هجمات الصين الإلكترونية لا تستثني الفاتيكان

واشنطن - قالت شركة أميركية تتعقب هجمات الإنترنت المدعومة من دول إن متسللين على صلة بالحكومة الصينية اخترقوا شبكات الكمبيوتر في الفاتيكان ومنها أجهزة ممثل الكنيسة الكاثوليكية في هونغ كونغ، فيما يتوقع أن يبدأ الفاتيكان وبكين محادثات هذا العام بشأن تجديد اتفاق مهم أبرم عام 2018 أعاد الاستقرار للعلاقات بين الصين والكنيسة.
وأكدت شركة ريكورديد فيوتشر الأميركية لأمن الإنترنت في تقريرها إن الهجمات استهدفت الفاتيكان وأبرشية هونغ كونغ بما في ذلك رئيس بعثة الدراسات الذي يعتبر الممثل الفعلي للبابا فرنسيس في الصين.
وأضاف التقرير أن المتسللين استهدفوا اتصالات بين أبرشية هونغ كونغ والفاتيكان ضمن أهداف أخرى واستخدموا أدوات وأساليب عرفت بها من قبل مجموعات متسللين مدعومة من الحكومة الصينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين في مؤتمر صحافي في بكين الأربعاء، إن الصين “مدافع قوي” عن أمن الإنترنت، مؤكدا أن التحقيق في وقائع الإنترنت يتطلب أدلة دامغة وليس تخمينا. وتنفي بكين عادة أي محاولة مدعومة من الدولة للتسلل الإلكتروني وتقول إنها تقع ضحية لمثل هذه التهديدات.
وجاءت عملية التسلل المزعومة بعد اجتماع نادر بين وزيري خارجية الصين والفاتيكان في وقت سابق هذا العام في ألمانيا، فيما يمثل أرفع لقاء دبلوماسي بين الطرفين منذ عقود.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجانبين تحسّنا مطّردا منذ الاتفاق التاريخي الذي توصّلا إليه في نهاية 2018 بشأن تعيين الأساقفة الكاثوليك في الصين.
وكان مصدر بارز من الفاتيكان قد قال إن وفدا صينيا كان من المقرر أن يزور الفاتيكان لاستكمال المحادثات لكن لم يُحدد متى أو ما إذا كانت الزيارة ستتم في ظل تفشي جائحة فايروس كورونا.
والكاثوليك في الصين خارجون من انقسامات دامت لأكثر من نصف قرن، حيث كانوا موزعين بين كنيسة “رسمية” تدعمها الدولة، وكنيسة “غير رسمية” سرية ظلت على ولائها للفاتيكان.
ويعترف الجانبان الآن ببابا الفاتيكان باعتباره زعيما أعلى للكنيسة الكاثوليكية. ويقدر عدد أتباع الكنيسة الكاثوليكية في الصين بما بين 9 ملايين و12 مليون شخص.
ويرى كثيرون اتفاق 2018 بشأن تعيين الأساقفة، تمهيدا لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الفاتيكان وبكين بعد قطيعة مستمرة منذ أكثر من 70 عاما.
ومن أجل إعادة العلاقات بشكل كامل، سيتعين على الفاتيكان قطع العلاقات مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليما تابعا لها. والفاتيكان هو الدولة الوحيدة في أوروبا التي ما زالت تعترف بتايوان.