هل بيع أسهم من موزاييك أف.أم التونسية جزء من صفقة الإفراج عن مديرها

تونس - أثار الإعلان عن بدء بيع أسهم من إذاعة موزاييك.أف.أم التونسية الخاصة جدلا في تونس وأسئلة حول صفقة تم بموجبها الإفراج عن مديرها نورالدين بوطار.
وغادر مدير إذاعة موزاييك أف.أم الواسعة الانتشار نورالدين بوطار السجن الخميس بعد دفع كفالة، وكان موقوفا منذ فبراير في قضيتي غسل أموال وتآمر على أمن الدولة، وفق ما صرحت به محاميته لوكالة فرانس برس.
والأربعاء وافقت محكمة الاستئناف في تونس على طلب فريق الدفاع عن بوطار، مدير الإذاعة الأكثر متابعة في تونس، الإفراج عنه، لكن لقاء كفالة مالية قدرها مليون دينار (نحو 300 ألف يورو).
وقالت محاميته دليلة مصدق “غادر السجن بعد أن تم دفع الكفالة التي شارك في جمعها أفراد من عائلته والعاملون في الراديو والمقربون منه”.
بقية ملكية موزاييك على ملك مجموعة من رجال الأعمال الذين يمتلكون أسهما في إذاعات خاصة أخرى أيضا
وأوقف بوطار في 13 فبراير في إطار حملة توقيفات طالت معارضين وشخصيات بارزة، على خلفية اتهامهم بالتآمر ضد أمن الدولة. ووصف الرئيس قيس سعيّد الموقوفين بأنهم “إرهابيون” و”يتآمرون على أمن الدولة الداخلي والخارجي”.
وأصدر القضاء بطاقة إيداع بالسجن في حق بوطار بتهمة غسل الأموال في إطار قضية لا يزال يلاحق على خلفيتها وعلى خلفية قضية التآمر على أمن الدولة.
ولطالما دفع ببراءته، معتبرا أنه أوقف بسبب الخط التحريري لإذاعته. وأدى توقيفه مع عشرين من المعارضين ورجال الأعمال إلى تعبئة واسعة للمجتمع المدني.
وكشف الناشط السياسي طارق الكحلاوي أن الإفراج عن مدير إذاعة موزاييك أف.أم لم يكن صدفة بل جاء بعد بيع جزء من أسهم الإذاعة.
وقال الكحلاوي، نقلا عن أرقام البورصة التونسية، إن بوطار تخلى عن حوالي 13 في المئة من الأسهم لصالح شركة على ملك طارق بوشماوي ولم يبق له سوى 20 في المئة وبالتالي فقد سيطرته الكاملة على الإذاعة.
يذكر أن بقية ملكية موزاييك على ملك مجموعة من رجال الأعمال الذين يمتلكون أسهما في إذاعات خاصة أخرى أيضا.

وأعلنت شركة الكرامة القابضة عن توقيع اتفاق التفويت في نسبة 13.28 في المئة من رأس مال الشركة المتوسطية للإعلام والاتصالات بسعر جملي يناهز 2.4 مليون دينار تونسي، لصالح شركة “بي أي للخدمات”.
وأفادت الكرامة القابضة بأن عملية التفويت التي أشرفت عليها جرت بمرافقة من مكتب الاستشارة “فيكوم” لصالح شركة “بي أي للخدمات”، دون تقديم تفاصيل عن مجال نشاط هذه الشركة.
ويشار إلى أن شركة “المتوسطية للميديا والاتصالات” هي شركة ذات مسؤولية محدودة أحدثت سنة 2003 وتنشط أساسا في مجال الإنتاج والنشر السمعي – البصري والخدمات ذات العلاقة بالميديا، وهي تستغل حاليا رخصة بثّ إذاعة موزاييك أف.أم.
ويبلغ رأس مال الشركة المتوسطية للإعلام والاتصالات 3633700 دينار، وهو موزع إلى 36337 حصة اجتماعية بقيمة 100 دينار الحصة الواحدة.
وتساءل إعلامي:
على موقع موزاييك أف. أم نقرأ الآتي: “أعلنت شركة الكرامة القابضة عن توقيع اتفاق التفويت في نسبة 13.28 في المئة من رأس مال الشركة المتوسطية للإعلام والاتصالات بسعر جملي يناهز 2.4 مليون دينار، لصالح شركة بي أي للخدمات”.
السؤال: هل يُعقل أن يجهل أهل الدار الجهة التي باتت شريكا، ويجهلوا نشاطها، علما أنّ العروض قُدّمت في نهاية العام الماضي؟
ويعتقد مراقبون أن الأمر مقدمة لتغيير خط التحرير في المؤسسة الإعلامية التي يملكها رجال أعمال.
وكانت إذاعة موزاييك أف.أم الخاصة قالت إن القضاء حكم بسجن مديرها بوطار الموقوف على ذمة التحقيق منذ أسبوع بسبب خط التحرير.
وبخصوص الخط التحريري لإذاعة موزاييك أف.أم أكد بوطار أن هذه المسألة ينظمها الميثاق التحريري الذي اعتمدته أسرة تحرير موزاييك منذ سنوات ولا دخل للإدارة فيه وذلك عملا بقاعدة “الخبر مقدس والتعليق حرّ”.
وقال بوطار إن هناك فِرق إعداد تشرف على برامج المذيعين. وسأل المحقق بوطار عن كرونيكورات الإذاعة (المذيعين) ومن يملي عليهم محتوى فقراتهم؟ وأجاب، وفق المحامية، بأنه “لا يتدخل في الخط التحريري ولا في آراء الكرونيكورات”.