"هاي أبوظبي" يختتم فعالياته بالاحتفاء بالشاعر أدونيس

أبوظبي - احتفى مهرجان "هاي أبوظبي" في ختام فعالياته في العاصمة الإماراتية بالشاعر العربي الكبير أدونيس وعيد ميلاده التسعين إلى جانب شعراء وكتّاب أمثال فولكر براون وزليخة أبوريشة وبيير يوريس وسيرج بي ويانج ليان.

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في دولة الإمارات أن تكريم الشاعر الكبير أدونيس والاحتفاء بعيد ميلاده التسعين يعد احتفاء بالكلمة الشاعرة وتاريخ طويل من الإبداع والعمل المتواصل واعتراف بقيمة وقامة الشاعر على المستويين العربي والعالمي.

وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك عن فخره بأدونيس كشاعر صاحب مشروع أدبي متميز تتلمذ على يديه العديد من الأسماء البارزة في سماء الشعر والأدب.

وشارك في مهرجان "هاي أبوظبي" الذي نظم خلال الفترة من 25 إلى 28 فبراير، بدعم من وزارة التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع هاي للفنون والآداب البريطانية، مجموعة بارزة من الحائزين على الجوائز من الكتّاب والصحافيين والمؤرخين وصنّاع الأفلام والفنانين.

ونظم حفل تكريم في ختام المهرجان بحضور الشيخ نهيان بن مبارك وسعيد غباش الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات ولودوفيك بوي السفير الفرنسي لدى الإمارات وعفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح وعدد كبير من شعراء العالم الذين قدموا بانوراما شعرية باللغات الألمانية والانجليزية والفرنسية والصينية والعربية مهداة إلى أدونيس في ميلاده.

وقدم الليلة الشعرية علي بن تميم، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للغة العربية وشارك فيها الشعراء زليخة أبو ريشة وفولكر براون، وقاسم حداد وبيير وجوريس ويانغ ليان وسيرجي باي وأندريه فيلتر قبل أن يلقي الشاعر العربي الكبير كلمته ويقدم للجمهور قصائد من أهم أعماله.

وأكد علي بن تميم "مكانة الشاعر الكبير وما قدمه من إرث شعري متعدد ومتفرد في شق دروب جديدة في الشعر العربي مازلنا إلى يومنا هذا نسلكها ونقتفي أثرها".

وقال “اليوم هنا في أبوظبي مع جمهور أدونيس وهذه المجموعة الاستثنائية من الشعراء، نحتفل بتلك السنبلة المتفردة التي اتسعت حقولا وتكاثرت قمحا وخبزا في قلب كل محبي للشعر متمسكا بالأصالة، متعطشا للتجديد، مؤمنا بقوة اللغة وقدرتها على اختراق الخيال، وقوة الخيال على إثراء اللغة وصونها وحفظها وجعلها لغة للحاضر والمستقبل لا لغة للماضي فحسب".

وأضاف "هو الفيلسوف الشاعر والشاعر الفيلسوف غير أنه وهو يخطو بثقة عتبة التسعين يذكرنا دوما بأن الشاعر الحق يولد طفلا ويكبر طفلا ويشيخ طفلا وطفلا يعود”.

رسالة محبة وسلام

قال الشيخ نهيان بن مبارك إنه "يحس بسعادة غامرة بنجاح أبوظبي في تنظيم هذا المهرجان العالمي، سواء على المستوى الكمي من حيث كثافة الفعاليات وأعداد الجماهير التي حضرت المهرجان من جميع الفئات والمراحل العمرية، أو من حيث الكيف فقد وفر المهرجان منصة واسعة لعدد كبير من أدباء وشعراء وعلماء العالم ليشاركوا الجميع إبداعاتهم في حوارات راقية تتسم بالعمق واحترام الاختلاف وقبول الآخر، ليخرج الجميع من المهرجان فائزين".

وأضاف "أن مهرجان هاي أبوظبي كان رسالة سلام ومحبة وتسامح إلى العالم أجمع، وهذه هي رسالة وزارة التسامح التي تسعي لتحقيقها دائما، سواء من خلال الفنون أو الثقافة أو التنمية المجتمعية، وغيرها من المجالات، لأن التسامح والأخوة الإنسانية بالنسبة لنا هو أسلوب حياة نستحقها جميعا ويستحقها العالم معنا".

وأكد أن مهرجان هاي أبوظبي كان منصة رائعة لاستعراض تجربة الإمارات الفريدة في تعزيز التسامح والأخوة الإنسانية كتجربة يمكن القياس عليها وإهدائها إلى العالم أجمل، مشيرا إلى أن هذا الاستعراض لهذه التجربة لم يتم عبر محاضرة أو عرض تقديمي وإنما كان من خلال المعايشة والتصرفات على أرض الواقع، والتي تعد الأكثر صدقا والأعمق أثرا.

وأضاف أن مهرجان هاي أبوظبي كان منصة حقيقية للتعددية وحرية الفكر فلم يصادر أحد على فكر أحد ولم يستبعد أحد نتيجة لاختلاف مع رأيه أو مواقفه وكان للجميع أن يتحاوروا وفق قواعد الأخوة الإنسانية واحترام الآخر بصرف النظر عن رأيه أو معتقده أو لونه أو جنسيته.

واختتم المهرجان فعاليات يومه الأخير مساء الجمعة بأكثر من 25 فعالية مختلفة شارك فيها أكثر من 32 شاعرا وكاتبا من مختلف أنحاء العالم، وحظيت ندوة الروائية الليبية نجوى بن شدوان بحضور واهتمام كبيرين خاصة من جانب المرأة العربية، وتطرقت في حديثها مع الإعلامية بروين حبيب إلى محطات في حياتها وأهم أعمالها.