هجوم مخطط من وزراء من الليكود على صفقة التبادل لإحراج نتنياهو

القدس - ذكر تقرير إسرائيلي، الإثنين، أن هجوم عدد من الوزراء على شروط الصفقة الجديدة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي تشمل وفقا لمصادر مطلعة عليها، تبادلا للأسرى ومساعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة كان "مخططا له مسبقا".
وفي الأثناء يحاول زعيم حزب "الوحدة الوطنية" عضو المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مستعينا بأعضاء من حزب "الليكود" الذي يتزعمه الأخير.
وتأتي هذه التطورات في سياق إحراج نتنياهو الذي يجد نفسه خلال الفترة أمام أصعب أزمة في حياته السياسية، في ظل الحرب الدائرة بين بلاده وحركة حماس في قطاع غزة، بسبب فشله في إعادة الرهائن المحتجزين في القطاع رغم مرور 122 يوما على الحرب، مع وجود أشخاص في حكومته أو طامحين لخلافته، يتقفون على الإطاحة به.
ونقلت يومية "معاريف" العبرية عن مصادر- لم تسمها- إن "الهجوم ضد الصفقة تم التخطيط له، قبل اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد الأحد". مضيفة أنه طُلب من عدد من وزراء حزب الليكود -الذي يقود الحكومة- التحدث علنا بوسائل الإعلام ضد محددات الصفقة، رغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود هذا الحزب.
وأوضحت المصادر أن هذا لا يعني أنه طُلب من الوزراء قول أشياء يختلفون معها، ولكن بشكل أساسي طُلب منهم تسليط الضوء على موقفهم والإعلان عنه، مع نشر الهجوم على الصفقة في اجتماع مجلس الوزراء بشكل جيد.
ولفتت إلى أن أعضاء الليكود بالحكومة الذين عارضوا الصفقة هم وزراء الاقتصاد نير بركات، وشؤون الشتات عيمحاي شيكلي، والخارجية يسرائيل كاتس، والزراعة آفي ديختر، والعدل ياريف ليفين، والتعليم يوآف كيش، والمواصلات ميري ريغيف.
ونقلت الصحيفة عن وزير العدل ليفين قوله خلال اجتماع مجلس الوزراء إن "عدد السجناء المقرر إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة "غير مقبول"، دون تفاصيل، معتبرا أنه "من المستحيل أيضا أن نطلق سراحهم إلى الضفة الغربية. علينا أن نجد حلا لهذا" بحسب المصدر ذاته.
أما وزير التعليم فقال في الاجتماع "لا يمكن أن تكون هذه هي الصفقة. ما نشر في وسائل الإعلام لا يبدو جيدا على الإطلاق. إنه أمر مقلق".
وبدوره قال وزير الاقتصاد "فكرة يوم وقف إطلاق النار لكل رهينة فكرة وهمية. ففي الجولة السابقة حصلوا على يوم وقف إطلاق نار لكل عشرة رهائن".
ولم توضح الصحيفة أسباب الطلب من الوزراء مهاجمة الصفقة.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ردّ على هذه الآراء الغاضبة بشأن الصفقة مع حماس بالقول "الحكومة هي من ستحدد الحدود وليس مجلس الحرب، ومجلس الحرب الموسع هو من سيحدد الإطار العام، وبعد ذلك يأتي قرار الحكومة".
وكانت تقارير إسرائيلية أشارت إلى أن الولايات المتحدة "تضغط من أجل قبول الأطراف بهذه الصفقة". فيما تقول إسرائيل إنها بانتظار رد حركة "حماس" على محددات الصفقة، التي لم يتم الكشف عنها رسميا بعد.
وتتضمن الصفقة إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل أسرى إسرائيليين في قطاع غزة ووقفا لإطلاق نار في القطاع، بحسب تقارير وتصريحات غير رسمية.
وتتوسط قطر ومصر بين إسرائيل وحركة "حماس" من أجل إتمام هذه الصفقة.
وفي 28 يناير الماضي، عُقد اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، لبحث صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة، تجري عبر 3 مراحل، وفق مصادر فلسطينية وأميركية.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 136 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، حسب مصادر رسمية من الطرفين، لكن لا تأكيد بشأن العدد النهائي لدى الطرفين.
مع عدم بروز أي مؤشرات على قبول حماس لصفقة تبادل الأسرى تزداد الضغوط على نتنياهو الذي بدأت شعبيته تتضاءل، وهو ما فتح شهية بعض معارضيه وفي مقدمتهم زعيم حزب "الوحدة الوطنية" بيني غانتس للعودة إلى السلطة وخلافة نتنياهو.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إن الوزير غانتس، حاول الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مستعينا بأعضاء من حزب "الليكود" الذي يتزعمه الأخير.
وبحسب الإذاعة أجرى مبعوثون نيابةً عن غانتس اتصالات مؤخرًا مع وزراء وأعضاء كنيست من "الليكود" في محاولة للترويج لاستبدال نتنياهو في الكنيست.
وأضافت "قيل لأعضاء الليكود إنهم إذا نجحوا في سحب الثقة البنّاء عن نتنياهو (في الكنيست)، بحيث لا يتم إسقاط الحكومة، فإنهم سيهتمون بمستقبلهم السياسي في حزب الوحدة الوطنية".
وتقضي الفكرة بإسقاط نتنياهو واستبداله بمرشح آخر من حزب "الليكود" الذي يتزعمه.
وفي هذا الصدد، قالت الإذاعة إن المقرّبين من غانتس اقترحوا مرشّحين مختلفين من "الليكود" لمنصب رئيس الوزراء، ولم يطالبوا بتعيين غانتس في المنصب، دون ذكر الأسماء.
وأشارت إلى أن "الفكرة الأساسية هي تعيين مرشح متفق عليه لفترة محددة، يتعهد بعدم الترشح لرئاسة الليكود في المستقبل".ولفتت الإذاعة إلى أن "غانتس اختار عدم التعليق على التقرير".
وفي الأسابيع الأخيرة، برزت دعوات لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، لكن نتنياهو رفض فكرة الانتخابات في وقت الحرب.
ويواجه نتنياهو انتقادات متكررة من الشارع الإسرائيلي وعدد من السياسيين حتى المنتمين لمجلس الحرب، على خلفية أزمة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة وعدم التوصل لمسار يضمن عودتهم أحياء، إضافة إلى اتهام حكومته بالفشل بكشف والتعامل مع هجوم 7 أكتوبر 2023.