هجوم بانياس يثير الجدل حول اختراق إسرائيلي للأجهزة الأمنية السورية

مقتل مستشار عسكري بارز للحرس الثوري في غارة على منزل في أطراف المدينة.
السبت 2024/03/02
ضربة موجعة

دمشق - أكدت الضربة الإسرائيلية التي استهدفت فيلا في أطراف مدينة بانياس على الساحل السوري وأدت إلى مقتل مستشار عسكري بارز في الحرس الثوري الإيراني وعدد من مرافقيه، وجود اختراق إسرائيلي داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية.

وتعتبر بانياس الواقعة ضمن محافظة طرطوس موالية بالكامل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتشكل المدينة مركز إقامة العديد من قيادات وضباط الجيش والأمن السوريين.

ويقول خبراء إن الضربة الإسرائيلية تكشف أن إسرائيل تملك خارطة تحركات وأيضا محلات إقامة قيادات الحرس الثوري والميليشيات الموالية له في المدينة وأطرافها، وهذا الرصد ما كان ليتحقق من دون وجود عملاء على الأرض على دراية بتواجد تلك القيادات.

ويشير الخبراء إلى أن هؤلاء العملاء لا يمكن أن يكونوا سوى من أعلى مستويات أمنية أو عسكرية، في ظل السرية الشديدة التي يحيط بها الحرس الثوري تحركاته والميليشيات الموالية له.

الضربة الإسرائيلية تكشف أن إسرائيل تملك خارطة تحركات وأيضا محلات إقامة قيادات الحرس الثوري الإيراني

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم قيادي إيراني جراء غارة إسرائيلية استهدفت مدينة بانياس. وقال المرصد “دوت ثلاثة انفجارات عنيفة فجر اليوم (الجمعة) ناجمة عن استهداف جوي إسرائيلي طال فيلاّ” في أطراف بانياس على الساحل السوري.

وكثّفت إسرائيل من وتيرة الغارات التي تشنها في سوريا، حيث تستهدف بشكل خاص الحرس الثوري ومجموعات موالية لطهران بينها حزب الله، على وقع الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وأضاف المرصد “تأكد مقتل قيادي من الجنسية الإيرانية وشخصين آخرين كانا معه من جنسية غير سورية”. وذكرت مصادر إعلامية إيرانية لاحقا أن القتيل هو رضا زارعي، وهو مستشار عسكري في الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب عنصرين من حزب الله اللبناني.

وتعيد الضربة الإسرائيلية في بانياس إلى الأذهان الهجوم الذي شنته إسرائيل في العشرين من يناير الماضي على مبنى سكني في منطقة مزة فيلات غربي دمشق، وأدى الهجوم حينها إلى مقتل خمس مستشارين من الحرس الثوري وهم: حجت الله أميدوار، وعلي آقازادة، وحسين محمدي، وسعيد كريمي، إلى جانب مستشار خامس قضى فيما بعد متأثرا بجراحه، فيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن من بين القتلى في هجوم مزة فيلات مسؤول استخبارات “فيلق القدس” في سوريا ونائبه.

وتعد مزة فيلات من الأحياء السورية الراقية وينتشر بها عدد من السفارات والمكاتب الأمنية، سواء للإيرانيين أو الفصائل الفلسطينية، وفتح الهجوم الإسرائيلي آنذاك باب التأويلات بشأن وجود اختراقات في الأجهزة الأمنية السورية، لاسيما بعد حملة اعتقلات أعقبت الهجوم طالت العديد من الأشخاص من ضمنهم ضابط سوري.

وسبق استهداف القادة الإيرانيين الخمسة اغتيال القيادي البارز في الحرس الثوري رضي موسوي أيضا بضربة جوية إسرائيلية في جنوب دمشق. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الاستهداف الذي جد في بانياس “هو الأول من نوعه في المدينة منذ ثلاث سنوات”.

ويعود آخر هجوم في بانياس إلى الرابع من سبتمبر 2021 حيث قتل ثلاثة عسكريين سوريين وأصيب 23 آخرون بجروح جراء ضربات إسرائيلية طالت حينها جبال مصياف وضواحي المدينة.

حح

وطهران داعمة أساسية لدمشق. وقدمت لها خلال النزاع المستمر منذ نحو 13 عاما، دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا. وتنفي إيران إرسالها قوات للقتال في سوريا، مؤكدة أن وجودها هناك يقتصر على مستشارين عسكريين ومجموعات موالية لها من بلدان عدة.

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية المئات من الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافا إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضا مواقع للجيش السوري.

ووفق المرصد السوري، فإن هجوم بانياس هو الثالث على التوالي الذي تضرب فيه إسرائيل مواقع في سوريا، بعد غارات استهدفت الأربعاء والخميس مناطق في حمص وأطراف العاصمة. ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بمساع تبذلها طهران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وقتل عنصر من حزب الله اللبناني جراء غارة إسرائيلية استهدفت الخميس شاحنة يستقلها في ريف حمص غرب سوريا قرب الحدود مع لبنان، تزامنا مع ضربة أخرى استهدفت موقعا قرب دمشق، بعد ساعات على غارات مشابهة قرب العاصمة مساء الأربعاء وفق المرصد. وفي الخامس والعشرين من فبراير قُتل عنصران من حزب الله في سوريا في غارة إسرائيلية على شاحنة قرب الحدود مع لبنان، بحسب المرصد.

2