عديدة لعل أهمها التأسيس التقني له من قبل الرواد على غرار إيميل راينو.

14