هجمات انتحارية تستهدف قاعدة عسكرية أميركية جنوب الصومال

حركة الشباب الصومالية تكثف من هجماتها خلال الأشهر الأخيرة مستفيدة من حالة التجاذب السياسي التي تشهدها البلاد.
الثلاثاء 2019/10/01
استهداف مباشر للقوات الأجنبية

مقديشو - شنت حركة الشباب الصومالية هجمات انتحارية الاثنين استهدفت القاعدة العسكرية للوحدات الأميركية في بلدة بلدوكلي قرب مدينة ونلوين بإقليم شبيلي السفلى جنوبي البلاد.

وتحدث عدد من السكان عن مشاهدتهم ألسنة لهب تنبعث بالقرب من الموقع العسكري للوحدات الأميركية بالبلدة الواقعة شمال غربي العاصمة مقديشو، وسارعت حركة الشباب المتشددة إلى تبنيها مسؤولية الهجمات على هذه القاعدة.

وبالتوازي مع التفجيرات في القاعدة العسكرية استهدف هجوم منفصل آخر رتلا عسكريا أوروبيا في العاصمة مقديشو قال شهود عيان إنه ألحق أضرارا بمدرعة عسكرية ترفع علما صغيرا لإيطاليا ولم يتضح إلى الآن إن كانت هناك أضرار بشرية.

وكثفت الحركة من هجماتها خلال الأشهر الأخيرة في العاصمة مقديشو وبعض جيران الصومال لتصبح واحدة من أكثر الحركات الإرهابية نشاطا وخطورة في العالم، بعد انخفاض مستوى نشاط الحركات المتشددة في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان.

ويعتبر متابعون للشأن الصومالي أن الحركة الإرهابية استفادت من حالة التجاذب السياسي التي تشهدها البلاد، في ظل توتر العلاقة بين الحكومة الفيدرالية في مقديشو والولايات الإقليمية، وهي أزمة تعيق الرفع من مستوى التنسيق لمحاربة الإرهاب في الصومال.

وتتهم الولايات الإقليمية الحكومة المركزية بالسعي نحو قلب الأنظمة الفيدرالية، بينما لا تبذل الحكومة المركزية أي جهد لتكذيب هذه التهمة وهو ما يعزز الشكوك التي تحوم حولها ويجعل الحركة تستفيد من هذا الانقسام.

ويرى مراقبون أن تكثيف الحركة لهجماتها قد يحول أفريقيا إلى مركز مكافحة الإرهاب بعد تقهقر الحركات المتطرفة في الشرق الأوسط وبالخصوص في سوريا والعراق.

وتسعى قوات دولية لمساعدة الصوماليين في حربهم ضد الإرهاب وضد حركة الشباب، على غرار الأميركيين الذين يشكلون رأس الحربة في مواجهة الحركة الإرهابية.

وأثمرت الجهود الأميركية في محاربة الحركة شن الطائرات الأميركية أكثر من 100 غارة جوية ضد مقاتلي الشباب منذ أوائل عام 2017، بالإضافة إلى مضاعفة واشنطن لتواجدها العسكري ونشاطها خاصة بعد وصول ترامب للحكم الذي أعلن جنوب الصومال “منطقة عمليات عدائية فعلية”.

وتعد حركة الشباب في الصومال واحدة من الحركات الإرهابية التي احتفظت ببيعتها لتنظيم القاعدة، رغم الصعود القوي لتنظيم داعش الإرهابي خلال السنوات الأخيرة، ومبايعته من طرف تنظيمات إرهابية كثيرة في أفريقيا، على غرار جماعة بوكو حرام النيجيرية، إلا أن حركة الشباب ظلت متمسكة بولائها لتنظيم القاعدة، رغم ما أصاب الأخير من وهن وضعف.

5