هل تحل التطبيقات المتقدمة مشكلة شحن السيارات الكهربائية؟

تزايد جنوح مصنعي السيارات إلى اعتماد الأنظمة الرقمية المتقدمة، والتي تجتاح بشكل متسارع الطرز الحديثة لقناعة المطورين بجدوى هذه التطبيقات التي يفترض أن تضع حدا للنمط التقليدي للتعامل مع المركبة ومحيطها رغم أنها تحمل في طياتها عيوبا.
برلين - أصبحت تطبيقات المساعدة في تخطيط الرحلات الطويلة باستخدام السيارات الكهربائية مهمة لتجنب المواقف الطارئة، حيث تساعد السائق في تحديد نقاط التوقف ومحطات شحن البطاريات.
وتوفر شبكات الشحن وصانعو السيارات الكثير من تطبيقات الشحن وكلها تحاول القيام بأشكال مختلفة من نفس الشيء، وهو وصول المستخدمين إلى أسرع أجهزة الشحن المتاحة على طول المسار والاستفادة من تلك الخدمة سواء داخل المركبة أو خارجها.
كما تعد تطبيقات الملاحة بديلا جيدا لأنظمة الملاحة المثبتة في المركبة من قبل الشركات المنتجة. وبطبيعة الحال تمثل التطبيقات الحل للطرز التي لم يتم تجهيزها بهذا النظام الحيوي من الأساس.
ومع قرار الاستعانة بنظام ملاحة تبدأ المعاناة وصعوبة الاختيار بسبب كثرة الموديلات المعروضة، والتي تتنوع بين تطبيق الهاتف الذكي ونظام الملاحة الجوال مع الحامل والنظام المدمج. ولكل منها مميزات وعيوب.
وكتب لوكا لايخت الصحافي المتخصص في موضوعات السيارات بمجلة أوتو موتور سبورت الألمانية يقول إن “هذه التطبيقات يمكن أن تكون مفيدة للغاية في الحياة العملية وبخاصة إذا كانت الرحلة تستخدم طرقات المرور الرئيسية مثل الطرقات السريعة”.
ورغم ذلك فالأمور لا تكون بمثل هذه البساطة دائما. فالنظام المستخدم في تخطيط أي طريق يمكن أن يؤدي إلى غياب المعلومات الخاصة بنقاط شحن السيارات الكهربائية عن نظام الملاحة.
وليس ذلك فحسب، بل قد لا يكون نطاق البيانات دقيقا بسبب حساب معدل استهلاك الطاقة في السيارة بطريقة غير صحيحة.
ويرى لايخت أن هذه الأمور تكون أفضل من تخطيط الرحلة باستخدام تطبيقات الحركة والسير، وبخاصة تلك التي تقدمها شركات محطات شحن السيارات الكهربائية.
ويؤكد أن “هذه التطبيقات تعطي المستخدم فكرة عامة جيدة عن أماكن وجود نقاط الشحن، وتصل بسرعة إلى حدودها القصوى عندما يتعلق الأمر بإرشادات الطريق ودقة البيانات”.
ومع ذلك، فالتطبيقات لا تعرف كل شيء. فمثلا لا تكون مفيدة عند البحث عن طرقات بديلة عند حدوث طارئ على الطريق الأساسي، كما أنها لا توفر معلومات عن الحالة المرورية على الطريق.
وعلاوة على ذلك فأغلب تطبيقات السير لا تستطيع حساب معدل استهلاك طاقة البطارية بدقة مما يجعل صاحب السيارة أو السائق مشوش التفكير من أن يقع في موقف سيء عندما يقود مركبته على الطرقات السريعة أو لمسافات طويلة.
ويقول هانز روهايمر الصحافي المتخصص في موضوعات صناعة السيارات إن هذ عيب رئيسي في تطبيقات الملاحة بالنسبة إلى سائقي السيارات الكهربائية.
وأضاف “حتى الآن لا توجد معايير موحدة للوصول إلى البيانات الضرورية في السيارة مثل مستوى شحن البطارية وغير ذلك من المؤشرات".
وأوضح أنه يأمل أن تجعل شركات القطاع مثل هذه البيانات متاحة في المستقبل من خلال تطبيقات مثل أبل كار بلاي وأندرويد أوتو على سبيل المثال.
وحتى يحدث هذا على سائقي السيارات الكهربائية، فمن المفيد إضافة مثل هذه البيانات بشكل مباشر إلى التطبيقات المستخدمة في تخطيط الرحلة.
ولكن حسابات مثل هذه التطبيقات لها حدودها لذلك فإن وجود نظام ملاحة متكامل في السيارة يكون مفيدا عادة في هذه الحالات.
والسبب في ذلك أن نظام الملاحة يعرف عادة مستوى شحن البطارية بطريقة دقيقة، وفي بعض الحالات يضع في الحساب تأثير العوامل الخارجية مثل الطقس ودرجة الحرارة والطبيعة الطوبوغرافية للطريق والتي تقلل أو تزيد من معدل استهلاك الطاقة في السيارة.
وأيضا، لا يوجد أي تطبيق تخطيط رحلات به معلومات عن كل محطات الشحن المتاحة. وهذا الكلام ينطبق كذلك على أنظمة الملاحة للسيارات.
ولذلك، يرى يورغ مالتسان الاستشاري في مجال الطرقات والحركة أنه من الأفضل الدمج بين نظام الملاحة وتطبيق تخطيط الرحلات. فإذا كانت السيارة مزودة بنظام ملاحي، يجب وجود تطبيق تخطيط رحلات كاحتياطي والعكس صحيح أيضا.
وفي معظم الحالات لا تكلف هذه التطبيقات أي رسوم، ولكن لا بد من معرفة أن المستخدم يدفع نظير الخدمات التي تبدو مجانية بشكل ما، وذلك من خلال جمع بياناته الشخصية.
ومن التطبيقات التي لا تقوم بعمليات جمع البيانات، تطبيق أوسم آند لنظامي التشغيل أندرويد وآي.أو.أس وتطبيق ماب فاكتور لأندرويد وآي.أو.أس.
وتستخدم هذه الحلول وأخرى مشابهة خرائط أوبن ستريت ماب، والتي يمكن تنزيلها أيضا للملاحة في وضع عدم الاتصال.
وإذا لم يتم تنشيط سجل المواقع في حساب غوغل الخاص، فستظل الطرقات التي يتم استعراضها باستخدام حلول التطبيقات هذه غير معروفة لشركة الإنترنت.
ويؤكد الخبراء أن الشكل الأكثر عملانية يتمثل في دمج تطبيق الملاحة مع نظام المعلومات والترفيه في السيارة من خلال أندرويد أوتو أو أبل كار بلاي ليتم عرض محتوى الهاتف على الشاشات الأكبر بالسيارة.
وإلى جانب ذلك كله، يشير مايكل لينك الصحافي في مجلة الكمبيوتر سي.تي الألمانية إلى أن المستخدم يحتاج بالإضافة إلى تطبيق الملاحة إلى حامل مناسب من أجل تثبيت الهاتف الذكي جيدا، وهو ما يسهل رؤية الشاشة واستخدام الجهاز بصورة أكثر أمانا.
كما أن الهواتف الذكية تحتاج أيضا إلى التيار الكهربائي لذا عادة ما يكون كابل الشحن ضروريا، نظرا إلى أن نظام الملاحة يستهلك شحنة البطارية بسرعة.
وفي وقت سابق هذا الشهر أعلنت غوغل عن تطوير نظام أندرويد أوتو من خلال إطلاق واجهة مستخدم جديدة مع العديد من الوظائف الإضافية.
وأوضحت الشركة الأميركية أن وظيفة الشاشة المقسمة مع نظام الملاحة على جانب السائق تعتبر هي الوظيفة الرئيسية في التطبيق، الذي ينقل تطبيقات الهاتف الذكي إلى نظام المعلومات والترفيه في السيارات.
وعلى الجانب الأيمن من الشاشة المقسمة تظل هناك مساحة لمشغل الميديا الجديد، والذي يتمتع بشريط جديد يوفر للمستخدم إمكانية التقديم والإرجاع بحرية أثناء تشغيل الأغنيات أو البودكاست.
وأكدت الشركة أن التنسيق الجديد يعمل مع مختلف أحجام الشاشات وتصميماتها في الكثير من موديلات السيارات نظرا إلى أن تطبيق أندرويد Auto يستخدم شاشة السيارة وعناصر الاستعمال الخاصة بها للتحكم في وظائف الهاتف الذكي.
وبالنسبة إلى طريقة الاستعمال فإن اهتمام غوغل ينصب حاليا على أزرار الوصول السريع للملاحة وتشغيل الموسيقى والرسائل والمكالمات الهاتفية.
وتشتمل الوظائف الأخرى على أدوات المساعدة التي تعتمد على السياق من المساعد الصوتي، ومنها مثلا مقترحات للردود القصيرة على الرسائل، والتي تظهر تلقائيا ويتم إرسالها بمجرد النقر عليها، أو المشاركة السريعة لوقت الوصول أو التذكير بالمكالمات الهاتفية الفائتة.
وبالإضافة إلى ذلك، أشارت غوغل إلى أنه يمكن في المستقبل القريب استعمال الهواتف الذكية بيكسل الجديدة التي تصنعها، أو أحدث أجهزة سامسونغ لإجراء مكالمات واتساب عن طريق منصة أندرويد أوتو.