هل تنجح مبادرة "ترتيب البيت السني" في ملء الفراغ السياسي في لبنان

بيروت - أطلق عدد من الشخصيات السنية البارزة على الساحة السياسية مبادرة لـ”ترتيب البيت السني” الذي أصابه خلل في التمثيل داخل مؤسسات الدولة بعد إعلان رئيس تيار المستقل سعد الحريري تعليق العمل السياسي، وما خلفه من فراغ حاولت ملأه بعض القوى خاصة وأن تيار المستقبل احتكر التمثيل السني في العقود الثلاثة الأخيرة.
وقال مطلق المبادرة مازن حجار إن المبادرة “إنقاذية تهدف إلى استعادة التوازن الوطني، ولا تهدف إلى وراثة تيار سياسي معين”.
وأكد الحجار أن ترتيب البيت السني يشكل “خدمة للشركاء في الوطن، وليس تحدياً أو مواجهة معهم، وهو يمكننا من التواصل معهم بشكل أكثر فعالية وواقعية، بناء على معطيات ووقائع جديدة”.
وطرح اعتزال الحريري، الذي يعد حدثاً نادرا في المشهد السياسي اللبناني، علامات استفهام حول هوية من سيخلفه في ضوء طرح بعض الأسماء لنفسها، فضلا عن أسئلة حول توزيع التمثيل السياسي داخل الطائفة السنية بعد خروجه من المشهد، وأثر ذلك على التركيبة الحاكمة في لبنان.
ويشكك مراقبون في قدرة المبادرة على تحقيق أهدافها في ظل الانقسامات العميقة داخل المكون السني إضافة إلى أنها تأتي في إطار “وراثة تيار المستقبل” رغم أن القائمين عليها ينكرون ذلك.
وفشلت عدة مبادرات سابقة في توحيد المكون السني خلف كيان سياسي واحد، حيث دخل السنة الانتخابات التشريعية التي عقدت في مايو الماضي بقائمات مستقلة وهو ما جعل التيار السني خارج اللعبة السياسية.
منذ انسحاب الحريري لم تنجح مبادرات عدة في إفراز قيادة جديدة تملأ الفراغ السياسي، ما أثر سلبا على المكون السني
وتصطدم المبادرة بمخاوف بعض القوى السياسية والحزبية والمرجعيات الدينية والقيادات السياسية من أن يكون الهدف الحلول مكانها وأخذ دورها، إلى جانب الحذر من الجهات التي تقف وراء المبادرة وهل هناك جهات خارجية وراءها ومن يموّلها، خصوصا أن أحد مؤسسي المبادرة مازن حجار قادم من بريطانيا وله علاقات واسعة مع العديد من الجهات الخارجية والداخلية، رغم أنه كان من الذين شاركوا في المقاومة في العام 1982 وله علاقات واسعة مع مختلف الأطراف السنية وهو خبير في الشؤون الإستراتيجية .
ومن أبرز المشاركين في المبادرة القيادي السابق في تيار المستقبل مصطفى علوش ومستشار رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عبدالرزاق قرحاني ورجل الأعمال ماهر السقال والمختص في القضايا القانونية حلمي الحجار وشخصيات أخرى متنوعة وأغلبهم أعضاء سابقون في تيار المستقبل.
ومنذ انسحاب الحريري من الحياة السياسية لم تنجح مبادرات عدة في إفراز قيادة سنية جديدة تملأ الفراغ السياسي، ما أثر سلبا على تواجد المكون السني.
وبخلاف الحاجة إلى زعيم سياسي يقود السنة، يحتاج المكون السني إلى دعم خارجي بعد انكفاء السعودية عن لبنان، ما تركه محل تجاذبات خارجية ومساع تركية خاصة لاحتضانه وتوظيفه.
ويستبعد مراقبون نجاح مبادرة “ترتيب البيت السني” في إنهاء حالة الانقسام الذي يعيشه المكون السني خاصة وأن عددا من المشاركين في المبادرة هم أصلا جزء من تيار المستقبل المنكفئ.
وفي وقت سابق فشل بهاء الحريري (الشقيق الأصغر لسعد الحريري) في قيادة المكون السني بعد أن اعترض عدد من أعضاء تيار المستقبل عليه كونه يفتقر إلى التجربة السياسية والدعم الخارجي، لكن المشرفين على المبادرة يعانون من نفس الصعوبات أيضا، إذ أن مبادرتهم محل تشكيك خاصة وأن الأطراف الخارجية التي تدعمها مبهمة ومحل قلق وتشكيك.