هدوء وسلاسة إماراتية في التحقيق بشأن حادث تخريب السفن

أبوظبي - طبعت دولة الإمارات التحقيقات الجارية في حادثة استهداف أربع سفن بعملية تخريبية قرب مياهها الإقليمية بطابعها الهادئ والمتأني في التعامل مع مثل هذه الحوادث، مفسحة المجال أمام تحقيقات سلسة ومتروّية لضمان التوصّل إلى نتائج دقيقة تتيح صياغة موقف سليم من الحادثة بعيدا عن التسرّع، وبمعزل عن التوتّرات السياسية الجارية في المنطقة.
وأكّدت الإمارات، الأربعاء، تطلّعها إلى نتائج حيادية في التحقيق بواقعة استهداف السفن الأربع، مشيرة إلى منح التحقيق ما يتطلبه من الوقت.
وقال بيان لوزارة الخارجية الإماراتية نشرته وكالة الأنباء الرسمية “وام” إن “حرص شركائنا الدوليين على المشاركة في التحقيقات وتضافر الجهود يدعم الحيادية والشفافية في الوصول إلى النتائج المطلوبة وهو ما تتطلع إليه دولة الإمارات”.
وأضافت أنّ التحقيقات المشتركة تأتي لتؤكّد “حرص المجتمع الدولي على حماية أمن الملاحة البحرية وحركة التجارة الدولية وسلامة إمدادات الطاقة”. وتابعت “مع انضمام الدول المشاركة سيأخذ التحقيق مجراه ويستغرق ما يلزم من الوقت”.
وتعرّضت أربع سفن، هي عبارة عن ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نفط نرويجية وسفينة شحن إماراتية لأضرار طفيفة في عمليات تخريبية قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز في الثاني عشر من مايو الجاري.
وتجري الإمارات، التي لم تتّهم أي جهة بالوقوف خلف الواقعة، تحقيقا بمشاركة السعودية والنرويج وفرنسا والولايات المتحدة. ووقع الحادث النادر في المياه الإماراتية في ظلّ أجواء من التوتر الشديد بالمنطقة بسبب الخلاف بين إيران الولايات المتحدة على خلفية تشديد العقوبات النفطية الأميركية على طهران.
والأربعاء الماضي أكّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن بلاده ملتزمة بخفض التصعيد في المنطقة، معتبرا في الوقت نفسه أنّ الوضع صعب بسبب التصرفات الإيرانية.
وقال قرقاش إنّه من الأفضل انتظار نتائج التحقيق. ومثّل هذا الخطاب جزءا من التعامل الإماراتي الهادئ مع الحادث رغم ما شكله من سابقة في البلد المعروف بأمنه واستقراره الفريدين، وهو ما علّق عليه دبلوماسي غربي لوكالة رويترز بالقول إن “طريقة الإمارات أكثر براغماتية واستراتيجية”.