هدى ريحاني.. من خشبة المسرح بدأت مسيرة ممثلة لها بصمتها

الفنانة المغربية أثبتت قدرتها كممثلة من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأدوار السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، ونالت شهرة واسعة بفضل أدائها القوي والمقنع.
الأحد 2024/09/08
برتقالة الشاشة المغربية

الرباط- اكتشفت هدى ريحاني شغفها بالمسرح منذ الطفولة، حيث كان المسرح يشكل جزءا أساسيا من تطورها الفني، وبعد انتقالها إلى مسقط رأسها وجد شغفها بالمسرح سبيله إلى النضج الحقيقي، وحظيت بدعم ملحوظ من طرف أساتذة في محترف المسرح، الذين لعبوا دورا حاسما في تطوير مهاراتها الفنية.

هذه الفترة كانت نقطة تحول في حياتها، حيث بدأت في الانخراط بعمق في عالم المسرح، مكرسة جهدها لتعلم تقنيات التمثيل وصقل موهبتها، وتحت إشراف هؤلاء المعلمين تطورت هدى من مبتدئة إلى فنانة مسرحية واعدة، وبدأت تبرز قدرتها على التعبير وتجسيد الشخصيات بعمق وإبداع.

دراسة المسرح

تلقت ريحاني تعليما متقدما في مجال المسرح، وفي المعهد درست أسماء كبيرة مثل بيكيت وبريخت وشكسبير، إذ ساهمت دراستها للمسرح في تطوير مهاراتها الفنية وتوسيع آفاقها، وتعلمت هناك كيفية التفاعل مع الكاميرا وتقمص الشخصيات، ما جعلها تتجاوز مرحلة الطفولة إلى عالم الإبداع والاحتراف.

وأثبتت قدرتها كممثلة من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأدوار السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، ونالت شهرة واسعة بفضل أدائها القوي والمقنع، وحققت نجاحات ملحوظة في مجالات متعددة، إذ تظل قادرة على تقديم أداء مميز، وهذا يصنفها كواحدة من أبرز الممثلات في المغرب ويجعلها قادرة على إنقاذ الفن من الانحراف نحو التصنع والبرودة.

بوكس

كما تسعى الفنانة دائما لتقديم أدوار تعكس عمقها الفني وحبها للمهنة، حيث تتطلع بكل صبر إلى أن تواصل تحقيق النجاح وتقديم أعمال تقف عندها العلامات البارزة في مسيرتها الفنية.

شكّل المسرح جزءا أساسيا من تطور هدى ريحاني الفني منذ طفولتها، مما قادها إلى نضوج موهبتها في مسقط رأسها بدعم ملحوظ من أساتذتها في محترف المسرح، إذ كانت تلك الفترة نقطة تحول بارزة في حياتها، حيث انغمست بعمق في عالم المسرح، مكرّسة جهدها لتعلم تقنيات التمثيل تحت إشراف هؤلاء الأساتذة، مما ساهم في انتقالها من مجرد متدربة إلى فنانة واعدة.

وتلقت تعليما متقدما في مجال المسرح، مما انعكس إيجابيا على مسيرتها في السينما والتلفزيون، حيث أثبتت قدرتها على النجاح في السينما العالمية، كما أثّرت دراستها في التعليم والإدارة بشكل ملحوظ على مسيرتها الثقافية.

هدى ريحاني ممثلة مغربية تخرجت في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، إذ بدأت مسيرتها السينمائية من خلال مشاركتها في فيلم “فيها الملح والسكر” للمخرج حكيم نوري، وإلى جانب التمثيل تولّت منصب مديرة المركز الثقافي لمدينة زمامرة، وقامت أيضا بدراسة الإدارة في جامعة “إتش إي سي” في مونتريال خلال إقامتها في كندا، وواصلت مشاركاتها في مجال المسرح والتمثيل.

وقدمت ريحاني في مجال السينما مجموعة واسعة من الأفلام التي تشمل “تسقط الخيل تباعا”، “قصة حب”، و”ثمن الرحيل”، كما كانت لها إسهامات بارزة في أفلام مثل “باب المدينة”، “انكسار”، و”مول البشكليط”، حيث أثبتت مهارتها وقدرتها على تقديم أدوار متنوعة، فلم تقتصر إبداعاتها على السينما فقط، بل شاركت أيضا في عدد كبير من المسلسلات المغربية، من بين أعمالها التلفزيونية “السراب”، “دواير الزمان”، و”البعد الآخر”، كما قدمت أداء مميزا في مسلسلات مثل “زينة”، “لوبيرج”، و”بين القصور”.

وأظهرت على خشبة المسرح براعتها في عدة مسرحيات مثل “حراز عويشة”، “الرقصة الأخيرة”، و”حنة إيدينا”، وقد ساهمت أيضا في مسرحيات أخرى مثل “دافع الأم”، “پسكين”، و”ملكة الجمال: جولي”، ما يعكس تنوع قدراتها الفنية واهتمامها بالأنشطة الثقافية، وبفضل مسيرتها الفنية المتنوعة ومساهماتها الثقافية، وتظل ريحاني واحدة من الأسماء اللامعة في المشهد الفني المغربي، مع تركيزها على تعزيز الفنون والثقافة في المجتمع.

وتميزت هدى ريحاني بأدائها المتنوع في العديد من الأعمال السينمائية الأجنبية، منها: “تنفس”، و”خيوط”، و”الأصدقاء القدامى”، و”الثعلب”، و”انكسار”، “النوارس”، و”نحن هم”، “تمازوق”، و”البلكونة الأطلسية”، و”وجه لوجه”، و”لونيكا”، و”استراحة”، إذ تعكس هذه الأعمال التنوع الكبير في أدوار هدى ريحاني وقدرتها على تقديم شخصيات معقدة ومؤثرة، يبرز تألقها وإبداعها في عالم السينما العالمية.

أداء تمثيلي مميز

◄ فنانة تنقل الأحاسيس والمشاعر ببراعة
فنانة تنقل الأحاسيس والمشاعر ببراعة

غادرت ريحاني المغرب واستقرت في مونتريال حيث استأنفت دراستها وحصلت على دبلوم الدراسات العليا، وهو دبلوم مكنها من شغل منصب مسؤولة تطوير مشاريع خاصة. حاليا، تعمل في دور الثقافة في مدينة مونتريال وتواصل العمل في إنتاجات في بلدها الأصلي.

وحصلت الفنانة على العديد من الجوائز والتكريمات منها، جائزة أفضل أداء نسائي في مهرجان الفيلم المتوسطي الدولي في تطوان لدورة الثامنة عشرة، جائزة الأداء النسائي في مهرجان الفيلم الوطني في طنجة، وذكر خاص من لجنة التحكيم في مهرجان السينما والهجرة في أغادير.

كما كانت عضوا في عدة لجان تحكيم منها لجنة التحكيم في الدورة السادسة لمهرجان الفيلم الفرنكوفوني في الصويرة، ولجنة الدورة الحادية عشرة لمهرجان السينما في مرتيل، ولجنة الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الفيلم الوطني في طنجة، وحصلت أيضا على جائزة أفضل دور ثان نسائي وذكر خاص من لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم الوطني في طنجة، ولها دور بارز في الوسط الثقافي في كيبيك، حيث تشغل عضوية مجالس إدارة العديد من المنظمات كإدارية، بالإضافة إلى كونها عضوا في لجنة المسرح والتنوع في المجلس الكيبيكي للمسرح.

◄ ممثلة تتقن تقمص شخصياتها
ممثلة تتقن تقمص شخصياتها

 اشتهرت هدى ريحاني في الفيلم الدرامي “البرتقالة المرة”، عندما قدمت أداء دراميّا قويا ومؤثرا يظهر براعتها في تقديم أدوار معقدة، من خلال تجسيدها لشخصية ذات عمق نفسي كبير، إذ تبرز ريحاني قدرتها على نقل الأحاسيس والمشاعر بطريقة تشد انتباه الجمهور وتترك أثرا عميقا.

وتظهر ريحاني في هذا الفيلم تفانيها في البحث عن تفاصيل الشخصية والتعمق فيها، مما يضيف إلى العمل أبعادا درامية متعددة، كما أن تعبيراتها الدقيقة وحضورها القوي على الشاشة يعكسان قدرة استثنائية على نقل الصراعات الداخلية والتحديات التي تواجهها شخصيتها، مما يجعل المشاهد يشعر بتعاطف حقيقي مع أحداث الفيلم، كما تمكنت من خلال تقنيات التمثيل التي استخدمتها، من خلق تواصل عاطفي مع الجمهور، بينما تساهم لحظات الانفعال والهدوء التي تجسدها في إحداث تأثيرات عميقة، وهكذا يعكس أداؤها فهمها العميق للشخصية والتزامها بتقديم تجربة درامية متكاملة.

ويعتبر أداء هدى ريحاني في “البرتقالة المرة” شهادة على قدرتها الفائقة على التعامل مع الأدوار الدرامية المعقدة، ما يعزز مكانتها كممثلة بارزة في الساحة الفنية، تميزت بأسلوب عفوي وتلقائي في تقمص الأدوار والشخصيات، ما يجعلها تتألق كأحد أبرز الفنانين في مجال التمثيل، كما تتمثل قوتها في قدرتها الفائقة على تجسيد شخصياتها بطرق تجعل المشاهد يشعر وكأنها تعيش الدور بصدق وبعفوية تامة، دون أن يظهر عليها أنها تمثل، وهذا الأسلوب يجعل حضورها على الشاشة غير مصطنع ويشحن الإحساس بالواقعية في أدوارها.

وتستطيع ريحاني بعفويتها تقديم أداءات تتسم بالتلقائية، وأن تخلق ارتباطا عاطفيا وثيقا مع الجمهور، إذ أن تعبيراتها الجسدية والإيماءات التي تستخدمها تساهم في إظهار الشخصية بشكل حيوي، مما يجعل المشاهدين ينسون أنها تؤدي دورا وتمتلك القدرة على الاستمرار في الانغماس في أحداث الفيلم أو المسلسل، هذا الأسلوب العفوي يجعل ريحاني فنانة قادرة على نقل الأبعاد العاطفية للشخصيات بشكل ملموس، مما يفعّل قدرتها على التأثير في الجمهور وإيصال الرسائل الفنية بفاعلية، وفي كل دور تؤديه تنجح في خلق لحظات تفاعلية تنبض بالحياة، وهذا يجعلها واحدة من الممثلات اللواتي يعبّرن عن الشخصيات بطريقة فريدة ومؤثرة.

أداء هدى ريحاني في مسلسل “بين القصور” هذا الموسم كان لافتا وملحوظا بشكل كبير. لقد قدمت أداء مميزا يعكس عمق موهبتها وتجربتها الفنية، إذ تمكنت هدى من تجسيد شخصيتها بواقعية وبراعة، وأعادت تمثيل المشاعر الداخلية للشخصية بطريقة سلسة ودون مبالغة، مما ساهم في جعل المشاهدين يشعرون بصلة قوية مع دورها.

وأحد الجوانب البارزة في أدائها هو قدرتها على التفاعل مع الكاميرا بشكل احترافي، بحيث كانت المشاهد تظهر وكأنها جزء من كينونة الشخصية نفسها، وهذا التفاعل ساعد على نقل انفعالاتها الداخلية بوضوح، حتى في المشاهد الأكثر حساسية وعاطفية دون اللجوء إلى التكلف أو المبالغة، حيث أظهرت تميزا في كيفية توصيل المشاعر والتأثيرات الداخلية، مما جعل أداءها يتسم بالعمق والواقعية، وكانت قدرتها على التواصل مع باقي الممثلين، خاصة الشباب منهم، كبيرة مما أسهم في تعزيز جودة العمل الجماعي والتمثيلي، وعودة هدى ريحاني بعد فترة غياب طويلة كانت مؤثرة.

◄ واحدة من الأسماء اللامعة في المشهد الفني المغربي
واحدة من الأسماء اللامعة في المشهد الفني المغربي

 

 

8