هل ستنجح هواوي دون خدمات الجيل الخامس؟

العملاق الصيني للتكنولوجيا يلجأ إلى الجيل الرابع للتمكن من البقاء في ساحة الهواتف الذكية.
الأحد 2021/08/01
هواوي مصممة على البقاء في الريادة

شكل إعلان العملاق الصيني للتكنولوجيا هواوي عن إصداره هواتف جديدة دون خدمات الجيل الخامس تحديا للشركة التي تعاني من خسائر بسبب العقوبات الأميركية. ولمواجهة الضغوط اختارت هواوي التنويع والالتجاء إلى خدمات الجيل الرابع للتمكن من البقاء في ساحة الهواتف الذكية.

بكين - أطلقت شركة هواوي عملاق التكنولوجيا الصيني الخميس هواتفها الذكية الجديدة دون دعم للإنترنت فائق السرعة الجيل الخامس، فيما يتساءل الخبراء والمتابعون عن قدرتها في النجاح في هذا التحدي الجديد.

واعتبرت شبكة “سي.إن.بى.سي” الأميركية أن الإطلاق الجديد دون خدمات الجيل الخامس علامة على الخسائر التي تلحقها العقوبات الأميركية ونقص الرقائق العالمية بشركة التكنولوجيا الصينية، إلا أنه بالنسبة إلى الشركة فهي خطة إنتاج جديدة للتكيف مع العقوبات وحفاظا على مبيعاتها العالمية.

وعلى رغم إقرار ريتشارد يو أحد مدراء هواوي أن إصدار هواتف بخدمات الجيل الخامس بعيد المنال بسبب قيود التجارة الأميركية، إلا أن الشركة اختارت التنويع والرهان على الجيل الرابع للتسويق لإنتاجها الجديد والحفاظ على مكانتها في ساحة الهواتف الذكية.

الهواتف الجديدة لا تدعم خدمات الجيل الخامس، وهو ما يطرح تساؤلات: ما إذا كانت خدمات الجيل الرابع ستعيدها الشركة إلى تصدر سوق الهواتف الذكية أم لا؟
الهواتف الجديدة لا تدعم خدمات الجيل الخامس، وهو ما يطرح تساؤلات: ما إذا كانت خدمات الجيل الرابع ستعيدها الشركة إلى تصدر سوق الهواتف الذكية أم لا؟

ولا تدعم الهواتف الجديدة خدمات الجيل الخامس، وبدلا من ذلك تأتي مع شرائح الجيل الرابع من كوالكوم، وهو ما يطرح تساؤلات: ما إذا كانت خدمات الجيل الرابع ستمنح الشركة أرباحا وتعيدها إلى تصدر سوق الهواتف الذكية أم لا؟

وبطبيعة الحال ستدعم الهواتف الجديدة نظام “هارموني أو.أس” الخاص بهواوي بعد منعها من استخدام نظام أندرويد الذي تملكه غوغل.

ونشرت بعض مواقع الإنترنت مقاطع فيديو تظهر تصميم هاتف هواوي الجديد. ويظهر في الفيديوهات أن الكاميرا الأساسية لهذا الهاتف أتت بعدة عدسات: 3 عدسات صمتت في إطار دائري على الواجهة الخلفية، وأسفلها عدسات أخرى موضوعة في إطار دائري أيضا، يعتقد أنها للتصوير العريض وتحديد عمق الصورة.

ويوفر الهاتف بطارية 4.100 ملي أمبير/ ساعة، ويدعم تقنية الشحن السريع 66 واط، بجانب دعمه لتقنية الشحن اللاسلكي 50 واط.

وتخوض هواوي تحدي الترويج لهواتفها الجديدة بعد إطلاقها نظام تشغيل خاص بها. ولم تنجح أي شركة حتى الآن في وضع حد للاحتكار الثنائي لأنظمة تشغيل الهواتف المحمولة، إذ انسحب كل من “بلاكبيري” و”وينذوز فون” التابع لشركة “مايكروسوفت” وبرنامج “فاير” من “أمازون” من أرض المعركة.

وتتوقع هواوي أن يصل عدد الأجهزة المزودة بنظام “هارموني أو.إس” إلى 300 مليون جهاز بنهاية عام 2021، بما في ذلك أكثر من 200 مليون جهاز من أجهزة هواوي.

وبرأي الخبراء، فإن الشركة التي تريد التعافي من تداعيات العقوبات الأميركية تواجه تحديات بعد إطلاقها نظامها التشغيلي الخاص، وهي تتمثل في مواكبة النظام مع مصنعي الأنظمة والشركات الأخرى، إضافة إلى كيفية تسويق النظام نفسه بدول مختلفة أبرزها في قارة أفريقيا.

وتحوّلت هواوي منذ زيادة الضغط الأميركي بسرعة نحو خطوط إنتاج جديدة تعتبر أقل تأثرا وأعادت تركيزها على سوقها المحلي الرئيسي.

وفي مذكرة داخلية لموظفيه الأسبوع الماضي، دعا مؤسس هواوي الموظفين في الشركة إلى تحول شامل للمجموعة وتسريع استقلالية البرمجيات. وكتب تشنغ فاي في هذه الوثيقة “لن تكون للولايات المتحدة تاليا سيطرة تذكر على تطورنا المستقبلي”.

وسرّعت الشركة تنوعها في قطاعات مثل الحوسبة السحابية (كلاود) والمركبات الذكية، بالإضافة إلى الجيل الخامس الذي تعد واحدة من رواد سوقه.

ودخلت هواوي، وهي المورد الأول عالميا لمعدات محطات الاتصالات ومعدات أخرى للشبكات، مجال الهواتف المحمولة في العام 2003 باستخدام نظام “أندرويد”.

تشنغ فاي: لن تكون للولايات المتحدة أي سيطرة تذكر على تطورنا المستقبلي
تشنغ فاي: لن تكون للولايات المتحدة أي سيطرة تذكر على تطورنا المستقبلي

وتحولت بكل هدوء إلى أحد أبرز مورّدي المعدات التي تشكل عصب شبكات الاتصال الخلوية، تحديدا في الأسواق النامية بفضل أسعارها المنخفضة.

وبعد إثبات نفسها كلاعب أساسي في مجال شبكات الجيل الرابع، عززت المجموعة التي تتخذ من مدينة شينزين مقرا لها قدراتها لتهيمن في مجال الجيل الخامس لشبكات الخلوي.

ومكنت معدات الجيل الخامس المتطورة هواوي من اختراق أسواق الدول المتقدمة.

وكل عام تستثمر هواوي ما بين 10 و15 في المئة من عائدات مبيعاتها على البحث والتطوير. وأنفقت 13.8 مليار دولار في البحث والتطوير في 2017 و15 مليار دولار العام الماضي. وبدأت هذه الاستراتيجية تؤتي ثمارها.

وكانت هواوي المورد الأول لمعدات شبكات الاتصال بحصة سوقية بلغت نسبتها 22 في المئة، بحسب “آي.إتش.إس ماركت”. وحلت نوكيا في المرتبة التالية بحصة نسبتها 13 في المئة ومن ثم إريكسون بـ11 في المئة.

وأصبحت بذلك هواوي واحدة من أكبر ثلاث شركات لتصنيع الهواتف الذكية في العالم، مع سامسونغ الكورية وأبل الأميركية، مدعومة بالطلب الصيني والمبيعات في الأسواق الناشئة. لكن العقوبات الأميركية التي منعت الشركة من الحصول على المكونات الضرورية، جعلت قطاع الهواتف المحمولة في المجموعة الصينية يدخل في حالة عدم يقين.

كما أزيلت البنية التحتية الخاصة لتقنية الجيل الخامس أو تأخر إنشاؤها في عدد من الدول الغربية بسبب مخاوف مرتبطة بالأمن القومي، الأمر الذي أثار انتقادات حادة من بكين.

ونتيجة ذلك، تراجعت مبيعات هواتف هواوي، التي كانت في الماضي بين أبرز ثلاث شركات مصنّعة للهواتف الذكية إلى جانب سامسونغ وأبل.

وكانت هواوي سادس أكبر شركة مصنّعة للهواتف الذكية في الفصل الرابع من العام الماضي، وهي أول مرّة منذ سنوات تزاح فيها من قائمة أكبر خمس مجموعات، بحسب شركة “كاناليس” للأبحاث.

وبحسب المحللين، فإن التحدي الأكبر الذي تواجهه هواوي حاليا هو التطبيقات وإقناع عدد كاف من المطورين بإعادة تكييف تطبيقاتهم ومحتوياتهم الأخرى للعمل وفق نظام “هارموني أو.أس” بهدف أن يستمر المستهلكون في شراء هواتف هواوي.

لكن في سائر أنحاء العالم، تبدو الآفاق أكثر قتامة. وقالت إلينور ليونغ المسؤولة عن البحوث عبر الإنترنت والاتصالات في آسيا في مجموعة “سي.إل.إس.إيه” الاستثمارية في تصريحات سابقة “من حيث المحتوى، عندما تتحدث عن السوق العالمية، لا يمكن العيش دون غوغل وأمازون ويوتيوب. سيكون ذلك تحديا”.

17