هجوم أوكرانيا المضاد الفاشل يُرد عليه بهجوم روسي فاشل

الرئيس الأوكراني يتخوف من نسيان الغربِ حربَ أوكرانيا، مقابل الاهتمام بحرب غزة التي تجد فيها روسيا فرصتها.
السبت 2023/10/28
لا أفق لانتهاء الحرب

كييف – تحاول كل من روسيا وأوكرانيا ترويج نبأ تحقيق تقدّم في المعارك، لكن ميدانيّا لا شيء يوحي بأن أحد الطرفين قد حقق اختراقا؛ فإن شنت روسيا هجوما فاشلا ردت أوكرانيا بهجوم مضاد فاشل.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إن القوات الروسية خسرت أحد ألويتها على الأقل بينما كانت تحاول التقدم نحو بلدة أفدييفكا بشرق أوكرانيا، فيما تقول روسيا إنها حققت تقدما.

وذكرت سلطات محلية وعسكرية في أوكرانيا أن روسيا جددت حملتها لتطويق المدينة في منتصف أكتوبر الجاري، محاولة استهداف المواقع الأوكرانية بوابل من نيران المدفعية وتدفق القوات والمركبات القتالية إليها.

الهجوم الروسي في أفدييفكا بات محور المعركة بعد نحو خمسة أشهر من شن كييف هجوما مضادا على المناطق المحتلة في الجنوب والشرق

ونقل المكتب الرئاسي الأوكراني عن زيلينسكي قوله لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مكالمة هاتفية “حاول الغزاة عدة مرات تطويق أفدييفكا، لكن في كل مرة أوقفهم جنودنا وأعادوهم إلى الوراء مما تسبب في خسائر مؤلمة. في هذه الحالات، خسر العدو لواء على الأقل”.

وتختلف الألوية في الحجم، ويمكن أن يتراوح عدد أفرادها بين 1500 و8000 جندي. وتعد الخسائر في ساحة المعركة من أسرار الدولة في روسيا وأوكرانيا لكن يُعتقد أن الجانبين خسرا ما يصل إلى عشرات الآلاف من المقاتلين منذ أن شنت روسيا حربا واسعة النطاق على أوكرانيا في فبراير 2022.

ويتحدث مدونون عسكريون روس عن مكاسب ميدانية حققتها القوات الروسية في المنطقة، بينما تصف أوكرانيا الوضع بأنه صعب جدا، وقالت إن موسكو ترسل إلى حملتها عددا كبيرا من المقاتلين.

وأصبح الهجوم الروسي في أفدييفكا محور المعركة بعد نحو خمسة أشهر من شن كييف هجوما مضادا على المناطق المحتلة في الجنوب والشرق. وحققت كييف تقدما أبطأ مما أرادت بسبب الخنادق وحقول الألغام الروسية الكثيرة، لكنها تواصل تحقيق مكاسب صغيرة في الجنوب الإستراتيجي.

وقال معهد دراسة الحرب (مجموعة بحثية أميركية غير ربحية) الخميس إن روسيا تكبدت خسائر فادحة في العتاد بالقرب من أفدييفكا، الأمر الذي “من المرجح أن يقوض القدرات الهجومية الروسية على المدى الطويل”.

وتبعد أفدييفكا نحو 25 كيلومترا عن دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وتحيط بها أراض تحت نفوذ روسيا من الشمال والشرق والجنوب، مما لا يترك للقوات الأوكرانية سوى الجزء الغربي منها للحصول على الإمدادات وإجلاء السكان.

وتتعرض البلدة للهجوم منذ عام 2014 عندما اندلع الصراع لأول مرة بين أوكرانيا والقوات المدعومة من روسيا. وقال فيتالي باراباش، رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا، إن الهجمات الجديدة للسيطرة على البلدة هي الأكبر منذ عام 2014.

oo

يأتي هذا في وقت يتخوف فيه الرئيس الأوكراني من نسيان الغرب حربَ أوكرانيا، مقابل الاهتمام بالحرب في غزة التي ستجد فيها روسيا فرصتها. وسعى مسؤولون أوروبيون إلى طمأنة كييف بأنهم لن يتخلوا عنها، لكن التطمينات لا ترضي زيلينسكي. وقدم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه مساعدات إلى أوكرانيا بمليارات اليوروهات منذ التدخل الروسي في فبراير من العام الماضي.

لكن بعض المسؤولين والدبلوماسيين عبروا عن تخوفهم من إمكانية أن تجد أوكرانيا صعوبة في الحصول على ما اعتادت عليه من اهتمام سياسي وموارد من الغرب، وخاصة من الولايات المتحدة، بسبب الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط. وبحث قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الجمعة مسألة زيادة الدعم لأوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار “من المهم أن تكون إحدى نتائج هذا الاجتماع ألا نفقد تركيزنا على أوكرانيا بسبب كل الأمور الأخرى التي تحدث في العالم، لاسيما في الشرق الأوسط”. وتابع “سيكون من السهل جدا أن نخسر التركيز على الحرب في أوكرانيا، وينبغي ألا نفعل ذلك”.

1