هدم مئذنة جامع تاريخي يثير غضبا في العراق

الصراع الذي دام لسنوات مع تنظيم الدولة الإسلامية أدى إلى تدمير الكثير من التراث الثقافي الذي كان يزخر به العراق.
الاثنين 2023/07/17
دمر الجزء المتبقي من جامع السراجي

البصرة (العراق) - أثار هدم مئذنة جامع بُني قبل نحو 300 عام في مدينة البصرة جنوب العراق الجمعة الماضي لتوسعة أحد الطرقات غضب العراقيين والسلطات الدينية والثقافية الذين نددوا بالخطوة واعتبروها استمرارا لتدمير التراث الثقافي للبلاد.

وهدمت جرافة فجر يوم الجمعة مئذنة جامع السراجي التي كان يبلغ ارتفاعها 11 مترا. وبُني الجامع عام 1727 ميلادية.

وتسبب هدم المئذنة في تطاير كمية من الغبار الكثيف، إذ أنها مبنية من الطوب اللبن وكانت عليها زخارف.

وكانت السلطات الدينية والثقافية، ومنها الوقف السُني ومسؤولو الآثار، على علم باعتزام محافظ البصرة إزالة المئذنة لإنهاء الاختناق المروري في المدينة، لكنها قالت إنه كان من المفترض الحفاظ عليها ونقلها بدلا من هدمها.

وقال ماجد الحسيني من سكان البصرة وهو يقف بجانب الأنقاض “كل الشعوب تحافظ على تراثها وتاريخها وهنا يدمرون تاريخنا وتراثنا”.

وأدى الإهمال والصراع الذي دام لسنوات مع تنظيم الدولة الإسلامية إلى تدمير الكثير من التراث الثقافي الذي كان يزخر به العراق ويعود تاريخه إلى آلاف السنين وتحديدا إلى بعض أقدم الإمبراطوريات في العالم في حضارة بلاد الرافدين القديمة، فضلا عن تراث التاريخ الإسلامي الحديث.

وتخشى جماعات الحفاظ على التراث من أن يؤدي ازدهار البناء في بغداد وخطط توسعة الطرقات والجسور والبنية التحتية الأخرى في أنحاء البلاد إلى تدمير الجزء المتبقي من هذا التراث.

وقال وزير الثقافة أحمد البدراني إنه لم يعط الإذن بهدم مئذنة جامع السراجي وإن سلطات الآثار المحلية اتفقت مع المحافظ على نقلها.

وستسعى الوزارة الآن لاستعادة الجزء المتبقي منها والحفاظ عليه وإعادة بناء نموذج على غرار ما قامت به السلطات في جامع النوري بالموصل الذي فجره مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017.

ودافع محافظ البصرة أسعد العيداني الذي أشرف بنفسه على هدم المئذنة عن هذه الخطوة، قائلا إن الوقف السُني وسلطة الآثار لم يفكّكا المئذنة ونقلها إلى مكان آخر رغم أنه طُلب منهما ذلك منذ أكثر من عام.

3