هل تنقذ سيارة أجرة ماسك الروبوتية أعمال تسلا المتعثرة

نيويورك - أطلقت تسلا صفحة جديدة في أحدث تقاريرها المالية، معلنة عن تعهدات بإطلاق عمليات سيارات الأجرة الآلية التجارية قريبا، حيث وعد رئيس تنفيذها إيلون ماسك بأن المركبات ذاتية القيادة ستُحدث نقلة نوعية في الوضع المالي بحلول أواخر 2026.
وفي حين أن شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية قد أخفقت في تحقيق أهدافها عدة مرات من قبل، فإن تأكيدها الثلاثاء على هدف الإطلاق المُعلن سابقا جعل المستثمرين يعتقدون أن مستقبلها في مجال القيادة الذاتية بات وشيكا.
وفي ظل الصعوبات التي يواجهها قطاع السيارات الرئيسي، مع انخفاض المبيعات بنسبة 13 في المئة خلال الربع الأول من 2025، تتزايد التوقعات بأن تُثبت تسلا قدرتها على تجاوز العقبات التكنولوجية للقيادة الذاتية، وأن تُقدم نموذج عمل سليما لخدماتها.
ويربط معظم المستثمرين والمحللين المتفائلين الجزء الأكبر من قيمة أسهم تسلا بخططها لإطلاق سيارات أجرة آلية ضخمة وخدمات اشتراك في السيارات ذاتية القيادة.
وقالت بليك أندرسون، مدير المحفظة المشارك في مجموعة كارسون، وهي مستثمرة في تسلا “لقد حان الوقت للتحول الجذري الذي نأمله جميعا.”
والتزمت تسلا بالجدول الزمني الذي أعلنته في يونيو 2024 لإطلاق خدمة سيارات أجرة آلية مدفوعة الأجر في أوستن، تكساس، مما منح المستثمرين ثقة بأن الوقت الذي قضاه ماسك كمستشار حكومي لخفض التكاليف للرئيس دونالد ترامب لم يتسبب في أي تأخيرات.
وفي مكالمة الثلاثاء، قال ماسك إن “تسلا ستستخدم أولا سيارات موديل واي الحالية المجهزة ببرامج القيادة الذاتية. كما تعمل على تطوير طراز مخصص للقيادة الذاتية، يُطلق عليه اسم ‘سايبركاب’ وسيبدأ إنتاجه العام المقبل.”
ويتوقع الملياردير الأميركي أن تبدأ تقنية القيادة الذاتية في “التأثير على صافي أرباح الشركة وأن تصبح أساسية” بحلول النصف الثاني من عام 2026. وتوقع أن تكون هناك الملايين من سيارات تسلا تعمل بشكل مستقل تماما في النصف الثاني من العام المقبل.
وكان ماسك قد أطلق تنبؤا مشابها قبل ست سنوات، في عام 2019، قائلا “في العام المقبل، بالتأكيد، سيكون لدينا أكثر من مليون سيارة أجرة آلية على الطرق.”
ومع ذلك، قال برايان مولبيري، مدير محفظة العملاء في شركة زاكس لإدارة الاستثمارات، وهي شركة استثمارية في تسلا، إنه يشعر بأن “هذا يحدث، وسيأتي قريبا. لديهم الأميال الكافية، وسجل السلامة، والتكنولوجيا التي يحتاجونها.”
وسيبحث المستثمرون والمحللون خلال الأشهر القليلة المقبلة عن مؤشرات ملموسة على قدرة تسلا على توسيع نطاق أعمال سيارات الأجرة الآلية والتغلب على التحديات التقنية.
وصرح أندرسون بأنه يرغب في الأشهر المقبلة في الاطلاع على تفاصيل محددة، مثل التكلفة التي ستفرضها تسلا لكل ميل في أوستن، وما إذا كان ذلك مربحا.
كما يرغب في الحصول على المزيد من التفاصيل حول سجل الشركة في مجال السلامة، ومدى تكرار اضطرار مركباتها في أوستن إلى التوقف عن وضع القيادة الذاتية.
وقال أندرسون إن “السلامة هي أكثر ما يتحكمون به، لذا أريد دليلا على أن ما يتحكمون به قد تمت تسويته، ثم لديّ رؤية أوسع بكثير حول إطلاق الخدمة على الصعيد الوطني.”
ويبدو أن آخرين أقل اقتناعا بالجدول الزمني الذي وضعه ماسك، والذي يفيد بأن سيارات الأجرة الآلية ستلعب دورا جوهريا في الأرباح بحلول النصف الثاني من العام المقبل.
ويرى ماسك أن إطلاق سيارات الأجرة الآلية في أوستن سيبدأ بعشر أو عشرين سيارة من طراز واي، وأن تسلا “ستوسع نطاقه بسرعة بعد ذلك”، متوسعةً إلى أسواق أميركية أخرى في وقت لاحق من العام.
وخلال مكالمات الأرباح في يناير وأكتوبر، صرّح بأنه يتوقع إطلاق سيارات أجرة آلية في كاليفورنيا بحلول نهاية هذا العام. ولم يذكر كاليفورنيا خلال مكالمة الثلاثاء.
تسلا التزمت بالجدول الزمني الذي أعلنته في يونيو 2024 لإطلاق خدمة سيارات أجرة آلية مدفوعة الأجر في أوستن، تكساس، مما منح المستثمرين ثقة كبيرة
وحصلت تسلا هذا العام على تصريح أولي في كاليفورنيا، لكنها تحتاج إلى عدة تصاريح إضافية من وكالات الولاية قبل أن تتمكن من إطلاق خدمة سيارات أجرة آلية مدفوعة الأجر.
وقال سيث غولدشتاين، إستراتيجي الأسهم في مورنينغستار، لرويترز إن الجدول الزمني الذي وضعه ماسك للربحية في العام المقبل يبدو “سريعا جدا” بالنسبة لتقنية استغرقت من منافسين مثل ألفابت وايمو ما يقرب من عقد من الزمن لإتقانها.
وأكد ماسك أن تقنية القيادة الذاتية الحالية من تسلا، والتي يتم اختبارها في أوستن، ستتطلب القيادة لمسافة أكثر من 11 ألف كيلومتر في المتوسط “قبل التعرض لحادث أو تدخل”.
ولم يوضح كيف توصل إلى هذا الرقم، ولم تقدم الشركة حتى العام الماضي بيانات عن التدخلات إلى الجهات التنظيمية في كاليفورنيا مثل شركات السيارات ذاتية القيادة الأخرى مثل وايمو وزوكس التابعة لأمازون.
ومع ذلك، أعرب غولدشتاين عن اعتقاده بأن تسلا قادرة على تحسين اختباراتها بحلول نهاية العام المقبل، وإطلاق نظام سيارات أجرة آلية أوسع نطاقًا قادرًا على منافسة وايمو بحلول عام 2028.
لكنه توقع أن يشعر المستثمرون بخيبة أمل إذا لم تتحقق توقعات ماسك بشأن الإيرادات والأرباح بحلول العام المقبل. وقال غولدشتاين “الآن وقد حددوا جدولا زمنيا فعليا للإيرادات، فهذه نقطة سيلتزمون بها.”