هل تستمر الهيمنة الآسيوية على كأس العرب

منتخبات عرب أفريقيا تسعى لتثبيت أقدامها في البطولة.
الاثنين 2021/11/22
الجزائر وتونس فرسا رهان عرب أفريقيا

تنطلق منافسات النسخة العاشرة من بطولة كأس العرب، التي ستستضيفها العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من الثلاثين من نوفمبر الجاري وحتى الثامن عشر من ديسمبر المقبل. وستقام البطولة تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وسيشارك في البطولة 16 منتخبا عربيا تم تقسيمها على 4 مجموعات، بحيث يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى ربع النهائي.

الدوحة - سيطرت منتخبات آسيا على البطولة العربية خلال النسخ التسع الماضية بفضل العديد من الأسباب والعوامل التي رجحت كفتها على دول عرب أفريقيا. وتوج العرب من أبناء القارة الصفراء بـ6 ألقاب مقابل 3 ألقاب فقط لمنتخبات عرب أفريقيا.

أسباب لهذا التفوق، قبل أيام قليلة تفصلنا عن النسخة العاشرة من كأس العرب. ولم تتعامل منتخبات عرب أفريقيا بشكل جدي مع البطولة العربية، وعادة ما كانت تشارك بمنتخبات الصف الثاني، لعدم اعتراف اتحادي الكرة في آسيا وأفريقيا، وكذلك الاتحاد الدولي للكرة الفيفا، بالبطولة.

ويفسر هذا السبب الإقبال الكبير على المشاركة في النسخة العاشرة المقبلة في قطر، والتي تشهد مشاركة 16 منتخبا للمرة الأولى تحت مظلة فيفا.

ومع هذا لن تشارك السعودية والجزائر والمغرب في البطولة المقبلة، بلاعبي المنتخب الأول، وستشارك بلاعبي الصف الثاني، للحفاظ على سلامة لاعبيها قبل المرحلة المهمة من التصفيات القارية للمونديال.

واستفادت منتخبات عرب آسيا من عامل الأرض في حسم الكثير من مباريات البطولة وألقابها، إذ لم تخرج ضيافة النسخ التسع الماضية، وحتى النسخة العاشرة المقبلة، عن القارة الآسيوية. وأقيمت النسخ التسع بالترتيب في لبنان 1963، الكويت 1964، العراق 1966، السعودية 1985، الأردن 1988، سوريا 1992، قطر 1998، الكويت 2002، السعودية 2012، وأخيرا قطر 2021.

الاحتراف

منتخبات عرب آسيا الأوفر حظا في الفوز بالكأس
منتخبات عرب آسيا الأوفر حظا في الفوز بالكأس

حرمت أغلب منتخبات عرب أفريقيا من عناصرها المحترفة في الأندية الأوروبية عند مشاركتها في كأس العرب، لاعتبار البطولة ودية وغير رسمية، وهو ما يتيح للأندية الامتناع عن السماح للاعبيها بانضمام للمنتخبات الوطنية.

ومنح هذا الأمر التفوق لمنتخبات عرب آسيا، والتي ليس لدى أغلبها لاعبين محترفين في الخارج، وخاصة المنتخبات الخليجية، وحتى المنتخبات الأخرى مثل الأردن ولبنان وسوريا والعراق لم تكن لديها أعداد كبيرة محترفة بالخارج.

وأعلنت اللجنة المؤقتة للاتحاد السوري عن تشكيلة منتخب سوريا الذي سيشارك في بطولة كأس العرب العاشرة التي ستقام في قطر اعتبارا من نهاية الشهر الحالي. وضمت التشكيلة 15 لاعبا محترفا و8 محليين.

وسيقود المنتخب السوري المدير الفني الجديد الروماني تيتا فاليرو خلفا للمدير السابق نزار محروس. ومن المنتظر أن يصل تيتا إلى دمشق الثلاثاء القادم لتولي المهمة رسميا.

المعروف بصفة عامة أن قوة كرة القدم لدى عرب أفريقيا تتركز في منتخبات تونس والمغرب والجزائر ومصر

وسبق لتيتا أن قاد فريق الاتحاد الحلبي للفوز بكأس الاتحاد الآسيوي 2010 كما قاد منتخب سوريا لفترة قصيرة لمدة أسبوعين في بطولة الأمم الآسيوية في قطر 2011 وخرج فيها منتخب سوريا من الدور الأول بعد فوزه على السعودية 2 - 1 وخسارته أمام اليابان والأردن بنتيجة واحدة 1 - 2. وجاءت سوريا في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات الإمارات وتونس وموريتانيا.

المعروف أن قوة الكرة في عرب أفريقيا تتركز في منتخبات تونس والمغرب والجزائر ومصر، وباستثناء المنتخب التونسي، والذي شارك في النسخة الأولى، تأخرت مشاركة منتخبي مصر والجزائر إلى نسخة 1988، ومنتخب المغرب إلى نسخة 1998.

أما باقي منتخبات عرب أفريقيا فلم يشارك المنتخب السوداني قبل 1998، وموريتانيا 1985، وشاركت ليبيا في النسخة الثانية، ولكنها من المنتخبات التي لم تكن قوية في النسخ الأولى من كأس العرب.

وتتفوق منتخبات عرب آسيا في عدد المشاركات في جميع نسخ البطولة العربية، وهو ما منحها أفضلية حسم الألقاب والمباريات، وعلى سبيل المثال، النسخة الأولى، شاركت فيها 4 منتخبات من عرب آسيا، ومنتخب واحد من عرب أفريقيا.

وربما هذا السبب يكمن في ارتفاع عدد دول عرب آسيا عن عرب أفريقيا، وهو ما منحها حجم مشاركة أكبر، ومنحها أيضا الأفضلية العددية في المنافسة على الألقاب في النسخ الماضية.

توقفات

منتخبات عرب أفريقيا تراهن على الكأس
منتخبات عرب أفريقيا تراهن على الكأس

ساهم عدم انتظام مواعيد بطولات كأس العرب وتعدد التوقفات لأسباب مختلفة في عدم التعامل بجدية أكبر من جانب منتخبات عرب أفريقيا، إلى جانب سبب جماهيري مهم حال دون عدم جدية التعامل.

وتتعامل الجماهير العربية بحساسية زائدة مع المواجهات في ما بينها، ولذا يحاول الكثير منها تجنب المواجهات الودية خشية الخسارة، والعديد من المنتخبات العربية لا تقبل اللعب أمام منتخبات أخرى بعينها إلا إذا كانت مواجهات رسمية.

وساهم توقيت البطولة في اعتذار الكثير من المنتخبات عن عدم المشاركة فيها، وخاصة أن توقيتها عادة ما يكون في شهور الشتاء، والذي يناسب إقامة المباريات في الدول الآسيوية المضيفة.

وعادة ما يكون هذا التوقيت متعارضا مع ارتباطات العديد من منتخبات عرب أفريقيا، خاصة وأن كأس الأمم الأفريقية عادة ما تقام في نفس التوقيت تقريبا وكل عامين، وبالتالي كان الاعتذار عن عدم المشاركة العربية الحل الأمثل والأسلم.

18