هل تؤسس "دويتشه فيله" الألمانية لقواعد صحافية جديدة

نقابة المحررين في لبنان تقرر متابعة قضية الصحافيين اللبنانيين المفصولين.
الجمعة 2022/02/11
أمر مبرر

برلين – في وقت وافقت فيه “دويتشه فيله” الإعلامية الألمانية على عرض رئيس القسم العربي في المؤسسة تقديم استقالته طوعيا، انتقدت صحافية فلسطينية، فصلتها “دويتشه فيله” الإعلامية الألمانية، تعامل إدارة الشبكة “غير العادل” وفرضها “رقابة على حرية التعبير”.

وقالت مرام سالم، وهي واحدة من الصحافيين العرب الخمسة الذين فصلتهم “دويتشه فيله”، بدعوى استخدامهم عبارات “معادية للسامية”، “أنا لست معادية للسامية، أنا شخص مؤمن بحرية التعبير”، مشيرة إلى أن “توجيه انتقادات لسياسات إسرائيل لا يرقى إلى (اتهام) معاداة السامية”. وأشارت إلى أن “التحقيق الذي أجرته دويتشه فيله لم يتم بطريقة محايدة وموضوعية واستخدمته الإدارة كأداة لتبرير نتيجة محددة مسبقا”.

ونفت الصحافية المزاعم الموجهة ضدها ووصفتها بأنها “فضيحة”، مؤكدة أنها “دافعت دائما عن مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والدين وحقوق الإنسان”.

وأوضحت مرام أن “منشورها على منصة فيسبوك، الذي حققت الإدارة فيه، لم يذكر حتى اليهود أو إسرائيل بل كان ينتقد وضع حرية التعبير في أوروبا”. وأضافت “ألمانيا (تقول) إنها تدعم حرية التعبير، لكن (قولي) بعدم وجود حرية تعبير في أوروبا كان كافيا بالنسبة إليهم لفصلي واتهامي بمعاداة السامية”.

مرام سالم: التحقيق لم يتم بطريقة محايدة وموضوعية واستخدمته الإدارة كأداة لتبرير نتيجة محددة مسبقا

وأكدت الصحافية أن “مزاعم معاداة السامية غالبا ما تستخدم للحدّ من حرية التعبير وتقييد النقد لسياسات إسرائيل وأفعالها”.

والثلاثاء، أعلن المدير العام لشبكة “دويتشه فيله” بيتر ليمبورغ في مؤتمر صحافي، أنه تم فصل 5 صحافيين عرب، بعد تحقيق استمر لشهرين، لاتهامهم بـ”معاداة السامية”، وأن التحقيقات مستمرة بحق 8 آخرين لنفس السبب.

وسابقا، تعرضت “دويتشه فيله” لانتقادات بسبب ما وصفه نشطاء بـ”تغطيتها المنحازة” للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن إدارتها تقول إن ألمانيا تتحمل مسؤولية خاصة عن إسرائيل، نتيجة الجرائم النازية التي ارتكبت ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

والأربعاء، أعرب “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” عن قلقه البالغ إزاء قرار “دويتشه فيله” طرد خمسة صحافيين من أصول عربية، من بينهم لبنانيان، بعد ما وصفه بـ”تحقيق منحاز استمر شهرين في مزاعم معاداة السامية”. وحذر “الأورومتوسطي” في بيان له، من أنّ مثل هذه الإجراءات “لن تؤدي إلا إلى فتح الباب على مصراعيه لتصعيد حملة التطهير ضد العرب في وسائل الإعلام الألمانية”.

وقررت نقابة المحررين في لبنان متابعة قضية الصحافيين اللبنانيين المفصولين، قائلة إنها ستتابع “هذا الموضوع قانونيا إذا ارتأى الصحافيون مقاضاة دويتشه فيله”. كما وجه نقيب المحررين اللبنانيين جوزيف القصيفي رسائل إلى كل من “الاتحاد العام للصحافيين العرب” و”الاتحاد الدولي للصحافيين” مطالبا كلا منهما “باتخاذ الموقف المناسب” بالدفاع عن الصحافيين اللبنانيين، حسبما نقلت وكالة “أسوشييتد برس”.

وشارك في لجنة التحقيق مفوضة ولاية شمال الراين ويستفاليا لشؤون معاداة السامية ووزيرة العدل الاتحادية السابقة زابينه لويتهويزر – شنارينبيرغر، والمتخصص في علم النفس أحمد منصور. وذكر تقرير لجنة التحقيق أن إيقاف خمسة من موظفي “دويتشه فيله” عن العمل أمر “مبرر”، بسبب التعليقات التي نشروها على حساباتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.

☚ فصل 5 صحافيين عرب، بعد تحقيق استمر لشهرين، لاتهامهم بـ"معاداة السامية"

بالإضافة إلى ذلك أشار التقرير إلى وجود تعليقات إشكالية نشرها ثمانية موظفين آخرون، وأنها تستدعي التحقيق الدقيق. وأكدت اللجنة أنّ على مؤسسة “دويتشه فيله” تحسين إجراءاتها في عملية توظيف الصحافيين في القسم العربي وفي الأقسام الأخرى أيضا، ووضع دليل واضح يتضمن تعريفات وتفسيرات لمفردات تتعلق بمعاداة السامية وكراهية إسرائيل وتمييزها عن توجيه النقد المشروع لإسرائيل. كما يجب توضيح هذه النقاط بشكل مكثف ومستمر في حال تدريب موظفين جدد وكذلك عند التدريب الداخلي للموظفين.

أما في ما يتعلق باختيار شركاء ترويج المحتوى الصحافي لـ”دويتشه فيله” في منطقة الشرق الأوسط فقد توصلت اللجنة إلى أن عدد الحالات التي ترقى إلى الانتقاد قليلة، مؤكدة على ضرورة إيجاد معايير لاختيار الشركاء.

وكانت مؤسسة “دويتشه فيله” الإعلامية الألمانية أعلنت تعليق التعاون مع قناة “رؤيا” الأردنية. وأوضحت المؤسسة الإعلامية أن السبب في هذه الخطوة يرجع إلى “قيام القناة بنشر تعليقات ورسوم كاريكاتيرية معادية لإسرائيل ومعادية للسامية في وسائل التواصل الاجتماعي”.

من جانبها، وجهت مجموعة رؤيا الإعلامية إنذارا خطيا لـ”دويتشه فيله” يبلغها ضرورة التزامها بالاتفاقيات الموقعة مع “رؤيا” وفقا للقوانين المعمول بها. وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة رؤيا فارس الصايغ أنه وبحسب الإنذار الخطي سيتم إمهال “دويتشه فيله” الألمانية أسبوعا لإرسال ردها على الإنذار الذي تلقته. وكشف أنه وفي حال لم تف “دويتشه فيله” بالتزاماتها وفقا للاتفاقيات التي وقعتها سابقا، فإن مجموعة رؤيا الإعلامية تدرس رفع دعوى قضائية أمام المحاكم المختصة في الأردن وألمانيا بحق (DW) التي تعتبر وفقا لأحكام القانون سارية المفعول حاليا.

وقال الصايغ إن مجموعة رؤيا الإعلامية ومنذ انطلاقها لم تخرج عن المضمون الإعلامي والإطار الأخلاقي، وذلك من منطلق تأديتها رسالتها بشكل راق لا يخالف الأطر الإعلامية الملتزمة، حفاظا على المبادئ أولا، وعلى العقود المبرمة مع أي أطراف.

16