هل بدأت تركيا عمليتها العسكرية في سوريا بعد قصف منبج

شنت تركيا السبت قصفا صاروخيا على تل السيرياتيل في قرية الحلونجي شمال مدينة منبج بريف حلب الشرقي، في خطوة تثير تساؤلات حول فرضية أن تكون تمهيدا لبدء عملية عسكرية تلوّح بها أنقرة لتوسيع “المنطقة الآمنة”، التي يبلغ عمقها 30 كيلومترا على الحدود، تستهدف منطقتي تل رفعت ومنبج ومناطق أخرى شرق سوريا.
دمشق- أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت بأن القوات التركية نفذت قصفا صاروخيا استهدف تل السيرياتيل في قرية الحلونجي شمال مدينة منبج بريف حلب الشرقي في سوريا.
وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، في بيان صحافي نشره السبت، إن القصف أدى إلى اندلاع حرائق في الموقع الذي جرى استهدافه، مشيرا إلى قصف القوات التركية بالقذائف الصاروخية قرية بينه/أبين التابعة لناحية شيراوا بريف مدينة عفرين، دون ورود معلومات عن حجم الأضرار.
وكشف المرصد عن تحليق مروحيتين روسيتين على ارتفاع منخفض فوق خطوط التماس بين قوات النظام والقوى العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” من جهة، و”الجيش الوطني” التابع للمعارضة والقوات التركية من جهة أخرى، في ريف مدينة الباب وصولا إلى أجواء ريف مدينة مارع بريف حلب الشمالي الشرقي، قبل أن تعود المروحيتان إلى نقطة انطلاقهما في مطار كويرس.
وأشار المرصد إلى أن مئات العناصر من قوات النظام السوري، بدأت بالانتشار خلال الساعات الماضية ضمن مناطق متفرقة في ريف منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
ووفق المرصد، يقدر تعداد قوات النظام، التي سوف تنتشر في تلك المنطقة، بنحو 2000 عنصر على الأقل، وستتركز في مناطق ما يعرف بخط الساجور بريف منبج عند الحدود السورية – التركية، لافتا إلى أن ذلك يأتي في ظل الحديث عن عملية عسكرية تركية في المنطقة.
وكشفت مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية الجمعة أنها منعت الخميس رتلا عسكريا تابعا للجيش السوري من الدخول إلى منطقة منبج بريف حلب الشرقي، خوفا من السيطرة على المدينة.
وأكدت المصادر أن “حاجز التايه غرب مدينة منبج التابع لقوات سوريا الديمقراطية منع رتلا يضم المئات من عناصر القوات الحكومية السورية، معززا بدبابات ومدفعية ثقيلة، من الدخول باتجاه مدينة منبج الخميس”.
وأوضحت تلك المصادر أن مجلس منبج العسكري منع الرتل العسكري من الدخول خوفا من سيطرة القوات الحكومية السورية على المدينة بالتعاون مع خلايا نائمة تتبع لها في مدينة منبج وريفها، قبل اقتحام المدينة من قبل فصائل المعارضة السورية.
وتنتظر فصائل المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي قرارا من القيادة التركية لبدء عملية عسكرية في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي. وينتشر الجيش السوري في نقاط عسكرية صغيرة شمال مدينة منبج وغربها على خطوط الجبهة مع فصائل المعارضة.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أكد الجمعة أن سوريا ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها، مشيرا إلى أنه ستكون هناك مقاومة شعبية لهذا الغزو.
وقال الأسد في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، “إذا كان هناك غزو فستكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى… طبعا في الأماكن التي يوجد فيها الجيش السوري، وهو لا يوجد في كل المناطق في سوريا، وعندما تسمح الظروف العسكرية بالمواجهة المباشرة سنفعل هذا الشيء”.
وأضاف الأسد، في المقابلة التي أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أجزاء منها، “منذ عامين ونصف العام حصل صدام بين الجيشين السوري والتركي، وتمكن الجيش السوري من تدمير بعض الأهداف التركية التي دخلت إلى الأراضي السورية، سيكون الوضع نفسه بحسب ما تسمح الإمكانيات العسكرية، عدا عن ذلك ستكون هناك مقاومة شعبية”.
فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة تنتظر قرارا من تركيا لبدء عملية عسكرية في ريف حلب الشمالي والشرقي
وأكد الأسد أن روسيا تتعرض لحرب لا يمكن ربطها بموضوع توسع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بل هي حرب مستمرة ولم تتوقف حتى قبل الشيوعية وقبل الحرب العالمية الأولى، مشددا على أن قوة روسيا اليوم تشكل استعادة للتوازن الدولي المفقود. وأضاف أن “هذا التوازن الذي ننشده ينعكس بالدرجة الأولى على الدول الصغرى وسوريا واحدة منها”.
وقال مسؤولون أتراك ومسؤولون في المعارضة السورية المسلحة إن روسيا وسوريا عززتا قواتهما في شمال سوريا، حيث يحتمل أن تشن تركيا قريبا هجوما ضد المقاتلين الأكراد، في حين تستعد أنقرة لمحادثات مع موسكو.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أسبوعين إن تركيا ستشن عمليات عسكرية جديدة في سوريا لتوسيع “المنطقة الآمنة”، التي يبلغ عمقها 30 كيلومترا على الحدود، تستهدف منطقتي تل رفعت ومنبج ومناطق أخرى جهة الشرق.