هل اعترف السيسي بالشرع رئيسا مؤقتا لسوريا

القاهرة - هنّأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الجمعة أحمد الشرع على تولّيه الرئاسة الانتقالية لسوريا، وذلك بعد يومين على تعيينه في هذا المنصب، في خطوة بدت كأنها اعتراف بالشرع الذي سبق أن وصفه وزير الخارجية المصري بسلطة الأمر الواقع.
وقال السيسي في منشور عبر حسابه الرسمي على فيسبوك "أتوجّه بالتهنئة للسيد أحمد الشرع لتولّيه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية، خلال المرحلة الانتقالية".
وأضاف السيسي "تمنياتي له بالنجاح في تحقيق تطلّعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار".
وتولّى الشرع الأربعاء رئاسة سوريا لفترة انتقالية لم تحدّد مدّتها، وذلك بعد أقلّ من شهرين على قيادته هجوما لفصائل معارضة أطاح الرئيس بشار الأسد.
وغداة تولّيه منصبه الجديد، استقبل الشرع في دمشق أمير قطر الذي أصبح بذلك أول رئيس دولة يزور سوريا منذ الإطاحة بالأسد.
وقالت السلطات السورية الجديدة الأربعاء إن الشرع كُلف بتشكيل هيئة تشريعية انتقالية. وأعلنوا حل كل المجموعات المسلحة التي شاركت في إسقاط الأسد، بالإضافة إلى جيش الحكومة السابقة.
وتأتي تهنئة السيسي في ظل موقف مصري متردد إزاء تطبيع العلاقات بالكامل مع دمشق، إذ لا تزال القاهرة توازن بين مصالحها الإقليمية وموقفها الداعم للحل السياسي في سوريا.
فمنذ استولى المتمردون بقيادة الإسلاميين على السلطة في ديسمبر، أبقت القاهرة السلطات الجديدة في سوريا على مسافة منها.
وأثار وصول الإسلاميين إلى السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد قلق مصر عقب عشر سنوات على تولّي السيسي الرئاسة إثر إسقاط جماعة الإخوان المسلمين من الحكم.
ورغم إعادة فتح قنوات تواصل دبلوماسية خلال الفترة الأخيرة، لم يصل الموقف المصري إلى حد الاعتراف الكامل بالإدارة السورية الجديدة أو تعزيز العلاقات الثنائية بوضوح.
وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، قد انتظر ثلاثة أسابيع قبل أن يتصل بنظيره السوري الجديد أسعد الشيباني داعيا سلطات الأمر الواقع إلى تنفيذ عملية انتقال سياسي "تتّسم... بالشمولية".
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لاستكشاف مواقف السلطات السورية الجديدة قبل اتخاذ أي قرارات استراتيجية بشأن العلاقات المستقبلية.
ودعمت القاهرة الأسد حتى لحظات حكمه الأخيرة، وقد تعاملت منذ سقوطه مع سوريا بحذر شديد إذ أرسلت إليها مساعدات إنسانية وأجرت اتصالات دبلوماسية، ودعت في الوقت نفسه مرارا إلى انتقال سياسي شامل في هذا البلد.
وفي الأيام التي تلت سقوط الأسد اتسمت تصريحات السيسي بالحذر. وقال خلال لقاء مع صحافيين إن "أصحاب البلد" هم من يتخذون القرارات في الوقت الحالي في سوريا و"إما أن يهدموها أو يبنوها".