هل تقدم إسرائيل "تنازلات مؤلمة" في جولة جديدة من المفاوضات

الدوحة – تحتضن العاصمة القطرية جولة جديدة من المفاوضات بشأن صفقة لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، وسط تساؤلات بشأن ما إذا كانت ستحقق تقدما بعد شهور من الفشل وضغوط عائلات الرهائن.
وتحمل تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد تكهنات بشأن مرونة محتملة من تل أبيب في التعامل مع المفاوضات، حيث قال إنه يجب تقديم “تنازلات مؤلمة” لضمان استعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب.
وأكد غالانت في خطاب سبق مراسم إحياء الذكرى السنوية للحرب “لا يمكن تحقيق جميع الأهداف من خلال العمليات العسكرية وحدها… للقيام بواجبنا الأخلاقي بإعادة رهائننا إلى منازلهم، سيتعين علينا تقديم تنازلات مؤلمة”.
وتوجه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” دافيد برنياع إلى الدوحة الأحد للقاء مدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني.
ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع إحياء إسرائيل ذكرى مرور عام على أحداث السابع من أكتوبر حسب التقويم العبري.
وقاطع أقارب قتلى في هجوم السابع من أكتوبر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال إحياء الذكرى، وبعد دقائق على بدء الخطاب، قاطعه أحد أقارب القتلى وصرخ مرددا “لقد قُتل والدي”.
وتسببت المقاطعة بتوقف رئيس الوزراء عن الحديث ووقف بلا حراك على المنصة في موقع إحياء الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي أقيم في القدس.
وتواجه إدارة رئيس الوزراء ضغطا عاما ودبلوماسيا لمضاعفة الجهود والتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.
ودعت عائلات الرهائن المتبقين في قطاع غزة والعديد من القادة الغربيين الحكومة الإسرائيلية إلى التوصل إلى اتفاق وخاصة بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في وقت سابق من الشهر الجاري.
وبدا مسؤولون إسرائيليون وأميركيون وبعض المحللين مقتنعين بأن السنوار كان عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق يسمح بالإفراج عن 97 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة ويقول الجيش الإسرائيلي إن 34 منهم قتلوا.
ويتهم رئيس الوزراء بعرقلة التوصل إلى اتفاق هدنة يمهد لإطلاق سراح الرهائن.
متظاهرون يطالبون نتنياهو بمنح فريق التفاوض تفويضا واسعا للتوصل إلى اتفاق شامل، يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن في عملية تبادل واحدة
وطالب المتظاهرون نتنياهو بمنح فريق التفاوض تفويضا واسعا للتوصل إلى اتفاق شامل، يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن في عملية تبادل واحدة.
وجاء في بيان سابق من مكتب رئاسة الوزراء، أن الجولة الجديدة من المحادثات ستتناول الإمكانيات المختلفة لتحريك عجلة المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن على خلفية التطورات الأخيرة في المنطقة.
وأعلنت الولايات المتحدة وقطر الخميس عن استئناف المفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار في غزة، فيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الدوحة إن الوسطاء يبحثون خيارات جديدة بعد أشهر من المراوحة في مساعي التوصل إلى هدنة استنادا إلى مقترح أميركي.
وفشلت أشهر من المفاوضات بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في وقف القتال بين حماس وإسرائيل، باستثناء هدنة لمدة أسبوع واحد بدأت أواخر نوفمبر الماضي.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد إن القاهرة اقترحت وقفا لإطلاق النار لمدة يومين في غزة لتبادل أربع رهائن إسرائيليين مع بعض السجناء الفلسطينيين.
وأضاف السيسي “مصر خلال الأيام القليلة الماضية قامت بجهد في إطلاق مبادرة تهدف إلى تحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار لمدة يومين يتم (خلالهما) تبادل أربع رهائن مع أسرى”.
وأردف “ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع وصولا إلى إيقاف كامل لإطلاق النار”.