هجوم داعش يرفع حالة التأهب في كردستان العراق

رئيس حكومة إقليم كردستان يوجه قوات البيشمركة بالتأهب لإنهاء تهديدات التنظيم الإرهابي عقب مقتل خمسة من عناصرها في انفجار عبوة ناسفة.
الأحد 2021/11/28
دعوة للتعاون بين البيشمركة والجيش العراقي والتحالف

بغداد - وجه رئيس حكومة إقليم كردستان شمالي العراق مسرور بارزاني، الأحد، قوات البيشمركة بالتأهب لوضع حد لتهديدات مسلحي داعش الإرهابي، وذلك عقب هجوم للتنظيم أسفر عن مقتل وإصابة 9 من عناصر القوات الكردية.

وقتل 5 من قوات البيشمركة وأصيب 4 آخرون في هجوم شنه مسلحو داعش على منطقة كولجو التابعة لكرميان ليلة السبت/الأحد حين قام مسلحون لتنظيم داعش بشن هجوم على قوات الكردية وتفجير عبوة ناسفة بإحدى السيارات التابعة لها وفق ما أفاد به القيادي في اللواء الخامس بالبيشمركة المقدم مريوان آزاد في تصريح نقلته وكالة رووداو الكردية.

وأشارت الوكالة الكردية إلى أن العناصر الخمسة الذين قتلوا كانوا داخل السيارة التي انفجرت فيها العبوة الناسفة، مضيفة أن عناصر التنظيم توجهوا نحو العربة عقب انفجارها وأجهزوا على عنصر أصيب بالانفجار.

وتابعت أن الجرحى الأربعة الآخرين تمت إصابتهم بقناصات مسلحي التنظيم إلى جانب سائق عربة الهمر التي انفجرت فيها العبوة الناسفة حيث تمكن من النجاة وتم نقله إلى المستشفى لتلقّي العلاج. مشيرة إلى أن جميع الضحايا ينحدرون من منطقة شهرزور.

وأدان رئيس حكومة الإقليم الهجوم في بيان قائلا "شعرت بحزن عميق لنبأ استشهاد كوكبة من البيشمركة الليلة الماضية (السبت) في منطقة كولجو".

وأضاف برزاني أنه حذر مرارا من مخاطر مسلحي داعش وإعادة تنظيم صفوفهم بالمناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.

وأوضح أن داعش يستغل الثغرات الأمنية في تلك المناطق، وأصبحوا يشكلون تهديدا جديا على أمن المنطقة وسكانها".

وتعد الفراغات الأمنية بين قوات الجيش العراقي والبيشمركة  أحد أبرز التحديات أمام جهود محاربة فلول داعش.

وتمتد الفراغات من الحدود السورية شمالا عند محافظة نينوى مرورا بمحافظة صلاح الدين وكركوك وصولا إلى ديالى على حدود إيران.

وتشكلت الفراغات نتيجة التوتر بين الجيش والبيشمركة في أعقاب استفتاء الانفصال الباطل عام 2017، إذ تمتد بينهما ما يشبه الأرض الحرام بين جيشين وفي بعض المناطق تكون بعمق بضعة كيلومترات وتعد ملاذا لتحرك مسلحي داعش دون وجود قوات أمنية.

وشدد بارزاني "لا بد من تفعيل المراكز الأمنية المشتركة بين قوات البيشمركة والجيش العراقي بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي ضد داعش، بهدف سد الثغرات الأمنية في تلك المناطق".

وأردف "وجّهنا وزارة البيشمركة لتكون على أهبة الاستعداد واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء تهديدات إرهابيي داعش، ومنع إلحاق الخسائر بقوات البيشمركة وأهالي المنطقة".

والبيشمركة هي بمثابة جيش لإقليم كردستان العراق خاضع بالكامل في تسليحه وحركته لقيادة الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي.

ومن جانبه، أدان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني هجوم داعش في كولجو، وأكد، في بيان، أن "اتساع واستمرار هجمات داعش رسالة جدية وخطيرة"، مضيفا أن "هجمات داعش تولد خطراً حقيقياً في المنطقة" داعيا إلى "زيادة التعاون بين البيشمركة والجيش العراقي في تلك المناطق". 

وأشار الى وجوب أن "يتصدى البيشمركة والجيش العراقي والتحالف الدولي بكل قوة ومقدرة لإرهابيي داعش وتهديداته وخطره".

وكانت بغداد وأربيل شكلتا العام الماضي مراكز تنسيق عسكرية مشتركة للتعاون وتبادل المعلومات لملاحقة فلول داعش في المناطق المتنازع عليها. كما يعمل الجانبان على تشكيل لواءين مشتركين من الجيش والبيشمركة لنشرها في تلك المناطق.

وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على داعش  باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014. إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.

وتبنى التنظيم انفجارا وقع في يوليو الماضي داخل سوق شعبي في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في بغداد، أدى إلى مقتل نحو 35 شخصا.