هجوم على منشأة غاز في كردستان العراق بعد إقرار تعديلات الموازنة

السليمانية (العراق) - تعرّض حقل كورمور للغاز في إقليم كردستان العراق مساء الأحد لهجوم بمسيّرة لم يسفر عن أضرار، وفيما حمّلت السلطات المحلية "ميليشيات خارجة عن القانون" مسؤوليته، طالب الحشد الشعبي بتقديم دليل عن إطلاق المسيرة من منطقة بشير.
ويقع حقل كورمور للغاز بين مدينتي كركوك والسليمانية، في منطقة تديرها سلطات إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي. واستهدفت هذا الموقع هجمات عدّة في السنوات الأخيرة لم يُعلن أيّ طرف مسؤوليته عنها.
ولم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن. لكنّ مراقبين يربطون الهجوم بمساعي ميليشيات شيعية نافذة في بغداد لعرقلة تصدير النفط في إقليم كردستان خصوصا وأنه جاء بعد ساعات من تصويت مجلس النواب العراقي، على تعديل لقانون الموازنة العامة يتيح استئناف تصدير نفط الإقليم.
ويتوقع متابعون للشأن العراقي أن تكون المسيرات إيرانية التي عادة ما تستعملها الميليشيات الحليفة لها إما ضد الأميركيين أو لتصفية حسابات مع خصومها في هذه الحادثة.
وفشلت الميليشيات الموالية لإيران في منع إقرار تعديلات الموازنة العامة، كما فشلت من قبل في تسليط الضغوط على الأكراد ودفعهم إلى تقديم التنازلات عبر توظيف المحكمة الاتحادية في الصراع السياسي.
وفي التفاصيل، قالت وزارة الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان في بيان مساء الأحد "تم تنفيذ هجوم بطائرة بدون طيار على حقل كورمور للغاز في تمام الساعة 19:05 مساء اليوم (16:05 ت غ) بدون أن يحدث أي ضرر بالحقل أو لشركة دانة غاز" الإماراتية التي تدير الحقل.
ومن جهته، قال جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم إن "مصدر المسيرة المعادية هو قرية بشير" بجنوب محافظة كركوك وإن "ميليشيات خارجة عن القانون نفذت الهجوم".
لكن مسؤول العلاقات في محور الشمال وشرق دجلة علي الحسيني، نفى خروج أي طائرة مسيرة من قصبة بشير أو اي منطقة في كركوك، مطالبا بتقديم دليل.
وقال الحسيني في تصريح لوكالة "شفق نيوز"، إن "ما جرى تداوله عن انطلاق طائرة مسيرة من منطقة بشير بناحية تازة خورماتو (23 كم جنوب كركوك)، لاستهداف حقل كورمو في السليمانية أمر مستغرب وغير حقيقي، ومن يتهم عليه تقديم الدليل".
وأضاف أن "الاوضاع الامنية مستقرة ولم نسجل اي معلومات عن طائرة مسيرة اقلعت من بشير او أطراف كركوك وعلى من يتهم تقديم الادلة ولا يبنى الاتهام على معلومات غير حقيقة".
وسبق أن ندد سياسيون في كردستان بهجمات متفرقة على حقل كورمور للغاز، محملين فصائل مسلحة موالية لإيران مسؤوليتها.
وأكّدت الوزارة الأحد أن "إنتاج الغاز في الحقل يسير بشكل طبيعي، وضغط الغاز في المحطات لا يزال طبيعيا".
من جهته، أوضح رمك رمضان قائمقام قضاء جمجمال حيث وقع الهجوم أن المسيرة "سقطت في منطقة تُخزّن فيها مواد نفطية".
وأوعز رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة أمنية فنية لمعرفة ملابسات "الحادث" وفق بيان لخلية الإعلام الأمني.
وذكر البيان أن "قيادة العمليات المشتركة استمرت في التواصل والتوجيه مع القيادات الميدانية لقطعات البيشمركة في السليمانية والقواطع المحاذية لها للوقوف بشكل كامل على حيثيات هذا الحادث".
وأكد البيان أن "أي محاولة لتخريب اقتصاد البلاد والأضرار بقوت الشعب ومصالحه هي محاولة تستهدف العراقيين جميعا"، مشددا على أن "هذا الآمر لن تسمح به قواتنا الأمنية وستعمل على متابعة جميع تفاصيل هذا الحادث، وهي قادرة على لجم كل المحاولات الرخيصة والقصاص من كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الاقتصادي للبلاد".
وأفادت شبكة رووداو اعلامية نقلا مصادر داخل الحقل، بأن الانفجار أحدث "دوياً قوياً، ما دفع القوات المكلفة بحماية الحقل إلى إطلاق النار، كما جُمع المتواجدون في الموقع ونقلوا إلى مكان آمن"، مضيفا أن "قراراً أتخذ بفرض حظر للتجول داخل الحقل".
ونهاية أبريل، قتل أربعة عمّال يمنيّين بقصف من طائرة مُسيّرة استهدف الحقل.
ونهاية يناير 2024، استهدف صاروخان من نوع "كاتيوشا" الموقع. وكانت فصائل موالية لإيران تنفّذ يومها عشرات الهجمات الصاروخية أو الضربات بطائرات مسيّرة، في العراق وسوريا، ضد قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة واشنطن.