"هجان" السعودي يفتتح مهرجان روتردام للفيلم العربي

المهرجان كمنصة فنية حرة تُتيح للمخرجين العرب من الوطن والمهجر فرصة لعرض قصصهم المتنوعة سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو دينية.
السبت 2024/05/18
السينما السعودية تنفتح على العالمية

روتردام (هولندا) - أعلن مهرجان روتردام للفيلم العربي عن إقامة دورته الرابعة والعشرين هذا العام في هولندا، في الفترة الممتدة من 30 مايو الجاري إلى 2 يونيو المقبل، والتي ستفتتح عروضها بالفيلم السعودي "هجان". وبحسب البيان الخاص بالمهرجان، فإن الدورة الرابعة والعشرين تتميّز بتركيزها على عرض التنوع والغنى الذي تقدمه السينما العربية من خلال منصة تعبر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من الوطن العربي أو من المهجر.

وقال روش عبدالفتاح مدير المهرجان “تصميم بوستر مهرجان روتردام للفيلم العربي يحمل في طياته رمزية عميقة، متمثلة في المثلث الأحمر الذي اختير كعنصر رئيسي، فهذا الشكل الهندسي، الذي استخدم بكثافة في الفترة الأخيرة، لم يعد مجرد عنصر بصري، بل تحول إلى رمز من الرموز الفلسطينية، ويعكس البوستر التزام المهرجان بطرح وتسليط الضوء على القضايا الفلسطينية بشكل بارز".

ويضيف "المهرجان كمنصة فنية حرة تُتيح للمخرجين العرب من الوطن والمهجر فرصة لعرض قصصهم ورؤاهم المتنوعة، سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو دينية أو اقتصادية أو حتى سياسية. وندعو الجمهور إلى المشاركة في هذا الحدث الفريد، الذي يجمع بين العمق الفني والاحتفاء بالثقافة العربية في بيئة تعبر عن الحرية الفنية بلا قيود".

ويُفتتح المهرجان بعرض فيلم “هجان”، الفيلم السعودي البارز من إنتاج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وإخراج أبوبكر شوقي، وهو ما يعكس النمو والتطور الملحوظ للسينما السعودية على الساحة العالمية.

◙ الفيلم صنف ضمن "سينما الصحراء"؛ حيث صور في صحراء تبوك مركزا على العلاقة الوثيقة بين الصحراء والإبل
◙ الفيلم صنف ضمن "سينما الصحراء"؛ حيث صور في صحراء تبوك مركزا على العلاقة الوثيقة بين الصحراء والإبل

وعن الفيلم قال روش عبدالفتاح “الفيلم يستعرض جمال الصحراء العربية ويعكس التقاليد الثقافية للمنطقة، مع التركيز على رياضة سباق الجمال، واحدة من الرياضات الأكثر شعبية وعراقة في المنطقة، وتم تصوير معظم مشاهد الفيلم في منطقة تبوك الخلابة، ما يضفي على العمل بعدا بصريا يليق بالقصة العاطفية والمغامراتية التي يقدمها، وهو إنتاج مشترك بين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) والمنتج المصري محمد حفظي، وقد شارك في بطولته ممثلون سعوديون بارزون، ما يمثل خطوة مهمة في تطور السينما السعودية وتقديمها على الساحة الدولية".

وتدور أحداث الفيلم حول مطر وأخيه غانم اللذين يعيشان في صحراء داخل المملكة العربية السعودية، ويؤدي وقوع حادث مؤسف إلى اتجاه مطر لرياضة سباقات الهجن ومن أجل أن يحافظ على ناقته “حفيرة” يضطر إلى العمل لدى مالك الإبل القاسي جاسر، حيث يتعين على الصبي مطر بذل أقصى ما لديه لإنقاذ حياة حفيرة، في دراما مؤثرة عن بلوغ سن الرشد.

وصنف الفيلم، الذي استغرق العمل عليه نحو ثلاث سنوات، ضمن نوعية “سينما الصحراء”؛ حيث اتخذ من صحراء تبوك (شمال غربي السعودية) موقعا لأحداثه، بما يظهر فرادة الطبيعة الجبلية ولون رمال الصحراء شديدة الحمرة، التي تجعل المنطقة ذات طبيعة خلابة وساحرة، وقد تعمد صناع العمل إضافة الشعر كعنصر أساسي إلى الفيلم الذي يستهل ببيت شعري، مركزين على العلاقة التاريخية الوثيقة التي تربط بين ثلاثية الصحراء والإبل والليل.

ويقول عبدالفتاح "الفيلم يُقدم رؤية فنية فريدة تجذب الجمهور العالمي والعربي على حد السواء، ما يجعله الاختيار المثالي لافتتاح المهرجان الذي يسعى لعكس الأصوات العربية المتنوعة والغنية".

يذكر أن المهرجان قام في دورته الماضية بتكريم كل من ليلى علوي وجمال سليمان، تقديرًا لما قدماه طوال مسيرتهما الفنية، وأحيا المهرجان كذلك ذكرى مرور 100 عام على وفاة الموسيقار المصري سيد درويش بحفل موسيقي خاص، وكرم أيضا مارتن فوندس الملحن الأول في هولندا، وتم تقديم برنامج أسبوعي عنه لمدة شهرين على الراديو الهولندي، ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن الأفلام المشاركة في دورة هذا العام والتكريمات خلال الأيام القليلة المقبلة.

14