هل تؤدي عودة جونسون بحزب المحافظين إلى دوامة الموت

لندن- حذر الزعيم السابق لحزب المحافظين وليام هيغ من أن عودة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، بعد أسابيع من إجباره على التنحي، ستؤدي بالحزب إلى “دوامة الموت” في رسالة واضحة على رفض شق من قيادات الحزب وأنصاره لهذه العودة.
وكان جونسون قد قدم استقالته بعدما أعلن 53 من أعضاء الحكومة بينهم خمسة وزراء استقالاتهم، في تحرك جماعي للضغط عليه في محاولة لتطويق فضيحة الحفلات في داونينغ ستريت أثناء الحجر الصحي.
وعاد جونسون إلى بريطانيا مع تفكيره في محاولة جسورة للفوز برئاسة الوزراء لفترة ثانية، مع تحذيرات من بعض زملائه من أن عودته قد تثير مزيدا من الفوضى السياسية.
وفي بداية محمومة للأسبوع الجاري، اندفع المرشحون المحتملون لخلافة رئيسة الوزراء ليز تراس، التي استقالت يوم الخميس بعد توليها السلطة لستة أسابيع فقط، لتأمين ما يكفي من التأييد للتنافس على زعامة الحزب قبل الموعد النهائي يوم الاثنين.
وحصل جونسون، الذي كان يقضي عطلة في منطقة البحر الكاريبي عندما استقالت تراس ولم يدل بأيّ تصريحات عن عرض لاستعادة منصبه السابق، على دعم العشرات من النواب المحافظين لكنه يحتاج إلى تأمين 100 ترشيح لخوض المنافسة.
وقال وزير التجارة جيمس دودريدج الجمعة إن جونسون أبلغه بأنه “مستعد لذلك”. وقال السبت إن رئيس الوزراء السابق وصل إلى نصاب التأييد المطلوب لخوض السباق وهو 100 نائب، غير أن إحصاء آخر أظهر أنه حصل على تأييد 40 نائبا فقط في حين حصل وزير المالية السابق ريشي سوناك الأوفر حظا على ما يزيد من 100 مؤيد.
وأمام المرشحين حتى ظهر الاثنين لتقديم هذه التزكية. بعد ذلك، يتعين على النواب إما الاتفاق على اسمين يجب على أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفا اتخاذ قرار بشأنهما من طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول الجمعة 28 أكتوبر، وإما على اسم واحد يتولى بأثر فوري منصب رئيس الوزراء.
وكانت وزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت أول مرشحة تعلن رسميا عزمها خوض المنافسة على زعامة حزب المحافظين، لكن الإحصاء الآخر الذي نقلته رويترز أظهر أنها حصلت على تأييد 22 فقط حتى الآن. والموعد النهائي لخوص المنافسة هو الساعة 13:00 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين.
وبحسب مراسل قناة سكاي نيوز، تعرض جونسون لصيحات استهجان من بعض ركاب الطائرة التي كان على متنها ووصلت إلى لندن صباح السبت.
وسيكون فوز جونسون بالمنصب عودة مذهلة للصحفي ورئيس بلدية لندن السابق الذي غادر داونينغ ستريت وسط فضيحة قائلا إن زملاءه أعضاء البرلمان عن الحزب الذي ينتمي إليه “غيروا القواعد في منتصف الطريق” لمنعه من استكمال فترته في المنصب.
ويعد احتمال عودة جونسون إلى الحكومة مسألة مثيرة للاستقطاب بالنسبة إلى الكثيرين في حزب المحافظين، المنقسم بشدة بعد تعاقب أربعة رؤساء وزراء في غضون ست سنوات.
وبالنسبة إلى بعض النواب المحافظين، فإن جونسون هو الفائز بالأصوات والقادر على جذب الجميع في أنحاء بريطانيا بوصفه أحد المشاهير وصورته كشخصية متفائلة ونشطة. وبالنسبة إلى الآخرين، فهو شخصية غير مرغوب فيها وأنه سيبذل جهودا مضنية من أجل إعادة توحيد الحزب، وبالتالي ربما يقوّض الجهود المبذولة لبناء قيادة مستقرة لتهدئة الأسواق المالية المضطربة.
وقالت وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل إن رئيسها القديم لديه “التفويض لتحقيق البرنامج الانتخابي (للحزب) وسجل حافل في اتخاذ القرارات الكبيرة بشكل صحيح”.
وقال آندرو بريدجن، وهو عضو آخر في البرلمان من حزب المحافظين، إنه ربما يستقيل من المجموعة البرلمانية إذا عاد جونسون إلى المنصب.
وإذا تمكن جونسون من الحصول على ما يكفيه من الترشيحات، فربما يتنافس مباشرة مع سوناك الذي استقال من منصب وزير ماليته في يوليو قائلا إن رئيسه السابق لم يكن قادرا على اتخاذ قرارات صعبة.
واتسمت الأشهر الأخيرة لحكم جونسون بالعديد من الفضائح، من بينها “بارتي غيت” التي اعتقدت الشرطة أنه خالف فيها القانون.
ولا يزال يخضع للتحقيق من قبل لجنة المعايير البرلمانية، الأمر الذي قد يؤدي، من الناحية النظرية، إلى تعليق عمله في البرلمان أو حتى طرده.