"هدية" أمير قطر لأردوغان تغضب الأتراك

إسطنبول - شكك معارضون أتراك في أن يكون أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قدم هدية - وهي عبارة عن "طائرة رئاسية"- للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدين أن رئيسهم قام بشراء تلك الطائرة المعروضة أصلا للبيع في وقت يمر فيه بلدهم بأزمة اقتصادية خانقة.
وعلى الرغم أن أردوغان دافع بنفسه عن "الهدية الفاخرة" من أمير قطر إلا أن النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض سزجين تانريكولو عبر عن قلقه من أن تكون الطائرة من طراز بوينغ 747 مشتراة وليست مهداة.
وتمر تركيا بوضع اقتصادي صعب نتيجة التدهور القياسي للعملة المحلية أمام الدولار. وتشير تقارير إلى أن أمير قطر أهدى أردوغان الطائرة التي قالت وسائل إعلام تركية إنها من طراز بوينغ 747 مما أثار انتقادات من المعارضة التركية.
وأوضح أردوغان في تعليقه على انتقادات المعارضة أن الطائرة هدية لم يتم دفع أموال مقابلها ومهداة للدولة التركية وليس له بشكل شخصي.
وانتقد كمال كيليتشدار أوغلو زعيم أكبر أحزاب المعارضة التركية الأمر. وقال الاثنين "إن دولة الجمهورية التركية لا يجب أن تقبل طائرة مهداة من شيخ".
وأضاف في تصريح تلفزيوني "إذا كانت ملك الدولة فليصعد المواطنون إليها. هل بإمكان أي مواطن أن يصعد إليها؟ لا".
ودعا كيليتشدار أوغلو أردوغان إلى إعادة هذه الطائرة "الفائقة الفخامة" في "صباح الغد" إلى قطر.
والطائرة التي تتسع في العادة لنقل 400 راكب تم تعديلها لتقل 76 شخصا فقط. كما يوجد بها 7 غرف نوم وغرفة نوم للضيوف وغرفة طبية ومنطقة لطاقم الطائرة.
ويوجد بمقدمة الطائرة قاعة استقبال رسمية وقاعة أخرى تسع 14 راكبا وغرفة اجتماعات بها مائدة عشاء طولها 6.2 مترا.
وكانت الطائرة معروضة للبيع قبل أن يعلن عن تقديمها هدية للرئيس التركي. وقال أردوغان إن أمير قطر تبرع بالطائرة للدولة التركية بعد أن علم بأنها أبدت اهتماما بشرائها. وأشار إلى أن قيمة الطائرة حوالي 500 مليون دولار.
وأضاف الرئيس التركي للصحافيين خلال رحلة عودته من أذربيجان في مطلع الأسبوع "قال لن أحصل على نقود من تركيا. أقدم هذا هدية لتركيا".
وتعاني تركيا من انخفاض حاد في قيمة العملة وتضخم في خانة العشرات وتوقعات بانكماش اقتصادي حاد.
ووافقت قطر، حليف أردوغان، على حزمة من المشروعات الاقتصادية والودائع لتركيا حجمها 15 مليار دولار لدعم الليرة التركية لكن من دون جدوى.
وقال أردوغان للصحافيين إن الطائرة تخضع الآن لإعادة الطلاء وبمجرد انتهاء ذلك "سنسافر بها. لكنكم ستستقلون طائرة مملوكة للجمهورية التركية.. ليست طائرتي".
وانتشر خبر الطائرة بعد إعلان، صهر أردوغان، برات ألبيرق وزير المالية والخزانة التركي عن حزمة إجراءات تقشفية.
والأسبوع الماضي وصفت المعارضة التركية هذه الطائرة بـ"القصر الطائر". وتساءلت حينها غمزة تاشجير نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض "هل ما يتردد عن شراء تلك الطائرة حقيقي ولو كان الأمر حقيقيا فما هو الهدف وتركيا تعاني أزمة اقتصادية كبيرة؟".