هل عرض ترامب على العاهل الأردني حكم الضفة الغربية؟

من بين ما تردد أن الملك قال عن شعوره إزاء عرض ترامب "اعتقدت أنني تعرضت لأزمة قلبية… لم أستطع التنفس".
السبت 2022/09/17
مقترحات تثير الاستغراب والجدل

واشنطن - لا تزال مقترحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تثير الاستغراب والجدل حتى بعد نهاية ولايته الرئاسية، إذ وفقا لتقارير إعلامية أميركية عرض الأخير على العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حكم الضفة الغربية بدل السلطات الفلسطينية.

ويقول الكاتب والناقد الفني ستيفن سيلفر إن كل أسبوع تقريبا طوال العام ونصف العام الماضيين شهد نشر كتاب جديد عن إدارة ترامب. وبعض تلك الكتب كتبها صحافيون، من المتعاطفين أو غير المتعاطفين مع تلك الإدارة، بينما كتب غيرها عاملون سابقون في البيت الأبيض. ومع ذلك بدا أن جميعها تقدم روايات مذهلة لم يتم ذكرها مطلقا عندما وقعت الأحداث بالفعل.

وذكر سيلفر في تقرير نشرته مجلة ناشونال أنتريست الأميركية أن أحدث هذه الكتب اشتمل على أحد أكثر الادعاءات إثارة للصدمة من فترة رئاسة ترامب، وهو أنه تردد أن الرئيس السابق دونالد ترامب عرض تقديم الضفة الغربية لملك الأردن.

جاريد كوشنر صهر الرئيس "التزم شخصيا بتغطية أي تكاليف محتملة لتوقيع اتفاقات أبراهام في البيت الأبيض"

ووفقا لصحيفة واشنطن بوست فإن هذه الرواية مصدرها كتاب “الحاجز: ترامب في البيت الأبيض 2017 – 2021”. وهذا الكتاب لم ينشر بعد، وهو من تأليف سوزان جلاسر، الكاتبة في مجلة نيويوركر، وبيتر بيكر، مراسل البيت الأبيض لصحيفة نيويورك تايمز.

ويزعم الكتاب أن ترامب عرض في يناير عام 2018 على العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الضفة الغربية، التي كانت تحت سيطرة الأردن حتى احتلتها إسرائيل في أعقاب حرب الأيام الستة عام 1967.

والغريب أنه طوال السنوات الكثيرة من المفاوضات حول من سوف تكون له السلطة على أجزاء من الضفة الغربية في اتفاقية الوضع النهائي، لم يتم عموما أخذ إمكانية فرض سلطة أردنية عليها في الاعتبار.

والأهم من ذلك هو أن الضفة الغربية لا تخص الولايات المتحدة، لذلك لن يكون بوسع الرئيس تقديمها لدولة أخرى.

وذكر الكتاب أن ترامب كان يعتقد أنه يسدي “معروفا” للملك، ويبدو أنه لم يكن مدركا لتداعيات مثل هذه الخطوة. ولم يُعرف ما إذا كانت إسرائيل على علم بالعرض في ذلك الوقت.

وتردد أن الملك قال لصديق أميركي عن شعوره إزاء عرض ترامب “اعتقدت أنني تعرضت لأزمة قلبية… لم أستطع التنفس”.

وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الاقتراح الذي أورده الكتاب طُرح بعد وقت قصير من إعلان ترامب رسميا عن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وعن نية إدارته نقل السفارة الأميركية إلى هناك من تل أبيب.

رغم أن اتفاقات أبراهام تاريخية، لم تشمل أي نوع من أنواع اتفاقات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين

وأنه بعد ذلك بعامين أعلن رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو عن خطته ضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو اقتراح تم تعليقه في النهاية.

وكتب المؤلفان بيكر وجلاسر أنهما استندا في كتابهما إلى تقارير و300 مقابلة حصرية، إلى جانب مذكرات خاصة وملاحظات ورسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية ووثائق أخرى ألقت الضوء على فترة رئاسة ترامب.

وأورد تقرير نشرته صحيفة ذا فوروارد المزيد من التفاصيل عن دبلوماسية عهد ترامب، بما في ذلك الكشف عن أن جاريد كوشنر صهر الرئيس “التزم شخصيا بتغطية أي تكاليف محتملة لتوقيع اتفاقات أبراهام في البيت الأبيض”.

وبعدما أعربت ميلانيا ترامب زوجة ترامب عن “قلقها مما سيتعرض له العشب في المكان”، تمت إعادة تجديد طبقة العشب في حديقة البيت الأبيض قبل وقت قصير من الاحتفال، وعرض كوشنر دفع 80 ألف دولار يمكن أن تتكلفها إعادة العشب إلى ما كان عليه، على الرغم من أن احتفال التوقيع تم دون أن يلحق بالعشب أي ضرر.

واتفاقات أبراهام هي اتفاقات دبلوماسية بين إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة، بمباركة الولايات المتحدة. ويقول سيلفر إنه “على الرغم من أن هذه الاتفاقات تاريخية، لم تشمل أي نوع من أنواع اتفاقات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.

2