هبة حمدان تطوع الخط العربي لتقدمه برؤية جديدة

الجزائر - تعرض الفنانة التشكيلية السورية هبة حمدان تجربتها في الخط العربي، وتطويع الخط في رسم أشكال هندسية ولوحات ذات طابع روحي، لأول مرة، أمام جمهور الفن التشكيلي في الجزائر، في معرض ينعقد طوال النصف الثاني من شهر أغسطس الجاري.
وتقدم الفنانة قرابة عشرين لوحة خط عربي تنتمي إلى الحروفية الحديثة في المعرض المقام حاليا برواق الفنون “محمد تمام” بالجزائر العاصمة، وهي أعمال مبتكرة شملت في أغلبها تشكيلا هندسيا لرموز ودلالات إسلامية برؤية جمالية وتقنية معاصرة.
ويتصدر هذا المعرض الذي تنظمه مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر إلى غاية الحادي والثلاثين أغسطس الجاري تحت شعار “أشكال هندسية لأسماء الله الحسنى” لوحة البسملة التي تعكس قدرة التشكيلية السورية هبة حمدان المقيمة بالجزائر منذ فترة على تطويع الحرف العربي وتجديده وكذلك شحنه بحمولات ذات قيمة روحية لدى المتلقي لما يحمله منجزها الفني من جماليات وتقنيات وخيارات جعلت من اللوحة فضاء للإبداع والتجديد.
كما أبدعت الفنانة هبة حمدان في تقديم تشكيلة من 17 عملا فنيا بمختلف الأحجام تعج برؤية حداثية للحرف العربي وتعديله لأشكال هندسية تأخذ زوار المعرض في رحلة سحرية إلى عوالم الحرف العربي الأنيقة والبديعة وفرصة الغوص في عالم جماليات الخط العربي.
ومن خلال تشكيلة اللوحات عمدت الفنانة إلى البحث في تركيبة الحرف وأبعادها الهندسية ما سمح باختيار تصاميم انسيابية مختلفة وثرية بتدفقها على سطح اللوحة وهي حركات مدروسة بعناية ما سمح بعرض أشكال هندسية مختلفة الإيقاع الهندسي والألوان.
من جهة أخرى، ارتكزت الأعمال الفنية لهبة حمدان على الألوان الفاتحة في معظمها وبتقنيتي الألوان الزيتية والكولاج لتمنح أعمالها بعدا مختلفا في تركيب الحرف، وبوصفها منجزات فنية تنتمي إلى الحروفية المعاصرة التي تتجاوز الخطوط والبنى التقليدية باتجاه أفق تجربة حداثية بعناصرها واحتفت في الكثير منها بالخط العربي كرؤية جديدة.
وتستوحي الفنانة السورية هبة حمدان أعمالها من المدرسة “الحروفية” لكن تبصمها برؤيتها الخاصة ويبدو واضحا اهتمامها باستعمال الأشكال الهندسية في لوحاتها غير أنه بالمقابل تعتمد على خيارات لونية باردة وحارة متعانقة تمتع البصر كالبني والأخضر والأصفر والأسود والأحمر الباهت ما يمنحها لمسة روحانية صوفية.
وأعربت التشكيلية السورية عن سعادتها بتنظيم أول معرض فني لها بالجزائر بعد إقامتها لسنوات فيها موضحة أنها فرصة “لإبراز موهبتها الفنية”، مشيرة إلى أنها “عمدت إلى الابتكار اعتمادا على تحويل الحروف إلى أشكال هندسية غرافيكية بجمالية وتصاميم دقيقة، حيث أن تقنية الخط كتوجه فني يستند بالأساس على البعد الدال للحرف وما يتضمنه من قيم روحية وجمالية تعكس التراث العربي”.
وقد تخرجت الفنانة هبة حمدان المولودة بدمشق سنة 1982 من معهد الفنون التطبيقية قسم الخزف عام 2003، وبعدها من كلية الفنون الجميلة بسوريا عام 2015 في حين شاركت في عديد من المعارض بسوريا في مجالات التصوير، الخزف، الكولاج، التشكيل، والنحت، وهي عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين كما حازت على عدة جوائز محلية.