هجوم صاروخي جديد يستهدف معسكرا يضم قوات أجنبية جنوب بغداد

بغداد ـ عادت لغة الصواريخ مجدداً إلى الساحة العراقية في وقت تستعد فيه واشنطن لاتخاذ إجراءات إضافية لحماية جنودها في العراق، حيث أعلن الجيش العراقي الثلاثاء، عن سقوط صاروخين على مواقع لقوات محلية في قاعدة عسكرية تضم جنودا للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قرب العاصمة بغداد.
وسقط الصاروخان، اللذان أطلقا من أرض زراعية قريبة في منطقة النهروان، على مواقع القوات الأمنية في معسكر بسماية الواقع على بعد 60 كلم جنوب بغداد بحسب خلية الإعلام الأمني التابعة للجيش.
ويعد معسكر بسماوية واحدا من أكبر معسكرات التدريب في العراق ويضم قاعات وساحات تدريب وفق مواصفات عالمية كما يضم ميادين للرماية لكافة صنوف القوات العراقية واتخذته القوات الأميريكية وقوات التحالف مقرا لتدريب القوات الأمنية والجيش العراقي بعد عام 2003.
ويضم المعسكر أيضاً قوات بريطانية وكندية وأسترالية، تقوم خصوصاً بتدريب عسكريين عراقيين على إطلاق النار وتشغيل الدبابات.
ولم يتضح على الفور حجم الخسائر.
ويأتي الهجوم بعد 3 أيام من تعرض قاعدة التاجي العسكرية قرب بغداد، السبت، لهجوم بـ33 صاروخا من طراز كاتيوشا؛ ما تسبب بإصابة اثنين من أفراد القوة الجوية العراقية وجرح 3 جنود من التحالف، وفق بيانين للجيش العراقي والتحالف.
والهجوم الأخير كان الثاني خلال أيام، بعد سقوط 10 صواريخ داخل القاعدة ذاتها، الأربعاء؛ ما أدى إلى مقتل عنصرين من الجيش الأميركي ومتعاقد بريطاني، وإصابة 12 آخرين، وفق واشنطن.
واتهمت الولايات المتحدة كتائب حزب الله العراقي، التي تتلقى التدريب والتمويل من إيران، بالوقوف وراء الهجوم الأربعاء، وشنت غارات جوية على 5 أهداف للكتائب جنوبي العراق، فجر الجمعة؛ ما أدى إلى مقتل 5 من أفراد الأمن العراقي ومدني.
وتزيد هذه الهجمات والهجمات المضادة المخاوف من تصعيد في العراق.
وحذرت واشنطن الاثنين السلطات العراقية من أنها لن تتسامح مع أي هجمات أو تهديدات لحياة الأميركيين وطالبتها بالدفاع عن عناصر التحالف الدولي في العراق.
وفي اتصال هاتفي لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي، أكد بان بلاده سترد "كما يجب" على أي استهداف جديد للأميركيين.
وأكد بومبيو أيضاً أن "الجماعات المسؤولة عن هذه الهجمات يجب أن تحاسب".
وكانت قيادة العمليات المشتركة في العراق دعت يوم السبت الماضي إلى تطبيق قرار مجلس النواب العراقي القاضي بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد، وذلك بعد هجوم صاروخي استهدف معسكر التاجي مما أسفر عن إصابة اثنين من منتسبي قوات الدفاع الجوي العراقية.
وتتعرض قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا أميركيين، فضلا عن السفارة الأميركية ببغداد، لهجمات صاروخية متكررة، منذ أشهر.
وزادت وتيرة تلك الهجمات منذ اغتيال كل من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي بهيئة الحشد الشعبي العراقية، أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أميركية ببغداد، في 3 يناير الماضي.
وتواصل القوات العراقية تنفيذ عمليات مع قوات التحالف ضد الجهاديين، لكن البرلمان العراقي صوت أخيراً على انسحاب 5200 جندي أميركي من البلاد.
ويواجه العراق مأزقاً سياسياً منذ عدّة أشهر. ولم يتم بعد استبدال الحكومة التي استقالت في ديسمبر، بسبب انعدام التوافق في البرلمان الذي يعدّ الأكثر تشتتاً في تاريخ العراق الحديث.
ويجد السياسيون الآن صعوبة أيضاً في الاجتماع تخوفاً من انتشار فايروس كورونا المستجد.