هجوم جديد في الخليل وسط تهديدات إسرائيلية فلسطينية متبادلة بالتصعيد

الجيش الإسرائيلي يغلق كافة مداخل المدينة ويستعين بمروحيات بحثا عن منفذي هجوم أودى بحياة امرأة أربعينية وإصابة آخر وصفت حالته بالخطيرة.
الاثنين 2023/08/21
الجيش الإسرائيلي يطوق الخليل

الخليل (الاراضي الفلسطينية) - قتلت إسرائيلية وأصيب رجل بجروح خطيرة الاثنين في إطلاق نار استهدف سيارتهما في جنوب الضفة الغربية المحتلة، وسط تبادل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني التهديدات بالتصعيد ما يعني أن التصعيد سيكون عنوان الأيام القادمة.

وتأتي الحادثة بعد يومين من مقتل إسرائيليين اثنين، أب وابنه، في هجوم استهدفهما في مغسل سيارات في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية.

وأكدت خدمة الإسعاف "نجمة داوود الحمراء" في بيان مقتضب "مقتل المرأة (40 عاما) التي أطلقت عليها النار في جبل الخليل".

وأضاف البيان الصادر عنها أن "رجلا يبلغ 40 عاما تقريبا في حالة خطيرة وهو شبه فاقد للوعي ومصاب بطلقات نارية في الأطراف"، وقد نُقل إلى مستشفى "سوروكا" (جنوب).

وأكد الجيش مقتل المرأة وقال إن المدنيين تعرضا لإطلاق النار أثناء سير السيارة.

ووقع الحادث، وفق بيان الجيش، على الطريق 60 المتاخم لمدينة الخليل، مؤكدا "ملاحقة المهاجمين".

وفرض الجيش الإسرائيلي طوقا أمنيا على منطقة العلمية وأغلق الجزء الجنوبي من مدينة الخليل، كما استدعى مروحيات عسكرية في إطار البحث عن منفذي عملية الخليل.

وأغلقت القوات الإسرائيلية جميع المداخل المؤدية الى مدينة الخليل، وهي: "قلقس"، و"الفحص"، والكسارة جبل جوهر، وجسر حلحول، ومدخل دوراـــ الفوار، وبني نعيم، وبيت عينون، وبيت كاحل، ما أدى إلى عرقلة حركة تنقل الفلسطينيين، والتسبب بأزمة مرورية خانقة.

وقرر الجيش الإسرائيلي نشر كتيبة أخرى في منطقة الخليل عقب عملية إطلاق النار قرب كريات أربع.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه تم استدعاء قوات من وحدة "دفدوفان" ووحدة تقصي الأثر "مرعول" ووحدة "الاستخبارات القتالية 636" لمطاردة منفذي عملية إطلاق النار.

ودعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي  إيتمار بن غفير إلى "الانتقام" قائلا في تصريح لقناة "اي 24 نيوز" الإسرائيلية "لن تسفك دماء اليهود عبثًا".

وبدوره، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، عقب الهجوم  "هجوم دام في جنوب جبل الخليل، قتل فيه مسلحون امرأة بدم بارد وأصابوا شخصا آخر بجروح خطيرة".

وأضاف "لن تترك قوات الأمن القتلة، مطاردة ومطاردة أخرى حتى يتم القبض عليهم، هناك يد قوية وحازمة مطلوبة".

وفي المقابل، أشادت فصائل فلسطينية بعملية إطلاق النار في الخليل وأكدت أنها تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال ومستوطنيه التي ترتكب يوميا في الضفة الغربية.

وقال حازم قاسم الناطق باسم حماس في بيان بأن "العملية في الخليل تأتي في سياقها الطبيعي في مواجهة الحرب الدينية ضد مقدساتنا وضد المشاريع الإسرائيلية الاستيطانية في القدس والضفة".

كما باركت حركة الجهاد الإسلامي العملية، قائلة إنها جاءت ردا طبيعيا ومشروعا على جرائم الاحتلال وعدوان مستوطنيه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واستمرارا للرد المباشر لردع العدو في كل الساحات.

وأشارت حركة الجهاد الإسلامي إلى أن العملية تبعث برسالة تحذير بأن القادم أشد وأقسى، وتؤكد أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الردع وضرب الاحتلال من حيث لا يحتسب.

من جهتها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعملية الفدائية في الخليل، وأكدت أنها امتداد لتصاعد الفعل المقاوم، وأثبتت قدرة المقاومة في الضفة على اختراق الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المعقدة، وملاحقتها المستمرة للمقاومين.

وبدوره، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الاثنين، إسرائيل بفرض "عقوبات جماعية" على الفلسطينيين على خلفية الهجمات على أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية.

وفي وقت سابق الأحد، حضّ اليمين الاسرائيلي على التصعيد العسكري حيث دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الجيش إلى تنفيذ عملية عسكرية جديدة في الضفة الغربية لاستعادة الردع والأمن بعد عملية إطلاق النار قرب حوارة.

وأغلقت القوات الإسرائيلية الأحد مداخل قرية حوارة، وشنت عمليات دهم وتمشيط بحثا عن منفذ هجوم نابلس الذي ما زال طليقا.

وأُعلنت السبت أيضا وفاة شاب فلسطيني متأثرًا بجروح أصيب بها قبل أيام برصاص القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها مخيّم بلاطة في شرق نابلس.

ويعيش في الضفة الغربية ما عدا القدس الشرقية نحو 490 ألف مستوطن في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي ومقامة على أراضي الفلسطينيين البالغ تعدادهم 3 ملايين نسمة.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعداً في وتيرة أعمال العنف شمل عمليات عسكرية إسرائيلية متكرّرة ضدّ أهداف فلسطينية وتنفيذ فلسطينيين هجمات ضدّ إسرائيليين.

وتركّز التصعيد في شمال الضفة الغربية في مدينتي نابلس وجنين اللتين تعتبران معقلاً للفصائل الفلسطينية المسلّحة.

وأسفرت أعمال العنف منذ بدء العام الحالي عن مقتل ما لا يقلّ عن 218 فلسطينيًا ونحو 31 إسرائيليًا وأوكرانية وإيطالي، وفقًا لإحصاء أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية من الجانبين.

وبين القتلى الفلسطينيين مقاتلون ومدنيون وقصّر، وفي الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى هم مدنيون بينهم قصّر وثلاثة أفراد من الأقلية العربية.