هل تدخل إسرائيل في حرب شاملة مع حزب الله

تل أبيب ترى أن احتمالية الحرب مع حزب الله هي الأعلى منذ 2006.
الثلاثاء 2023/08/01
توتر لا يتعدى الخطوط الحمراء

تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل توترات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي اللذين خاضا آخر حرب واسعة بينهما في يوليو 2006، فيما تحذر مصادر أمنية إسرائيلية من أن تململ هذه الجبهة يميل نحو التصعيد.

بيروت – توحي التصريحات المتبادلة على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان بحرب وشيكة، فحزب الله يؤكد أن عملاً ضد إسرائيل “آتٍ حتما”، بينما تحذره الأخيرة من “اللعب بالنار”، لكن المحللين يرون أن تحول الأمر إلى حرب مفتوحة خطوة لا يرغب فيها أي من الطرفين.

وقدر مسؤولون في الجيش الإسرائيلي بأن احتمالية الحرب مع منظمة حزب الله اللبنانية هي الأعلى منذ العام 2006.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاثنين، عن مسؤولين أمنيين وضباط بالجيش الإسرائيلي لم تسمهم، أن “خطر اندلاع حرب مع حزب الله عبر الحدود الشمالية، هو الأعلى منذ نهاية حرب لبنان الثانية في عام 2006”.

وأضافت “يشعر المسؤولون العسكريون بالقلق من أن الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصرالله يدرك الضعف الإسرائيلي وسط الاحتجاجات على التشريعات القضائية وقد يختبر صبر الجيش على الرغم من خطر نشوب صراع شامل”.

محللون أمنيون وعسكريون يرون أن تحول التوتر الحدودي إلى حرب مفتوحة خطوة لا يرغب فيها أي من الطرفين

وتابعت “تم إطلاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المخاوف في اجتماع عقد لمناقشة تزايد التوتر مع المنظمة المدعومة من إيران”.

ويؤكد المحللون أن المعسكرين يدركان أن حرباً جديدة لن تخدم مصلحتهما الآنية. ففي الجانب اللبناني، تشكل الأزمة السياسية والاقتصادية عاملاً لا يمكن إهماله في حسابات الحزب، كما أنه مع وجود أزمة اقتصادية وسياسية وصحية لا يبدو الجو في لبنان ملائماً لأجندة حربية ضد إسرائيل.

ويرى المحلل العسكري أمير بوحبوط أن خطأ واحدا على الحدود من أحد الطرفين يُفسّر بشكل خاطئ من الطرف الآخر، قد يقود إلى حرب بين إسرائيل وحزب الله.

وقال إنه بعد مرور 17 عاما على حرب لبنان الثانية لا يزال الجيش الإسرائيلي يدير حملة علنية وسرية ضد الحزب بشأن موقع الخط الحدودي. ويقوم يوميا بقيادة قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين بعمليات هندسية واسعة لإقامة عائق حدودي متطوّر.

وخلص بوحبوط إلى أن “حجم النيران التي سيطلقها حزب الله باتجاه الجبهة الإسرائيلية (في حال نشوب مواجهة) لن يترك خيارا للمستوى السياسي سوى إصدار الأوامر من اليوم الأول لإرسال قوات برية من الجيش النظامي وجيش الاحتياط إلى داخل لبنان من أجل السيطرة على مواقع إطلاق الصواريخ الكثيرة”.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد دعا إلى تحرك إسرائيلي ضد حزب الله. وقال “يجب الرد في كل مكان، لا يمكننا السكوت على الاستفزازات وخرق الحدود وعبور الخطوط الحمراء، لا في غزة ولا على الحدود الشمالية”، في إشارة إلى الحدود اللبنانية.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن أفعال حزب الله حتى الآن ليست بالخطورة التي كانت عليها في السنوات الماضية عندما جرى إطلاق صواريخ على فترات على إسرائيل، والقيام بشكل منتظم بمحاولات اختطاف جنود إسرائيليين على الحدود.

ومع أن إسرائيل تُقدّر أن حزب الله ليس مهتماً ببدء حربٍ في الوقت الحالي، إلّا أن كبار المسؤولين في الجيش حذّروا مؤخراً من ازدياد ميل الجماعة إلى التحديات التي قد تؤدي إلى حدوث تصعيد غير مقصود. وعلى سبيل المثال، القصف في مارس بالقرب من مجيدو، وإطلاق الصواريخ في أبريل من قبل خلايا حماس في جنوب لبنان.

وفي 21 يونيو الماضي أفادت بعض التقارير بأن عناصر مسلحة من حزب الله نصبت خيمتين على الأراضي الإسرائيلية. وامتنع الجيش الإسرائيلي في البداية عن الإعلان عن هذا الانتهاك من أجل منح حزب الله فرصة “للتراجع” بهدوء. كما استخدم المسؤولون الإسرائيليون القنوات السياسية مع الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة لتوضيح أنه سيتم إزالة الخيمتين بالقوة إذا لم يتم إخلاؤهما، بينما أكدوا أن إسرائيل لا تريد الحرب وستسمح بأن تأخذ الدبلوماسية مجراها.

2