هل تلتزم شركات الهواتف الذكية بالسياسات البيئية

برلين - كشفت هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية أن الهواتف الذكية تحتوي على مكونات مصنوعة من أكثر من 50 مادة خام، علاوة على أن سلاسل التوريد العالمية الواسعة تشكل خطورة على حقوق الإنسان والبيئة في جميع أنحاء العالم.
وقد سعت الهيئة الألمانية للتعرف على كيفية تعامل الشركات العالمية مع هذه المسؤولية. وأرسلت استبيانا إلى مختلف الشركات المنتجة للهواتف الذكية، وطلبت منها الكشف عن المتطلبات الاجتماعية والبيئية التي تلزم بها سلاسل التوريد الخاصة بها وعمليات استخراج المواد الخام وكيفية التحقق من هذه المتطلبات.
وتعين على الشركات إثبات هذه المتطلبات عن طريق هاتف ذكي يتم اختياره كمثال للاختبار، كما طلبت الهيئة الألمانية إرسال خبراء مستقلين إلى مواقع الإنتاج للتحقق من هذه المتطلبات عبر الإنترنت.
غير أن نتيجة الاستبيان كانت محزنة للغاية؛ حيث أظهرت 5 شركات من 9 شركات شملها الاختبار عدم الالتزام بأي مسؤولية للشركة، كما أن 4 شركات لم تشارك في الاستبيان على الإطلاق، لدرجة أن هناك شركة لم تنل أكثر من تقييم “ضعيف”.
وحازت شركتا “فاير فون” و”شيفت فون” على أفضل نتيجة في الاختبار بحصولهما على تقييم “جيد”؛ حيث شكلت جوانب الاستدامة ومسؤولية الشركة جزءا مهما من فلسفة الشركتين، كما اقتنع الخبراء الألمان بالسياسات الجيدة لهذه العلامات التجارية، والتي تم إثباتها بكل شفافية؛ حيث أنها تدفع للموظفين أعلى بكثير من الحد الأدنى للأجور، كما أنها تلتزم بالاستخراج العادل للمواد الخام، ولكن حتى مع الشركات الملتزمة تعذر تتبع جميع المواد الخام المهمة حتى المنجم.
ونالت شركة سامسونغ تقييم “مقبول”، في حين حازت شركة أبل على تقييم “كاف”، وعلى الرغم من اتباع هاتين الشركتين سياسة جيدة، إلا أنهما لم تعطيا الخبراء نظرة شاملة حول عمليات التجميع النهائية عبر الإنترنت.
كما ظهرت شركة سامسونغ بشكل أكثر شفافية من أبل في الاختبار وقدمت أدلة واضحة على ظروف العمل ومنشأ البطارية والمكونات الأخرى لهواتفها الذكية، في حين لم ترد شركة أبل على الاستفسارات بشأن التجميع النهائي لهواتفها الذكية ومنشأ المكونات والمواد الخام المحددة.