هجمات داعش داخل إسرائيل تثير قلقا من خطر أمني جديد

تل أبيب تواجه عدوا جديدا وخصوصا بعد الهجمات الأخيرة التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها ما عزز المخاوف من تهديد أمني جديد للدولة العبرية.
الجمعة 2022/04/01
تدريبات للقوات الخاصة الإسرائيلية ضد هجمات أخرى محتملة

أم الفحم (إسرائيل) - تواجه إسرائيل التي تعتبر في حالة نزاع مع الفلسطينيين عدوا جديدا، وخصوصا بعد الهجمات الأخيرة التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عنها، ما عزز المخاوف من تهديد أمني جديد للدولة العبرية.

والأسبوع الماضي شهدت إسرائيل ثلاث هجمات أسفرت عن مقتل 11 شخصا، تبنى التنظيم اثنتين منها. وانضم عدد يعتبر قليلا نسبيا من الفلسطينيين والعرب في إسرائيل إلى التنظيم قبل هزيمته في سوريا عام 2019.

وتلقى التنظيم - الذي تم إضعافه - آخر الضربات في فبراير الماضي بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن قتل زعيمه أبوإبراهيم القرشي خلال عملية إنزال جوي نفذتها وحدة كوماندوس أميركية في شمال غرب سوريا.

وقُتل الأسبوع الماضي عنصرا شرطة -هما شرطية تحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية وشرطي درزي، وكلاهما في سن الـ19- في هجوم وقع في مدينة الخضيرة (شمال) يتحدر منفذاه من مدينة أم الفحم العربية داخل إسرائيل.

سمير محاميد: تفاجأنا بوجود داعش رغم أن سكان المدينة متدينون

وانتابت الصدمة رئيس بلدية المدينة سمير محاميد الذي يقول إنه “تفاجأ بوجود داعش” رغم أن سكان المدينة معروفون بتدينهم. ويعترف محاميد بانتشار الأسلحة في المدينة لكنه يوضح أن ذلك ليس حكرا عليها بل هي مثل باقي معظم المدن سواء في إسرائيل أو في الضفة الغربية. ويعتبر أن ذلك مرده الجريمة المنظمة محذرا من أن "هذه الأسلحة ستوجه في المستقبل نحو مكان آخر".

وفي أعقاب هجوم الخضيرة داهمت الشرطة الإسرائيلية منزل أحد المنفذين حيث عثرت على مواد تتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال مصدر أمني إن أحد المهاجمين الاثنين سبق أن اعتقل في عام 2015 قبل سفره إلى سوريا. ووصل عدد قليل من المعزين إلى خيمة العزاء التي نصبت خارج منزل أحدهم، مكثوا لفترة وجيزة فقط وبدا عليهم الانزعاج من ارتباط المهاجمين بتنظيم الدولة الإسلامية.

وسبق إطلاقَ النار في الخضيرة هجومٌ منفصل في مدينة بئر السبع قتل خلاله أربعة أشخاص على يد مواطن عربي بدوي إسرائيلي من بلدة حورة في صحراء النقب هاجمهم دهسا وطعنا.

وكان منفذ الهجوم الذي يدعى محمد أبوالقيعان، وهو معلم في المدرسة، قد اعتقل سابقا إثر محاولته الانضمام إلى داعش في سوريا. وأما ثالثة تلك الهجمات فوقعت الثلاثاء في ضاحية بني براك قرب تل أبيب، حيث قتل خمسة أشخاص برصاص مسلح فلسطيني من الضفة الغربية.

وأعاد الهجوم الذي لم تتبنه أي جهة إلى الأذهان هجمات التنظيم المتطرف بسبب تطابقه معها من حيث الاختيار العشوائي للقتلى. وتأتي الهجمات مع اقتراب حلول شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي الذي سيتزامن معه.

وأعلنت الدولة العبرية رفع حالة التأهب، وخصوصا أن في مايو 2021 -الذي صادف شهر رمضان أيضا- اندلعت مواجهات بين محتجين فلسطينيين والسلطات الإسرائيلية على خلفية محاولة إخلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.

رغم تتالي الهجمات في إسرائيل إلا أنها ليست دليلا على تصاعد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية لكنها قد تكون مشجعة لآخرين ودفعهم إلى الإقدام على تنفيذ هجمات مماثلة

وأفضت تلك المواجهات إلى تصعيد دام مع حركة حماس في قطاع غزة استمر 11 يوما وأدى إلى قتل 260 فلسطينيا، و13 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي في الجانب الإسرائيلي.

ويرى محللون أنه رغم تنفيذ تلك الهجمات إلا أنها ليست دليلا على تصاعد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها قد تكون مشجعة لآخرين ودفعهم إلى الإقدام على تنفيذ هجمات مماثلة.

ويقول هيو لوفات من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "هناك عامل التقليد". ويضيف "مع تزايد عدد الهجمات ستكون هناك زيادة في عدد الفلسطينيين المستعدين للتصعيد كنوع من تفريغ غضبهم".

ويحذر مؤسس شركة "جهاد أنالتكس" داميان فيري من أن داعش "لا يزال لديه القدرة على ضرب إسرائيل". وتتخصص "جهاد أنالتكس" في الجهاد العالمي والإلكتروني والاستخبارات والبيانات مفتوحة المصدر، بحسب ما تقوله عبر موقعها الإلكتروني.

ويرى مؤسسها أنه رغم كون الجماعة تعمل الآن عبر خلايا موجودة في سوريا والعراق فقط إلا أنها "تحتفظ بالقدرة على التخطيط أو التشجيع على شن الهجمات". ويتوقع فيري أن يبقي التنظيم المتطرف "إسرائيل تحت الرصد وإن لم تكن هدفا ذا أولوية".

2