هل أخضع لبنان الطائرات العراقية للتفتيش خشية تمويل حزب الله

بيروت – تداولت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الاثنين، أنباء عن بدء الأجهزة الأمنية اللبنانية بتفتيش الرحلات القادمة من العراق، للتأكد من عدم حملها أموالا مرسلة إلى حزب الله، وذلك أن نشرت صحيفة التايم البريطانية تقريرا بشأن خطط إيرانية لتسليح الحزب عبر الجو أو البحر أو نقل أموال إليه نتيجة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان همزة وصل لإيصال الدعم العسكري والمالي في محطات عديدة سابقة.
وقالت صحيفة "ليبانون ديبايت"، اليوم الاثنين "على غرار ما حصل سابقا من حالات تفتيش للطائرات القادمة من إيران، يحدث الأمر نفسه بالنسبة إلى الرحلات الجوية القادمة من العراق، حيث تخضع الرحلات لتفتيش أمني دقيق بداعي التحقق من احتمال نقلها أموال أو أرصدة لمصلحة حزب الله".
ويأتي هذا الإجراء في ظل تصاعد الجهود الدولية والمحلية لوقف الدعم المالي الإيراني لحزب الله، خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وانتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية.
ووفقا لصحيفة "النهار" اللبنانية وعن الأنباء عن وصول أموال من العراق، فإن هذه المبالغ تأتي من المراقد والعتبات المقدسة في العراق، وتحديدا من النجف، حيث يتم جمع مبالغ كبيرة من الزكاة والتبرعات، ويتم تحويلها إلى حزب الله في لبنان.
لكن مصدر أمني أكد في تصريح للصحيفة أن إجراءات التفتيش التي تخضع لها الطائرات هي روتينية، وتشمل جميع الرحلات القادمة إلى المطار، بغض النظر عن جهة قدومها، سواء من العراق أو غيره من البلدان.
وقال المصدر إن "التدابير الطبيعية والإجراءات التفتيشية مشابهة لكل الطائرات"، نافياً وجود أي إجراءات استثنائية للرحلات القادمة من العراق.
وفي نوفمبر المضي، كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله عن منع أميركي لهبوط طائرة مساعدات عراقية في مطار بيروت، حيث اشترطت ان تمر المساعدات العراقية الى الأردن أولا لإخضاعها للتفتيش قبل هبوطها في بيروت. لكن هذه المعلومات لم تتأكد رسميا.
والشهر الماضي، تظاهر العشرات من الأشخاص من أنصار حزب الله في محيط مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة اللبنانية بيروت، احتجاجاً على تفتيش طائرة إيرانية قادمة من طهران.
وخضعت طائرة إيرانية للتفتيش بعد رفض أحد الدبلوماسيين الإيرانيين فيها للإجراءات، لكن السفارة الإيرانية أوضحت أن أموالا يحملها الدبلوماسي كانت لنفقات تشيغلية لسفارة طهران في بيروت.
وأكد وزير الداخلية آنذاك بسام المولوي أن كل من يمر عبر مطار بيروت يخضع للتفتيش دون استثناء.
وتشير هذه الحادثة لتداعيات سقوط نظام الأسد الذي ساهم في نقل معدات عسكرية وأموال إيرانية لحزب الله عبر الحدود البرية.
ورغم تقليل مسؤولين إيرانيين على رأسهم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من تداعيات سقوط نظام الأسد لكن الواقع يشير لعكس ذلك.
وكانت وسائل إعلام عبرية تحدثت في السابق عما وصفتها ببنود سرية في الاتفاق الأميركي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تتعلق أساسا بتقييد تحرك طهران في لبنان.
وكان وزير النقل العراقي قد أعلن أن العراق سيسمح لشركة الطيران الوطنية باستئناف الرحلات إلى لبنان في 30 ديسمبر الفائت بعد تعليقها في وقت سابق من الشهر نفسه.