هجمات حركة الشباب تهز مصداقية الاستقرار الأمني في مقديشو

الهجوم يطرح تساؤلات حول جدوى الاتفاقيات الأمنية ولماذا لم تنجح في تأهيل القوات الصومالية لمواجهة هذا الوضع.
الأحد 2024/08/04
أشلاء ما بعد الهجوم المروع

مقديشو - قُتل ما لا يقل عن 32 شخصاً وأصيب العشرات في هجوم انتحاري نفذته حركة الشباب المتطرفة وأعقبه إطلاق نار مساء الجمعة على أحد شواطئ مقديشو، في حصيلة هي بين الأكبر في هجمات استهدفت العاصمة الصومالية منذ أشهر، وفق ما أعلنته الشرطة. وتظهر الحصيلة أن حركة الشباب التي تلقت الكثير من الضربات مازالت قادرة على تنفيذ هجمات نوعية، ليس لأنها قوية ولكن لأن الأمن هش في العاصمة مقديشو، وهو ما يهز مصداقية الاستقرار الأمني التي تحدث عنها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.

ويطرح الهجوم تساؤلات حول جدوى الاتفاقيات الأمنية التي وقعها الصومال مع عدة دول من بينها تركيا، ولماذا لم ينجح التدريب في تأهيل القوات الصومالية لمواجهة مثل هذا الوضع. وقال الناطق باسم الشرطة عبدالفتاح آدن حسن للصحافيين "قتل أكثر من 32 مدنيا في هذا الهجوم، وأصيب نحو 63 بجروح، بعضهم إصاباتهم خطرة".

وقالت الشرطة وشهود لوكالة فرانس برس السبت إن انتحاريا فجّر نفسه مساء الجمعة على شاطئ ليدو الذي يرتاده رجال أعمال وموظفون حكوميون في حي راقٍ تنتشر فيه الفنادق الفخمة والمطاعم وتعرض لهجمات في الماضي. وبعد التفجير، قام المسلحون بإطلاق النار، بحسب المصدر نفسه.

وقال الشرطي محمد عمر السبت إن “الإرهابيين الذين لا تأخذهم شفقة ولا رحمة أطلقوا النار عشوائيا على المدنيين”. وأضاف أن قوات الأمن الصومالية قتلت خمسة من عناصر حركة الشباب الإسلامية المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأشيرَ إلى المهاجمين على أنهم “خوارج”، وهي عبارة تستخدمها السلطات الصومالية عند التحدث عن أعضاء هذه الجماعة.

◙ الحصيلة تظهر أن حركة الشباب التي تلقت الكثير من الضربات مازالت قادرة على تنفيذ هجمات نوعية ليس لأنها قوية ولكن لأن الأمن هش في مقديشو

وأكد هاو محمد الذي يعيش بالقرب من مكان الهجوم أن سبعة على الأقل من معارفه بين القتلى. وقال لوكالة فرانس برس "الدماء والأشلاء تملأ المكان". من جانبها وجهت المستشفيات دعوات للتبرع بالدم لعلاج المصابين، بحسب وسائل الإعلام الصومالية. وأكد عبدالخالق عثمان، المسؤول في مستشفى كلكال، تدفق أعداد من الجرحى الذين “تم نقل 11 منهم إلى غرفة العمليات بسبب خطورة إصاباتهم، فيما أرسل المصابون بجروح طفيفة إلى منازلهم بعد تلقيهم العلاج".

وقال الشاهد أحمد ياري إن الهجوم بدأ من أحد الفنادق. وأضاف لوكالة فرانس برس "رأيت جرحى قرب الشاطئ. كان الناس يصرخون مذعورين وكان من الصعب التمييز بين الأحياء منهم والأموات". وأكد شهود آخرون أن الشاطئ كان مزدحما بالناس عندما وقع الانفجار.

وقال شاهد عيان يدعى عبداللطيف علي إن “الجميع أصيبوا بالذعر وكان من الصعب معرفة ما يحدث لأن إطلاق النار بدأ بعد وقت قصير من الانفجار". وأضاف أن الناس حاولوا الاحتماء بإلقاء أنفسهم على الأرض وحاول آخرون الفرار. وقال "رأيت الكثير من الناس ممددين على الأرض، قبل أن يتمكنوا من الفرار".

وقال الرئيس حسن شيخ محمود إنه سيعقد اجتماعا طارئا مع رئيس الوزراء و"مسؤولي الأمن الرئيسيين لمعالجة الوضع". ووصفت بعثة الأمم المتحدة في الصومال الهجوم بأنه "عمل بغيض يستحق الإدانة الشديدة". وقدم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد تعازيه لأسر الضحايا جراء الهجوم "المروع" و”عديم الرحمة"، وفق ما كتبه على منصة إكس.

وفي منتصف يوليو الماضي قُتل تسعة أشخاص وأصيب 20 آخرون في مقديشو في تفجير سيارة مفخخة أمام مقهى مزدحم أثناء بث نهائي كأس الأمم الأوروبية 2024، وفق مصادر أمنية. ونفّذت حركة الشباب الإسلامية في الماضي العديد من التفجيرات والهجمات في مقديشو ومناطق عدة في البلد غير المستقر في القرن الأفريقي.

ورغم إخراج عناصرها من العاصمة بعد تدخل قوات الاتحاد الأفريقي في عام 2011، مازالوا منتشرين في المناطق الريفية. وتوعد الرئيس الصومالي بشن حرب “شاملة” ضدهم. وانضم الجيش إلى قوات العشائر لتنفيذ حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي بمؤازرة جوية أميركية. لكن الهجوم تعرض لانتكاسات، وأعلنت حركة الشباب في مطلع عام 2024 سيطرتها على العديد من المناطق في وسط البلاد.

3