هل تطلق زيارة مايك بومبيو للمستوطنات شارة الضم في الضفة

إسرائيل تستعجل تنفيذ مخططات الضم قبل انتهاء ولاية ترامب.
الجمعة 2020/11/13
أول رئيس للدبلوماسية الأميركية يزور مستوطنات

واشنطن - يعتزم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع المقبل زيارة مستوطنة إسرائيلية مقامة على أراض فلسطينية محتلة ليصبح أول رئيس للدبلوماسية الأميركية يقوم بهذه الخطوة رغم التحفظات الدولية على ملف المستوطنات.

وأثارت الزيارة المرتقبة لبومبيو إلى المستوطنة رفضا واسعا داخل الأوساط السياسية الفلسطينية وسط مخاوف من أن تطلق تلك الزيارة صافرة انطلاق خطط الضم الإسرائيلية.

وشجبت السلطة الفلسطينية، زيارة بومبيو المقررة إلى المستوطنة الإسرائيلية، وكتب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ على حسابه في تويتر أن "زيارة بومبيو إلى مستوطنات في الضفة الغربية هي تحد للشرعية الدولية".

وذكر الشيخ أن الزيارة تخالف "مواقف كل الإدارات الأميركية السابقة التي أكدت على عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

واستنكرت فصائل فلسطينية، الجمعة، الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي واعتبرتها نوعا من “البلطجة والتمرد على القوانين الدولية”.

واعتبر الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن الزيارة “تعكس مرة أخرى الجريمة التي ارتكبتها الأطراف التي طبّعت مع إسرائيل، والتي أعطت دفعة كبيرة للإدارة الأميركية، لتطبيق باقي بنود صفقة القرن”.

ورأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، ماهر مزهر، أن “إدارة ترامب تحاول تقديم المساعدة لإسرائيل على حساب شعبنا حتى الرمق الأخير”.

وتأتي زيارة بومبيو قبل شهرين من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الذي عارض المستوطنات في السابق وتعهّد ببذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لإقامة دولة فلسطينية.

وسيزور بومبيو مصنع نبيذ في مستوطنة بساغوت في الضفة الغربية، كما سيكون أول وزير خارجية اميركي يزور الجولان المحتل الذي اعترف الرئيس دونالد ترامب بضمه، وفق ما ذكرت مصادر صحافية إسرائيلية.

وكان مصنع نبيذ "بساغوت" في قلب خلاف قانوني، مع طعنه في قرار أوروبّي يفرض عليه وضع علامة على منتجاته تفيد بأنها تأتي من مستوطنات في أراض محتلة.

وأشارت مصادر صحافية إسرائيلية إلى أن مستوطنة بساغوت أطلقت لاحقا نبيذا يحمل اسم "بومبيو" تكريما لموقف وزير الخارجية.

وقبل عام بالتحديد، صرّح بومبيو بأنّ الولايات المتحدة لا تعتبر المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية، واضعا واشنطن في موقف مناقض لقرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الاميركي المخضرم في الشرق الأوسط، في تغريدة حول زيارة بومبيو، إنها ستكمل مسيرته بكونه وزير الخارجية الاميركي "الأسوأ على الإطلاق".

وأضاف "لا يتعلق الأمر بسياسة ترامب أو نتنياهو، إنما يتعلق ببومبيو وانتخابات 2024".

ولم يُخف بومبيو تطلعاته لتولي منصب أعلى، وغالبا ما أشار إلى دعمه لإسرائيل التي تعد قضية رئيسية لدى القاعدة المسيحية الإنجيلية للحزب الجمهوري.

ودعم بومبيو ترامب في رفضه الإقرار بخسارة الانتخابات الرئاسية، لكن نتنياهو هنأ بايدن الذي تربطه علاقة بالزعيم الإسرائيلي تعود لسنوات عديدة.

وسبق وأن أبدى نتنياهو قبيل انتخابات الكنيست الأخيرة تحمسا للسير قدما في مخطط الضم الذي سيشمل بداية المستوطنات المنتشرة في الضفة، إلا أنه جرت فرملته من قبل الولايات المتحدة بعد انتقادات وجهها منافسون لنتنياهو وفي مقدمتهم تحالف أزرق ابيض.

 ويرى مراقبون أن ترامب قد يقدم طيلة المهلة التي لا تزال أمامه على منح الضوء الأخضر لمشروع الضم وهو ما جعل إسرائيل تتجه بسرعة للمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس الشرقية، قبل تنصيب بايدن.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن البلدية الإسرائيلية بالقدس، تعمل على تحديد وتسريع الموافقة على خطط البناء خلال الشهرين القادمين "لمنع إيقافها بمجرد دخول جو بايدن البيت الأبيض".

وكان الرئيس الأميركي المنتخب ونائبه كمالا هاريس، قد قالا خلال دعايتهما الانتخابية إنهما يتمسكان بخيار "حل الدولتين"، لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وسيعارضان "الضم" والاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية.

وأقرت خطة السلام الأميركية التي أعلنها ترامب في يناير الماضي حق إسرائيل في ضم المستوطنات وايضا غور الاردن الذي يشكل ثلث مساحة الضفة.

واستذكرت الصحيفة أن لبايدن، دورا مهما في تجميد البناء في القدس إبان إدارة باراك أوباما، في العام 2010 عندما زار إسرائيل كنائب للرئيس.

وفي ذلك الوقت، أعلنت تل أبيب عن خطة لبناء 1800 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "رمات شلومو" شمال القدس، خلال زيارة بايدن لإسرائيل، وهو ما أغضبه واعتبره إهانة.