هل تقدم موسكو على التدخل المباشر في الصراع الأذري الأرمني

موسكو تحذر من نقل آلاف الإرهابيين إلى مناطق المعارك بإقليم ناغورني قره باغ وتعرب عن قلقها من تسربهم إلى الداخل الروسي.
الثلاثاء 2020/10/06
مرتزقة أردوغان من سوريا إلى ليبيا إلى قره باغ

موسكو - انتقدت موسكو التحركات التركية بنشر آلاف المقاتلين الإسلاميين في مناطق المعارك بإقليم ناغورني قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، معربة عن قلقها من أن تصبح المنطقة المتنازع عليها منصة انطلاق للإرهابيين الذين يكون بوسعهم دخول أراض روسية.

وحذر رئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين، الثلاثاء، من أن الصراع المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا بشأن جيب ناغورني قرة باغ يجذب آلاف المتشددين الإسلاميين الذين يشكلون تهديدا لموسكو.

وقال ناريشكين إن الصراع الذي اندلع في 27 سبتمبر أيلول يستقطب أشخاصا وصفهم بمرتزقة وإرهابيين من الشرق الأوسط.

وأشار إلى عناصر هيئة تحرير الشام التي تنشط في سوريا وكانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة وكذلك فرقة الحمزة وفرقة السلطان مراد وجماعات كردية متطرفة لم يسمها.

وقال ناريشكين في بيان نشر بالموقع الإلكتروني للمخابرات الخارجية الروسية "نتحدث عن مئات بل آلاف بالفعل من المتشددين الذين يتطلعون لكسب المال في حرب جديدة في قره باغ".

وأضاف "يجب أن نقلق من أن جنوب القوقاز قد يصبح منصة انطلاق جديدة للمنظمات الإرهابية الدولية حيث يستطيع المسلحون أن يعبروا لاحقا إلى دول مجاورة لأذربيجان وأرمينيا ومن بينها روسيا".

ويتزامن هذا التصريح الروسي مع اتهامات وجهها الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، بأنه  المحرض الرئيسي في التصعيد بالإقليم.

وقال الأسد في حوار نشرته وكالة الإعلام الروسية، إنه يجري نشر مسلحين من سوريا في منطقة ناغورني قرة باغ.

وكانت روسيا وفرنسا قد اتهمتا تركيا بنقل مسلحين إلى منطقة الصراع من سوريا.

وطالبت روسيا بالسحب الفوري لمقاتلين من سوريا وليبيا تم استقدامهم إلى منطقة النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، في لغة تصعيدية تعكس غضبا روسيا من التدخل التركي.

ويرى مراقبون أن تصريحات المسؤولين الروس قد تكون تمهيدا للتدخل الروسي في الصراع لكبح جماح تركيا وأذربيجان، خاصة أن نقل الإرهابيين إلى الإقليم المتنازع عليه يشكل تهديدا لأمن روسيا الذي يعتبر الإقليم الواقع في القوقاز ضمن مجالها الحيوي.

وأثار تأجج القتال في الجيب الذي يتبع أذربيجان وفق القانون الدولي ولكن يحكمه أرمن مخاوف من نشوب صراع أوسع تتدخل فيه كل من تركيا التي أبدت تضامنها مع أذربيجان وروسيا التي تربطها بأرمينيا معاهدة دفاع.