هل أصبح تويتر ساحة للمعلومات المضللة أم الموثوقة بقيادة ماسك

خبراء يرون أن نشاط إيلون ماسك على تويتر مقلق ولا يرتبط فقط بنفوذه.
الجمعة 2023/04/21
تضليل بالجملة

واشنطن - وعد إيلون ماسك بجعل تويتر “مصدر المعلومات الأكثر موثوقية”، لكن يبدو أن الملياردير أعطى بدلاً من ذلك مساحة أكبر لمروجي المعلومات المضللة عبر المنصة، بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس.

فمنذ تسلمه رئاسة شبكة التواصل الاجتماعي في أكتوبر الماضي، ردد ماسك الكثير عن نظرية المؤامرة من خلال حسابه الشخصي، لاسيما حول الحرب في أوكرانيا أو الاعتداء على زوج نانسي بيلوسي الزعيمة السابقة للديمقراطيين في الكونغرس الأميركي.

وفي الأسبوع الماضي رد ماسك على مستخدم تساءل عن النقص ”الغامض” في الإصابات بالإنفلونزا أثناء جائحة كوفيد. وعلق رئيس تويتر كاتباً “سؤال جيد”، وهو الذي تفاعل مرات عدة في السابق مع مستخدمين مناهضين للتطعيم وأعرب عن شكوك لديه بشأن مدى خطورة الأزمة الصحية.

وهذا الرد جزء من تبادل لرسائل لا تقل عن أربعين مع حساب يحمل اسم “كانيكوا ذي غريت”، وهو ملف شخصي يشارك بانتظام نظرية المؤامرة مع أكثر من 370 ألف متابع، ويقول صاحبه عبر النبذة المرفقة بملفه إن “إيلون أعاد إحياءه”.

بريندان نيهان: ماسك يوسّع انتشار أسوأ الأصوات على موقع تويتر
بريندان نيهان: ماسك يوسّع انتشار أسوأ الأصوات على موقع تويتر

وبفضل بيانات أوردها موقع “بوليتي تويت” الذي جمع محتويات منشورة من شخصيات عامة على تويتر قبل أن تحدّ الشبكة هذه الإمكانية، تمكنت وكالة فرانس برس من تحليل الآلاف من الرسائل التي نشرها إيلون ماسك بين أكتوبر 2022 ومارس 2023.

وفي غضون أشهر قليلة، نشر الملياردير مقالاً كاذباً يحمل شعار قناة “سي.إن.إن” الأميركية، وأكد أيضاً أن الشرطة واكبت أحد مهاجمي مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير 2021، فيما تبيّن زيف هذه المعلومة.

وفي الآونة الأخيرة، سلط ماسك الضوء على منشور ذي طابع تمييزي يلقي باللائمة على أفراد مجتمع المثليين في بعض عمليات إطلاق النار المميتة، وهي حوادث مأساوية تتكرر بكثرة في الولايات المتحدة.

وكتب ماسك في مارس الفائت “ستنفد لدينا سريعاً نظرية المؤامرة التي يتبين في نهاية المطاف بأنها صحيحة!”، وذلك رداً على تغريدة وصف صاحبها المعلومات التي تفيد بأن اللقاح كان حلاً فعالاً وآمناً للحماية من كوفيد بأنها “أكاذيب”.

وبعد بضعة أيام، غرد رئيس شركة “سبايس إكس” بأن أفضل طريقة لمكافحة المعلومات المضللة هي “الرد عليها بحقائق مثبتة”.

ويقول خبراء إن نشاط ماسك على تويتر مقلق، وهو أمر لا يرتبط فقط بنفوذه. وقال الأستاذ المتخصص في العلوم السياسية في جامعة دارتموث بريندان نيهان إن “ماسك لديه ما يقرب من 135 مليون متابع، كما أنه أجبر مهندسيه على زيادة انتشار تغريداته، لذلك يجب أن نشعر بالقلق”.

ماسك سلط في الآونة الأخيرة الضوء على منشور ذي طابع تمييزي يلقي باللائمة على أفراد مجتمع المثليين في بعض عمليات إطلاق النار المميتة

وأضاف “لكنني قبل كل شيء قلق بشأن ما تكشفه هذه التغريدات حول منطق الشخص المسؤول عن القرارات الخاصة بشبكة اجتماعية رئيسية”.

ورصد الباحثون رابطاً بين التغييرات الأخيرة التي أجراها إيلون ماسك في تويتر، مثل فرض بدل مالي مقابل توثيق الحسابات وإعادة تفعيل بعض الحسابات التي حُظرت سابقاً من المنصة، وبين تزايد انتشار المعلومات المضللة على الشبكة.

ولاحظ موقع “نيوزغارد” للتحليل الإعلامي أن الحسابات التي يدفع أصحابها مقابل الحصول على علامات التوثيق تغرق المنصة بمعلومات خاطئة.

وقد فاقم إيلون ماسك الوضع من خلال لفت الانتباه إلى هذه الحسابات.

ويفصل تقرير نشره في يناير معهد الحوار الإستراتيجي، وهو مختبر مستقل لمكافحة التطرف مقره لندن، التبادل المتزايد للرسائل بين ماسك والحسابات التي تشارك محتويات يمينية متطرفة منذ استحواذه على تويتر.

وبحسب بريندان نيهان، فإن “ماسك يوسّع انتشار أسوأ الأصوات على تويتر”، ما قد “يزيد القدرة على الوصول إلى هذه الحسابات ويعزز أهميتها”.

وردا على أسئلة طرحتها وكالة فرانس برس، اكتفت الخدمة الصحافية على تويتر بإرسال الرد التلقائي، وهو رمز تعبيري على شكل كومة براز.

 

• اقرأ أيضا:

         بعد تردد.. إيلون ماسك يدخل سباق روبوتات المحادثة

5