هل تمنح أقراص الأسبرين الأمل في علاج آمن لسرطان الثدي

لندن - يأمل الباحثون أن تعمل أقراص الأسبرين، الدواء الرخيص والمتوفر على نطاق واسع، على علاج أخطر أنواع سرطانات الثدي الشرسة، وسرطان الثدي الثلاثي السلبي من خلال جعل الأورام التي يصعب علاجها أكثر استجابة للأدوية المضادة للسرطان.
وحسب صحيفة الغارديان فإن فريق في مؤسسة كريستي التابعة لهيئة الخدمات الطبية البريطانية في مانشستر، بدأ بتجريب الأسبرين مع مرضى سرطان الثدي السلبي الثلاثي، في أول دراسة سريرية لاختبار فعالية الأسبرين على هذا المستوى.
وسيجرى البحث بقيادة الدكتورة آن أرمسترونغ من جامعة مانشستر، ويشمل تجربة عقار العلاج المناعي أفيلوماب مع الأسبرين ودونه قبل أن يتلقى المرضى الجراحة والعلاج الكيميائي.
وقالت جمعية “بريست كانسر ناو” (سرطان الثدي الآن) إن النتائج الناجحة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من التجارب السريرية للأسبرين والأفيلوماب لسرطان الثدي الثانوي الثلاثي السلبي غير القابل للعلاج، والذي يحدث عندما تنتشر الخلايا السرطانية التي بدأت في الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ولفتت المنظمة الخيرية إلى أن هناك حوالي 8 آلاف امرأة مصابة بسرطان الثدي السلبي الثلاثي في المملكة المتحدة كل عام.
وأضافت المنظمة أن هذا النوع من سرطان الثدي أقل شيوعا ولكنه غالبا أكثر عدوانية ويؤثر بشكل غير متناسب على النساء الأصغر سنا والنساء السود.

الأسبرين يمكن أن يمنع السرطان من صنع مواد تضعف الاستجابة المناعية
ويفتقر هذه النوع من الأورام إلى المستقبلات التي تمتلكها بعض سرطانات الثدي الأخرى، ما يعني أن بعض العلاجات المعينة للسرطان، مثل الهرسبتين، لن تعمل. في حين أن بعض الأدوية والعلاجات الأخرى يمكن أن تساعد.
وأوضحت أرمسترونغ أن “الأبحاث السابقة أشارت إلى أن الأسبرين يمكن أن يجعل أنواعا معينة من العلاج المناعي أكثر فعالية من خلال منع السرطان من صنع مواد تضعف الاستجابة المناعية”.
ويمكن للأدوية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين أن تحمل مفتاح زيادة فعالية العلاج المناعي عند استخدامها في نفس الوقت. وتعتبر تجربة استخدام دواء مثل الأسبرين أمرا مثيرا للاهتمام لأنه متوفر على نطاق واسع وإنتاجه غير مكلف.
وتابعت أرمسترونغ “نأمل أن تظهر تجاربنا أنه عندما يقترن الأسبرين بالعلاج المناعي، فإنه يمكنه أن يعزز مفعول هذه الأدوية وقد يوفر في النهاية طريقة جديدة آمنة لعلاج سرطان الثدي”.
وبَيّن الدكتور سيمون فينسينت، مدير الأبحاث والدعم والتأثير في “بريست كانسر ناو” بأن “8 آلاف امرأة مصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي في المملكة المتحدة تواجه كل عام الواقع المخيف المتمثل في خيارات العلاج المحدودة. ونحن بحاجة ماسة إلى معالجة هذا الأمر. وقد أشارت الأبحاث بالفعل إلى أن الأسبرين يمكن أن يحسن نتائج العديد من مرضى السرطان، ونأمل أن تظهر تجربة أرمسترونغ أن الأمر نفسه ينطبق على مرضى سرطان الثدي السلبي الثلاثي، حتى نتمكن من الحد من خسارة المزيد من الأرواح بسبب هذا المرض المدمر”.
وكشفت جمعية “بريست كانسر ناو” أن شركة الأدوية فايزر قدمت التمويل للمؤسسة الخيرية من خلال منحة بحثية طبية مستقلة ومنحت باحثيها إمكانية الوصول إلى العديد من الأدوية التي تصنعها.