هجوم مسلح في قلب تل أبيب يسفر عن قتلى وجرحى

السلطات الإسرائيلية تعلن قتل شخصين على الأقلّ وإصابة 16 آخرين بجروح في هجوم مسلّح جديد وقع في تل أبيب قبل قتل منفذه بعد مطاردته لساعات.
الجمعة 2022/04/08
الإجراءات الأمنية لم تمنع هجوما هو الرابع من نوعه في أقل من شهر

القدس - قتل شخصان على الأقلّ وأصيب 16 آخرون بجروح في هجوم مسلّح جديد وقع مساء الخميس في قلب تلّ أبيب قبل قتل منفذه بعد مطاردته لساعات، حيث أفاد شهود عيان بحدوث فوضى في وسط المدينة الإسرائيلية.
وأعلن المتحدث باسم "نجمة داود الحمراء" للإسعاف زكي هيلر مقتل شخصين ونقل 16 شخصا إلى المستشفيات إثر الهجوم الذي وقع في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب، ونفّذه بحسب الشرطة مسلّح لاذ بالفرار.
وقال مدير مستشفى إيخيلوف في تل أبيب روني غامزو "لقد تلقّينا العديد من المصابين بجروح بالغة مختلفة، غالبيتها في الصدر والبطن وبعضها في الوجه... لسوء الحظ توفي اثنان منهم ونبذل قصارى جهدنا لإنقاذ أرواح" آخرين.
وأفاد شهود عيان في الموقع مساء الخميس بأنّهم سمعوا طلقات نارية وعاينوا مشاهد فوضى وسط مدينة تل أبيب، حيث نشرت الشرطة الإسرائيلية تعزيزات كثيفة.
وقال بنيامين بلوم، الذي يعمل في مطعم قريب من مكان الهجوم، "إنها أجواء حرب وعناصر الجيش والشرطة في كل مكان... لقد فتّشوا المطعم في حين كان أشخاص يبكون ويركضون في كلّ الاتجاهات".
أمّا درور يحزقيل (39 عاما)، الذي كان يحتسي كأسا مع أخيه بسلام في شارع ديزتغوف عندما بدأ الهجوم، فقال إنّه "في الساعة 21:03، بدأ الناس يركضون نحو مطعم وهم يصرخون 'هناك إرهابي'. ركضنا إلى داخل المطعم. بسبب التدافع سقط أناس فوق بعضهم البعض. كان الموظفون يدفعون الناس نحو المطبخ. كنا فوق بعضنا البعض ومذعورين بعض الشيء".
وقالت بريندا إيرليش (31 عاما) من حي حولون الواقع في ضاحية تل أبيب إنها سمعت بالهجوم بينما كانت تستقلّ حافلة متوجهة إلى المدينة للاحتفال بعيد ميلاد صديق لها.
وعلى الإثر جلست المجموعة في مكان مغلق، وقالت إيرليش إنها شعرت "بالاستنفار" بينما كانت الشرطة تبحث عن المشتبه بهم.
وأضافت إريليش "أشعر بالاستنفار. أشعر أنني بحاجة إلى النظر في جميع الاتجاهات حتى لا أفاجأ. كنّا نفكر في العودة إلى المنزل، لكن الأمر يبدو خطرا بعض الشيء، لذا قد نبقى بالداخل في تل أبيب قبل أن نعود إلى المنزل".
وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية صباح الجمعة أنها قتلت منفذ الهجوم بعد مطاردة استمرت عدة ساعات.
وقال مسؤولون في أجهزة الأمن صباح الجمعة إنه "تم تحديد مكان الإرهابي الذي نفذ الهجوم المسلح الخميس في تل أبيب، وتحييده"، موضحين أن الرجل وهو فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة، قتل بالقرب من مسجد في حي يافا.
وقال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي في بيان "بعد ليلة صعبة وبعد ساعات طويلة من العمل للشرطة الإسرائيلية وأجهزة الأمن الداخلي والجيش، نجحنا هذا الصباح في إحكام الخناق على الإرهابي الذي قتل في تبادل لإطلاق النار". وأوضح أنه لم يصب أي شرطي في تبادل إطلاق النار.

ولم تكشف أجهزة الأمن هوية منفذ هذا الهجوم، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أنه يدعى رعد حازم وهو فلسطيني من منطقة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
ودعت القوات الأمنية السكان إلى عدم الخروج من منازلهم تجنّبا لتعرّضهم لإطلاق نار.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية ميريت بن مايور إنّ "الإرهابي لاذ بالفرار ونحن نبذل قصارى جهدنا لتعقّبه"، مضيفة أنّ "المئات" من عناصر الشرطة يجرون عمليات بحث مكثّفة للعثور عليه.
ولاحقا أعلن المتحدث باسم الشرطة باروخ هونيغ نشر أكثر من ألف شرطي في تلّ أبيب إثر الهجوم.
وتوجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى مقرّ الجيش في تلّ أبيب، حيث يتلقى آخر المعلومات حول هذا الهجوم الرابع خلال أسبوعين ونيّف في إسرائيل، بحسب ما أفاد مكتبه.
وقال متحدّث باسمه في وقت لاحق من مساء الخميس إنّ "رئيس الوزراء نفتالي بينيت أجرى مشاورات أمنية وتلقّى آخر المستجدات حول التطوّرات على الأرض"، موضحا أنه "تمّ الاتفاق على مواصلة تعزيز ونشر قوات على نطاق واسع في تل أبيب".
وعقب الاجتماع أصدر بينيت بيانا قال فيه "لقد كانت ليلة صعبة للغاية. أبعث بتعازيّ لعائلات القتلى وأصلّي للشفاء التام للجرحى. القوات الأمنية تلاحق الإرهابي الذي نفّذ الهجوم الإجرامي الليلة في تلّ أبيب. أينما كان هذا الإرهابي سنصل إليه. وكلّ من ساعده، بشكل غير مباشر أو مباشر، سيدفع الثمن".
وفي واشنطن، أدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "الهجوم الإرهابي"، مؤكّدا أنّ الولايات المتّحدة "ستستمر في التواصل المنتظم مع شركائنا الإسرائيليين الذين نقف معهم بحزم في مواجهة الإرهاب والعنف المجنونين".
والأسبوع الفائت، أطلق فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة النار من سيارته على جمع في بني براك، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم أوكرانيان وشرطي من عرب إسرائيل.
وقبل بضعة أيام من ذلك الهجوم، قتل شرطيان أحدهما شابة فرنسية - إسرائيلية، في إطلاق نار تبنته حركة الجهاد الإسلامي في الخضيرة (شمال).
وفي الثاني والعشرين من مارس في بئر السبع في صحراء النقب (جنوب)، قتل أربعة إسرائيليين في هجوم طعنا وصدما، نفذه مدرس حكم العام 2016 بالسجن أربعة أعوام لنيته التوجه إلى سوريا، بهدف القتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي أعقاب تلك الهجمات، اعتقل الجيش والشرطة وأجهزة الأمن الداخلي الإسرائيلية العشرات من المشتبه بهم في صلتهم بتنظيم الدولة الإسلامية في إسرائيل، وعززت عملياتها في الضفة الغربية المحتلة، لاسيما في جنين شمال الضفة، مسقط رأس منفّذ هجوم بني براك.
وقُتل ما لا يقلّ عن ثلاثة أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي، ثاني أكبر حركة إسلامية فلسطينية مسلحة بعد حماس، الأسبوع الماضي خلال تبادل لإطلاق النار على صلة بعمليات القوات الإسرائيلية في جنين.
ومساء الخميس باركت حركة حماس في بيان "العملية البطولية" في تل أبيب، والتي اعتبرتها "ردّا طبيعيا ومشروعا على تصعيد الاحتلال لجرائمه".
وبارك القيادي في حركة الجهاد الإسلامي يوسف الحساينة "العملية النوعية" التي اعتبر أنها "تحمل رسائل للعدو الصهيوني... أن المقاومة تستطيع أن تخترق المنظومة الأمنية".
ويأتي الهجوم الذي وقع في وسط تل أبيب في وقت تستعدّ فيه قوات الشرطة الإسرائيلية لإعلان حالة التأهب القصوى عشية صلاة الجمعة الأولى، في المسجد الأقصى منذ بداية شهر رمضان.
وأدّت اشتباكات دارت العام الماضي بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، على هامش مسيرات كبرى خلال رمضان في القدس الشرقية المحتلة، إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوما بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة.